الرد الزلال بإيضاح الضلال


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إيضاح التجاوزات والضَّـــلال في مقالات من يدعون لقيادة بنت الحلال.

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ, إلى يوم الدين،، أما بعد:

فقد قرأتُ ببالغٍ, من الحزن والأسى ما كتبه بعضُ الكُتاب من مقالاتٍ, دعوا من خلالها لقيادة المرأة للسيارة! أوردوا فيها الكثير من الإثارة غير المسئولة والتناقضات الممجوجة! وذلك في صحيفة الرياض العدد (1352) يوم الخميس 23جمادى الأولى 1426هـ، وصحيفة الجزيرة وصحيفة الوطن وغيرها.

 

وكُنتُ لا أرى الرد عليهم ففي تصريح صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية- حفظه الله - يوم الاثنين 6/5/1426هـ عندما سئل عن قيادة المرأة للسيارةº خيرُ ردٍ, على أولئك الكُتاب هداهم اللهº إذ قال سموه أيده الله (أنا أعرف أن أول من تكلم فيه، وقد خيَّب ظني فيه، وأن من يطرح ذلك لا يُقَّدرُ الظروف) أ- هـ كلامه سدده الله.

 

لكن إلحاحُ بعض أقاربي ومجتمعنا في الخرج بالرد لـمَّا صُدموا باستمرار المطالبين بقيادة المرأة في جريدة الرياض وبقية الصحف!! إذ تجاهل الكُتاب-أصلحهم الله وهداهم- تصريح سمو وزير الداخلية!!.

 

وإنني أقول: لماذا لم يُقدر هؤلاء الكُتاب الظروف الصعبة التي تعيشُها بلادنا؟ فلسنا في وقتٍ, لطرح مثل هذه الإثارة! أيمكن أن يُقال: إنهم أرادوا أن يصطادوا في الماء العكر!!! إنني أتساءل.

 

لَكِنَّ المتيقن منه: أنَّ تلك المقالات تفرق الصفº وتؤجج المجتمع في وقتٍ, نحن في حاجة للالتفاف حول ولاة الأمر (من أمراء وعُلماء)!!! فهل نلوم الهجوم الإعلامي الغربي المتطرف على بلادنا؟ أم نلوم إعلاميينا (وجبهتنا الداخلية؟).

 

لقد صدق شيخُنا العلامة صالح الفوزان عندما رد على من ينادي بقيادة المرأةº إذ قال - حفظه الله - (هُناك من يريدون التفريق بين الدولة والعلماء)!!.

 

لقد وفقت الدكتورة خيرية السقاف سددها الله- في الرد على د. هلال وأمثاله في مقالٍ, لها نشر في صحيفة الجزيرة تحت عنوان (لا تجعلوا النساء طعماً في سنارتكم) فكم هو رائع أن ترد نساء بلدنا المباركات - على من أساؤوا لقيم دينهم ولبلدهم ومبادئهم زاعمين الدفاع عن حقوق المرأة!!!.

 

وإذا كان هؤلاء يتبجحون بقيادة المرأة الغربية ففيما كتبته الكاتبة الأمريكية (تانياسي هسو) في جريدة (عرب نيوز) وترجمته جريدة الرياض، ونشرته تحت عنوان (خطاب مفتوح للسعوديين) في يوم الثلاثاء 3-4-1426هـ: أقوى ردٍ, عليهمº إذ قالت (ولم يمثِّل ارتدائي للحجاب، وعدم تمكٌّني من قيادتي للسيارة خلال المدة التي قضيتها في المملكة أيّ مشكلة بالنسبة لي، بل سافرتُ بحجابي لأمريكا لأثبت لهم ذلك).

 

إنَّ من الحق ما شهد به عُقلاء وعاقلات الغرب!! فماذا سيقول هؤلاء الكُتاب؟ أما يسمعوا بشكاوي المرأة الخليجية من قيادة السيارة! وتتألم من الزج بها في مجتمع مخلط مع الرجال!! أَوَ مَا سمعوا بنداءاتهن بالعودة للحياة الإسلامية؟.

 

وإنني إذ أُبدي إعجابي بقول أحدهم (ديننا- كما نفهمه - لا يمانع الاختلاط) فهذا فهم الكاتب وأمثاله.. لكن هلاَّ سألوا إذ جهلوا!!! أو لـمَّا ساءَ فهمهم؟.

 

وإنني هنا أدعوهم لمراجعة أنفسهم والتوبة عما وقعوا فيه. أليسوا من يُنادون بألا يتكلم في الهندسة أو في الطب إلا متخصص!! إذن لماذا لا يرجعُون هم للمتخصصين في مسائل الشرع والإفتاء؟.

 

أما قول أحدهم (وقد خُوفنا في زمن الجهل من أشياء كثيرة لو بقينا خائفين حتى اليوم ولما وصلنا من التطور والتقدم ما وصلنا إليه الآن، ولأصبحنا عالة على غيرنا) فأقول لقد ردَّ شيخنا العلامة الفوزان في صحيفة الوطن يوم الأحد 5 جمادى الأولى 1426 هـ رداً مفحماً وافياً على أصحاب هذا القول من قبلك فارجع إليه، فقد وضع النقاط على الحروف، مما جعلهم يتوقفون عن هذه الأهزوجة.

 

أما قول أحدهم (بصراحة نساؤنا خارج الوطن يسقن ومعهن رخص قيادة) فليُتأكد من صحة ما يقول!! إذا كُنا نعلم عظم جرم المجاهرين بالمعاصي! فكيف بمن يُشيع أنه أو أنَّ أهله فعلوها وهم لم يفعلوها هل هذا من باب تهوينها على الناس!!!.

 

أما قول الكاتب (لديهن فتاوى شرعية من كبار العلماء بجواز السياقة) فلم نسمع ولم نقرأ تلك الفتاوى إلا من خلال مقاله!! فهل نصدقه ونكذَّب العلماء أنفسهم؟.

 

هل جهل شيخنا العلامة صالح الفوزان - حفظه الله - تلك الفتاوى عندما رد على من ينادي بقيادة المرأة؟.

أم أنَّ الكاتب وهو المتخصص في الإدارة- أعلم من علمائنا ابن باز وابن عثيمين - رحمهما الله - بالشرع؟ وفتاويهما منشورةً في كتبهم ويتناقلها تلاميذهم، وتعمل بها بلادنا حفظ الله عليها أمنها واستقرارها؟.

 

وإذا كان الكاتب يقول إن قيادة المرأة شأناً اجتماعياً فليسال أقاربه وجيرانه أو يستطلع مشاعر الناس نحوه بعد مقاله، فضلاً عن المجتمع ككل! يقول أحد أقاربه (كُنتُ افتخر عندما أسئل عن د. هلال بعد مقالاته القيمة عن الإدارة! أما الآن فأتوارى من الناس إذا قيل لي: هل لك صلة قرابة بهلال.. كاتب مقال قيادة المرأة للسيارة)!!!.

كما أنني لا ألوم من انزعج من مواطني بلادنا مما كتبه هؤلاء الكُتاب.. !!!.

 

كيف لا ينزعج مسلمٌ عندما يتصفح صحيفة الرياض أو غيرها من صحفنا المحلية ثم يقرأ لكاتب أو آخر ينشر ما يخالف قول الله وقول رسوله وقول ولاة الأمر!!! ألم تصلهم فتوى ابن باز وفتوى هيئة كبار العلماء بمنع قيادة المرأة وبيان سلبياتها؟ ألم يصلهم قرار وزارة الداخلية قبل سنوات- بمنع قيادة المرأة... ألم يطلعوا على مقال سماحة الشيخ الفوزان - حفظه الله - في صحيفة الوطن تحت عنوان (السعودية لا تقدم على شيء يخالف الشرع) يوم الأحد 5 جمادى الأولى 1426هـ.

 

واللــه لا يزعجُ إنسانٌ يؤمن بالله رباً، وبمحمد رسولاً أمــــرٌ مثل أن يقرأ لِـمَن يتطاول على ثوابت دينه افتراءً على الدين، أو من منطلق أن هذه الافتراءات تصبّ في خطاب محاربة التطرف. مع أن التطرف يميناً أو شمالاً (تكفيراً أو تغريباً!!) ممقوتينº إلا أنَّ التغريب، والتطاول على الدين هو أكبر مدعاة للغلو.. ! وأخطر وقودٍ, للتكفيريين!!.

 

إن هؤلاء المتطرفين بالاتجاه الآخر من كُتابنا (المتهمين لديننا وبلادنا بـهضم حق المرأة، أو غيرها مما ينعق به متطرفي الإعلام الغربي) يُشعلون وهج العاطفة الدينية لدى أي قارئ أو مشاهد مسلم عندما يمسّون ثوابت الإسلام، أو يهزؤون بقيمه، أو يفتروا على عُلمائه ما لم يقولوا! أو يُهيجون الرأي الغربي المتطرف عليه!!!!.

 

إن هذه العاطفة بقدر ما تورثُ من الغــــضـــب، فإنه قد ينتجُ عنها ما يضرُ بالوطن والدين، فليس هناك شيء يحرك (العاطفة) مثل المساس بقيم الدين، والتلاعب بفتاوى علمائه.

 

إنِّ سمو ولي العهد- حفظه الله - عندما ردد أكثر من مرة: (أن هناك شيئين لا يقبلان المساومة ألا وهما: الدين والوطن) ليردُ على المتطرفين (مفجري المشاعر: التغربيينº ومفجري المباني: التكفيريين) فالإساءة إلى الدين أو الوطن تطرف وغلو وإرهاب!.

 

ومـــرةً أُخـــرى أقول: (ونحن نحارب الإرهاب والتطرف والغلو بالإسلام حذارِ من أن نُحرّض عليه)!.

إنني أتسائل كيف يجرؤ هؤلاء الكُتاب على إقحام بلادنا في فتن في مثل هذه الظروف؟؟؟ أهذه الوطنية التي يزعمون! أسأل الكريم الأكرم الجواد أن يوفق ولاة أمرنا (أمراء وعلماء) لما يحب ويرضى، وأن يجمع كلمتهم على الحق، وأن يرد كيد الكائدين لهذا الدين وهذا البلد في نحورهم، كما أسأله وهو القريب السميع الـمُجيب- أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه، وأن يحفظ على بلادنا أمنها واستقرارها، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply