زوج عن طريق النت


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نص الاستشارة:

تعرفت عن شاب عن طريق الانترنت، و أحببته، و هو كذلك، لكني لم أعرف أنه متزوج إلا بعد ما تعلقت به، لكنه صارحني بجوازه، و أن عنده مشاكل مع زوجته، و هو نادم على زواجه بها لأسباب كثيرة، و نحن الآن مازلنا على هذه العلاقة، وفي اتصال دائم، أفيدوني جزاكم الله خيراً هل أستمر معه أو أنفصل عنه مع العلم أني أحبه.

 

إجابة الاستشارة:

ما خاب من استشار، ولا ندم من استخار.

حكمة رائعة تعلمناها منذ الصغر، ولا زلنا نشعر بقيمة هذه الحكمة الغالية في حياتنا.

دعينا أختي فاطمة نطبق هذه الحكمة على موضوع استشارتك.

أولاً: هذا الشاب الذي تعرّفتِ عليه عن طريق الإنترنت، ودامت العلاقة بينكما مدة ما، وهو لا يخبرك عن أوضاعه الخاصة (زواجه بأخرى)، هل ما كتمه عنك من خبر مهم لا يدل ولو مجرد دلاله على يسيرة على غموض في الشخصية؟.

لعلك لاحظت أن التعرف عبر الانترنت لا يوصل الحقائق كاملة!

ثانياً: هناك أمور خفية في علاقته مع الزوجة الأولى، وأنت لا تدرين ما هو السبب وممن السبب في فصل العلاقة؟ وهل كانت منه أو منها؟ وهل يا ترى ستحل الأمور معك؟

 

إن الإجابة على هذه الأسئلة أمر جوهري في العلاقة.

ثالثاً: أنت امرأة قبل وكل شيء. نعم عندك عقل ناضج، وقلب حي إن شاء الله، ولكن هذا لا يغني من معرفة أوضاع الرجال، والراغبين على وجه الحقيقة بالزواج والاستقرار المعيشي من عدمه.

 

وهذا لا يتأتَّى إلا من خلال سؤال أهلك أو ولي أمرك، أو ممن لهم صلة ومعرفة حقيقية بأوضاع الرجال، وحال المتقدمين للزواج من أهليهم. وهذه الخطوة هي الأساس في بناء العلاقة بينكما.

 

رابعاً: لا بد أن تتذكري أن المنطق في حالة كهذه، أن الخطوات العملية هي:

أ ) السؤال والتأكد من وضع الزوج فيما سبق وفيما هو مقدم عليه.

ب) الجلوس من قبل أهلك معه، لمعرفة مدى استعداده ورغبته في الزواج.

ج) عرض الرغبة في الزواج بالطريقة المشروعة لأهلك.

د) البدء في الخطوات العملية في الزواج.

وعليه، فإن الحديث معه الآن وفتح باب التواصل لا مبرر له، لأن الحديث حالياً هو زيادة شحن العواطف لا التحرك بميزان الشرع والعقل والمنطق.

فالشرع لا يرضى الحديث مع أجنبي بلا سبب، ولا يقبل مثل هذا التواصل الذي لا داعي له. فالذي يريد الحلال يطرق الباب.

والعقل يدلك على حفظ مكانتك والحذر من مغبات الانزلاق، أو الشتات والفراغ النفسي والروحي.

 

والمنطق يقول: ما بعد الكلام إلا فعل. فأين هي خطوات الفعل الصحيح؟

إذا أختي فاطمة، عليك بعدما تراجعين ما سبق، أن تستخيري الله، وتطلبي الدعاء أن يختار لك الخير، ويوفقك لما يحبه ويرضاه.

 

وختاماً:

تذكري \"ما خاب من استشار وما ندم من استخار\".

وهناك مئات القصص في مثل حالتك، منهم من نجح بتوفيق الله عندما طبق ما ذكرته لك سابقاً.

ومنهم إلى اليوم يتصل علينا وهو يعاني الأمرّين! والأمر لكِ، والله يعينك.

  

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply