غيرة زوجتي لا تطاق !


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

السؤال:

أنا شاب متزوج، ومضى على زواجنا أكثر من ثلاث سنوات، وقد رزقت بمولودين. ثم بدأت المشكلات بيننا بالغيرة، وكنت أقول في نفسي: ربما يشغلها الطفل قليلاً عني، ولكن دون جدوى. وتطور الأمر إلى اتهامها لي بعلاقات غير شرعية، وكنت أصبر على هذه الأمور، وقد عرفت أنها إنما كانت تفعل ذلك لتبرِّر ما في نفسها من خبث..واكتشفتُ بعد ذلك أنها كانت تخونني، وكانت تدخل الشات، وتتحدث مع بعض الشباب، وأن لديها شريحة جوال أخرى كانت تخونني من خلالها، وبعد أن تأكدت من كل ذلك طلقتها طلقة واحدة، وذهبت بها لأهلها، فأصرٌّوا على معرفة السبب فأخبرتهم..وأصرَّ أهلي على معرفة السبب فلم أخبرهم بكامل المشكلة، وحلفت عليَّ أمي أن أرجعها أو تتبرأ مني، فأرجعتها.. وكل ذلك وأنا أنتظر أن أرى علامات الصلاح والتدين منها فلم أجدها.. زادت المشكلات بيننا فذهبت بها عند أهلها، وكنت سأطلق لولا أن تدخَّل والدي، وقال: اتركها ثلاثة أشهر وتمهل. أنا أحترم والديّ ولم أرفض لهما طلباً يوماً، وأخاف معصيتهما.. وصلت لقناعة تامة أنها تصطنع المشاكل، وأنا أخاف على أبنائي منهاº فهي أم غير صالحة.. فأرشدوني ماذا أفعل؟

 

 

الجواب :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فلابد أن تعلم -يا أخي- أن في المرأة عوجاً خلقاً لا يمكن تقويمه، ولذا صحَّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: \"استوصوا بالنساء خيراً فإنهن خلقن من ضِلَعٍ, وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيراً\" أخرجه البخاري برقم (5186)، ومسلم برقم (1468) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه- وفي رواية لمسلم: \"إن المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها\" والضِلَعُ بفتح اللام على الأشهر وقيل بتسكينها واحد الأضلاع، والمراد به على المشهور الضلع الأقصر الأيسر من أضلاع صدر آدم - عليه السلام -، خلق الله منه حواء، وإذا نظرت لهذا الضلع وجدته معوجاً كله، وأعوج ما فيه أعلاه. وهكذا المرأة فيها عوج وأعوج شيء فيها لسانها. ولذا أخرج مسلم (1469) بعد هذا الحديث حديث أبي هريرة - رضي الله عنه- : \"لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر\". لا يفرك: لا يبغض، وأخرج (1470) حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أيضاً، وفيه \"لولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر\" قال أهل العلم عن خيانتها له بأن أغرته بالأكل من الشجرة فأكل فأخرج من الجنة. كما أن من أوجه عوج المرأة شدة غيرتها من غيرها من النساء، سواء ضرة أو أم الزوج أو زوجة الابن أو أخت الزوج، وهذا شيء معروف ومشهور.

ودور الرجل في معالجة هذا العوج بأن يكون أعقل وأحلم وأصبر وأبعد نظراً، يُقَدِّرُ المصالح والمفاسد، ويتثبت فيما يسمع مما يكون بين النساء خاصة وغيرهن عامة.

وعلى ما تقدم فإني أرى لك أن تختار حكماً من أهلك، وتختار هي حكماً من أهلها ينظران فيما بينكما، ويتحققان مما ذكرت عنها من تهم، فقد أطلقت عليها بعض العبارات المحتملة مثل الخيانة- التي تحتمل الخيانة في الدين، والخيانة بتزيين المعصية كما سبق في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه- وتحتمل الخيانة ببعض المعاصي المتعلقة بالعفة، كتساهل في حجاب، أو في كلام مع الرجال، وهذا ممكن أن يحتمل مع الموعظة والهجر والضرب غير المبرح. كما أنها تحتمل الخيانة بفعل الفاحشة الصريحة، وهذا مما لا يمكن السكوت عليه والرضا به، ولا أظنك تقصده. وأما غيره مما ذكر فكلها أخبار نساء قد يكون الدافع لها الغيرة، لذا أرى لك أن تتريث، وأن يقام حكمان بينكما، ولعلهما يتوصلان لنتيجة مرضية، وما دام أهلها صالحين، ووالدك يرغب في إبقائها، فتريَّث ولا تستعجل.

وإن أبيت إلا الطلاق فالطلاق حل في حال تعذر الوفاق، قال - تعالى -: \"وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغنِ اللَّهُ كلاًّ مِن سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا\" [النساء: 130]. وعليك عند الرغبة في الطلاق أن تراعي طلاقها على السنة، بأن يكون طلاقك وهي في طهر لم تجامع فيه، أو هي حامل ويكون طلقة واحدة.

مع وصيتي لك بأن تستخير الله - عز وجل - في حال عزمك على إبقائها أو فراقها، وستجد الخيرة بإذن الله - تعالى -فيما اختاره الله. فرَّج الله همك، وأصلح زوجك وذريتك. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply