بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال:
أنا رجل أعاني من الهم والوساوس وضيق الصدر، ولا أدري ما السبب، لكنني أصبت بمرض القلق الاكتئابي المزمن قبل مدة، وراجعت أطباء نفسانيين، وتحسنت قليلا، فصرت أصلي الفروض الخمسة، وأقرأ القرآن، وأدعو الله أن يفرج همي، ولكن الله لم يستجب دعائي. والآن أشعر بسبِّ الله داخل نفسي، وتأتيني شكوك من أنني كافر ومشرك بالله ومنافق، وأشعر بأنني عالة على أبي وأمي لأنني لا أعمل، لقد يئست من الحياة، وأشعر أن الله غاضب وساخط علي، لقد تركت الصلاةº لأنني لم أستفد منها. أرجو أن تساعدوني في الخروج من هذه الحالة. وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أخي الكريم، سؤالك يدل على أنك رجل صالح، لكنك تحتاج إلى مجاهدة نفسك والشيطان، كما أنك تحتاج إلى الاستمرار في العلاج النفسي. فما تشعر به في صلاتك، أو أنك تسب الله في نفسك، والعياذ بالله، هو من فعل الشيطان، لا من فعلك، فأنت مسلم، ولا تستسلم لوساوس الشيطان من أنك كافر أو مشرك أو منافق، فهو لعنه الله هو الذي كفر بالله، وجحد بنعمه، وأشرك وأفسد، وأقسم على الله - جل وعلا - \"فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين\"..بل وتوعد بني آدم \"لأقعدن لهم صراطك المستقيم..\"، فكن أخي الكريم ذكيًا، واعلم أن إبليس يحاول أن يقعدك عن الخير، فلا تترك الصلاة أبدًا، وتمسك بالله - عز وجل - والجأ إليه، واطلب منه أن يفك كربك، اسأله - سبحانه - أن يرزقك توبة نصوحاً، وعملاً مقبولاً، وتوسل إليه أن يحن عليك بفضله وكرمه، وينعم عليك بجوده ورحمته.
أخي الكريم لا تستعجل الله - عز وجل -، فإن الله ينزل كل شيء بقدر، فقد قال - تعالى -: \"وأن كل شيء خلقناه بقدر وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر\".. فعليك أنت بالعمل الصالح، وعليك أيضًا بقراءة القرآن الكريم في صباحك ومسائك، فعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: [من أراد الدنيا فعليه بالقرآن ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن ومن أرادهما معًا فعليه بالقرآن]، فكن مع الله ولا تخش غيره، واعلم، كما أنبأنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - \"واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك.. رفعت الأقلام وجفت الصحف\"، فعلام الحزن، والله- جل وعلا - قد قدَّر رزقك وأجلك، فاجتهد في الدنيا، وسوف يعطيك الله على قدر اجتهادك.
وإن شاء الله يزيل الله عنك هذه الهموم، ويفرج عنك الكرب، وستسعد أهلك وأباك وأمك بعملك الصالح إن شاء الله، ولكن عليك بالتوكل على الله، حيث يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \"لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتعود بطانا\".. وفقكم الله، وعفا عنكم، ورزقكم من فضله..
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد