بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال:
يا شيخ أنا تعبت من العزوبية ولا قدرة لي على الزواج، وكما تعلم إن النفس أمارة بالسوء، ومن حولي كثير من المغريات الشديدة.. !! التي تغري الشباب الذين هم مثلي. يا شيخ لا أريدك أن تقول لي الحديث الذي قال فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم -: \"يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج.... \" إلخ وتقول لي صم فإنه لك وجاء!! يا شيخ، الصوم في أيام الفطر لا أستطيعه وقد تأتيني الشهوة في الليل، فماذا أفعل يا شيخ؟ جزاك الله خيراً. هل أفعل الزنا أو اللواط؟ أو هل أقوم بفعل العادة السرية لكي لا أقع فيهما؟ هذا مع أن أكثر من حولي يرضى بفعل الزنا واللواط فيه.
الجواب:
ما أصعب أن يقترن الإنسان بالخطأ ثم يصدر على نفسه الحكم بأنه مصر على هذا الخطأ!! أنت يا أخي مع نفسك كنت القاضي والجلاد، ولكن من ملامح سؤالك أشم رائحة الخير الساكن في ثنايا نفسك. كشعلة قرب زيتها أن ينفد فاعتراها الذبول. فهي بحاجة إلى طاقة جديدة تعيد لها توهجها لتزداد إشعاعا.
فأنت بحاجة لتزداد سطوعاً. فيعم نفسك الخير والسكون..
أما مشكلتك فهي متعددة الوجوه. فأنت تعبت من العزوبية وغير قادر على الزواج وضغط الغريزة الجنسية يكاد يفجر فيك كوامن اقتحام المحرمات بتبرير ما تتعرض له من مشاهد تثير فيك اللوعة والغرام فتحاصرك الشهوة وتغلق عليك منافذ التفكير.. !!
فتخشى الوقوع فيها. مع العلم أني أشم رائحة التعلق بأدنى سبب لتبرر الوقوع وتفريغ ما تحس به.. يا أخي الكريم، ما هكذا تورد الإبل!! فمن العقل والحكمة أن نقيس ونجعل حياتنا فيما يرضى الله لا فيما يرضى شهواتنا.
فأنت تملك عقلية ناضجة لكن مع الأسف أهملتها وفكرت بغرائزك فقط، وإلا فكم هم الشباب الذين في مثل سنك. لديهم ما لديك ويعانون مما تعاني؟
أخيراً أقول لك: ابتعد عن مناطق الخطر التي تشعل غريزتك أو تزوج في أسرع وقتº فلا يخفى عليك ما يترتب على الزنا واللواط من عقاب أليم في الآخرة ومن مذلة وهوان، وقد تقع أسيراً ثم يقذف بك خلف القضبان بسبب هذا الفعل المشين
وإن كنت صادقاً وترغب في الحل فعليك بالأمور التالية:
1-اللجوء إلى الله بكل صدق بأن يعينك على تحصين نفسك وإعفافها إما بالزواج أو أن يعصمك من الوقوع بالإثم.
2-ابتعد عن مواطن الفتنة ولا تطلق العنان لعينيك بالنظر والتفكر.
3-لا تكثر من الطعام فالشبع مدعاة للاسترخاء والكسل ومن ثم النوم ومن ثم التفكير بالجنس.
4-الإكثار من العمل العضلي والبدني مع التفكير العقلي بأي أمر. فإذا أجهد البدن واشتغل الفكر ابتعد عن دواعي اللذة
5-لا تنعزلº فالعزلة لمثلك تجعلك تكثر التفكير.
6-ابتعد عن المهيجات المشاهدة في وسائل الإعلام.
7-تذكر عقاب الله، وشعورك لو وقعت وقبُضت وأنت تزني..؟
اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ذا القدرة والجبروت أن يعصمك ويحميك، وأن يزوجك ويغنيك ويبعدك عن مهاوي الردى.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد