ظاهرة الاعتداء على الخادمات !


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كثرت شكاوى بعض السيدات من اعتداء أزواجهن على الخادمات وما كنت أحبذ مناقشة مثل هذا الموضوع على صفحات الفرقان، ولكن لما كثرت الاتصالات مع طلاب العلم والمشايخ والخطباء فقد أصبح الأمر ظاهرة تحتاج إلى وقفة بحث ودراسة لتقليلها أو إيقافها كلية.

- البحث عن الأسباب: بعد استطلاع آراء 200 عينة وجدت الآتي:

أولاً: الخلوة غير المشروعة: فالزوج يأتي مبكراً من العمل ولا يجد زوجته، أو يأتي متأخراً وزوجته خارج البيت، ولقد حذّر الشارع الحكيم منها فقال - صلى الله عليه وسلم -: ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما.

ثانياً: الخادمة تقدم له الطعام والشراب: فلما يرى الرجل أن الذي يقدم له طعامه وشرابه وملابسه هي الخادمة وليست الزوجة تدخل العاطفة والمحبة والعطف وغيرها من المعاني والتي تتحول إلى عشق وخطر وأمور لا تحمد عقباها، فيجب على الزوجة أن تتقي الله وأن تبادر دائماً إلى تقديم كل ما يحتاجه زوجها، وتجلس معه وتؤنسه وتنفذ أوامرهº وفي الحديث: المرأة إذا صلت خمسها وصامت شهرها وأحصنت فرجها وأطاعت بعلها فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت.

ثالثاً: لبس الخادمة ولبس الزوج داخل المنزل: بعض الرجال يأخذ راحته بصورة عجيبة جداً في اللبس فيلبس الملابس الداخلية مثلاً وغيرها من الملابس التي تغري أمام الخادمة وهي أجنبية، ويجب أن يشعر الرجل بوجود امرأة غريبة داخل بيته وحتى أمام بناته وأبنائه ينبغي أن يكون محتشماً، فهناك فرق في الأماكن العامة والخاصة، فغرفة النوم مثلا تختلف عن الصالة وهكذا. ولابد للزوجة أن تعيد النظر في لبس الخادمة داخل المنزل، فلا يسمح لها بلبس الشفاف أو إظهار ملابسها الداخلية أو المخصرة أو الفاتنة فضلاً عن الأصباغ والروائح.

رابعاً: من الذي يأمر الخادمة بالعمل؟ أعتقد أن الزوجة والبنت الكبيرة هما اللتان يجب أن يخاطبا الخادمة فلو أراد الزوج أو الابن أمراً فلا يخاطب الخادمة مباشرةº لأن الحديث المباشر يذهب الهيبة ويتجاوز الفرد الأوامر إلى كلمات ترحيبية أو تشويقية أو يفهم منها أشياء أخرىº فقطعاً لدابر الشبهات أعتقد أن هذا الذي يجب أن يتم.

خامساً: لا يسمح للخادمة بالدخول في غرفة النوم أو الحمام الذي يتبع تلك الغرفة، ولا أن تغسل ثياب الرجل الداخلية، ولا أن تكنس الغرفة في وجود الزوج، ولا أن ترتبها إلا في حضور الزوجة وعدم انشغالها في تلك اللحظات العابرة، فالزوجة هي المطالبة أن تقوم بخدمة غرفة النوم وملابس الزوج، ويمكن أن تضع غسالة صغيرة داخل الغرفة لهذا الغرض.

سادساً: غرفة الخادمة تكون ملاصقة للدور الذي يكثر فيه وجود أهل البيت مثلاً بجوار المطبخ أو صالة المعيشة، فهذه الحوادث التي تحدث تبين أن غرفة الخادمة في السطح أو في دور مهجور، ويدخل الزوج عليها ويأمرها وينهاها.

سابعاً: الذي يحاسب الخادمة هي الزوجة وإذا طلبت تدخل الزوج فلا بد أن يكون بحضورهاº لأن الخادمة أحيانا ترى شدة متناهية من الزوجة وتجد الحنان والعطف من قبل الزوج، فهو يكرمها بالأموال والكلمات الطيبة، وإذا مرضت هو الذي يصحبها إلى المركز الطبي دون حضور الزوجة وهذا خطأ.

ثامناً: هناك فهم شاذ وغير صحيح: وهو أن بعض الأزواج يعتقد أن هذه الخادمة أَمَةَ وليست أجيرة، وقد صدمت عندما استمعت لسؤال في البرنامج المميز >نور على الدرب< من امرأة تسأل هل الخادمة أمة أم أجيرة؟ لأن زوجها قال لها إن الخادمة أَمَة!!

تاسعاً: لا يجوز جلب الخادمات غير المسلمات: تساهل بعض الناس في جلب خادمات من ديانات مختلفة، هؤلاء لا يحرمون ولا يحللون وربما يكون الزنا وغيره من الأمور التي حرمها شرعنا الحكيم عندهم حلال، وهنا لابد من مراجعة دين الخادمة وأن نجعله من الأوليات.

عاشراً: المرأة والتساهل في الخروج من البيت: للأسف فإن بعض الزوجات يكرهن البيت والوجود به والله - عز وجل - يقول -وقرن في بيوتكن- فلا تتلطف مع الزوج وتخرج لأسباب حقيقية أو وهميةº لحاجة أو لغير حاجة، وهذا يؤدي إلى كراهية الزوج لزوجته، لأن الخادمة أصبحت تقوم بكل المهمات إلا - الفراش - والعياذ بالله، فإذا كان الزوج لا يحمل في قلبه الدين فماذا نتوقع منه؟!

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply