لماذا تفشل الزيجة الثانية غالباً . . ؟!


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تمثل تجربة الزواج للمرة الثانية بالنسبة للرجل والمرأة، على حد سواء، تجربة جديدة قد تنجح وقد تتعثر بسبب المتغيرات العديدة المحيطة بها. فقد تمر المرأة بهذه التجربة وهي صغيرة السن وقد تضطر إلى خوضها وهي في سن الأربعين وقد يكون لديها أولاد من زواجها الأول، وقد لا يكون لديها أولاد على الإطلاق. وربما يكون زوجها الأول قد توفى، ويحتمل أن يكون لا يزال على قيد الحياة. كل هذه المتغيرات التي قد تحيط بالتجربة الثانية لزواج الرجل أو المرأة تحمل في طياتها متغيرات مزدوجة بالنسبة لهما ويتطلب التعامل معها فطنة وحكمة منهما وإلى تعاون ومساندة من المجتمع الذي يعيشان فيه. ويتأثر زواج المطلقة بعدد من العوامل الاجتماعية أهمها النظرة المتدنية لوضعها الاجتماعي من جانب المجتمع، فالمطلقة في نظر الكثيرين امرأة من الدرجة الثانية إذا طلبت للزواج فليس لها أن تشترط أية شروط وما عليها إلا أن تحمد الله أن واتتها الفرصة للزواج مرة أخرى. ولذلك نلاحظ أن المتقدمين للزواج بها من كبار السن أو من الفقراء الذين يطمعون فيما لدى المطلقة من مسكن أو مال. وإذا كان لديها أطفال فإن حظها يكون أكثر سوءاً حيث لا تحظى إلا برجل لديه ضعف عدد أطفالها ولا يحتاج إلا لمربية أطفال. ولا يختلف وضع الأرملة في المجتمع عن وضع المطلقة. فهي الأخرى امرأة من الدرجة الثانية، ولا يتقدم للزواج منها سوى كبار السن من المتزوجين أو المطلقين. وإذا كانت قد ورثت ثروة كبيرة، فإنها تكون مطمعاً لكل راغب في الثراء، والتسلق على أكتاف الآخرين. وتختلف إجراءات زواج المطلقة والأرملة عنها في حالة زواج البنت البكر، إذ تكون فترة الخطوبة أقل طولاً ومراسم الزواج أكثر بساطة والمدعوون أقل عدداً. والواقع أن احتمالات نجاح زواج الأرملة أكبر منها بالنسبة للمطلقة. فالأرملة قد تهدمت حياتها الزوجية لظروف خارجة عن إرادتها، وإذا تزوجت للمرأة الثانية فهي تحرص على أن تحقق قدراً من السعادة في حياتها ينسيها آلام فراق زوجها الأول، إذا كانت تعيش معه في هناء، أو تعوض بها ما فاتها إذا كانت تحيا معه في شقاء. وبالنسبة للمطلقات، فقد وجد الباحثون، أن معدلات الطلاق ترتفع أيضاً بين المتزوجات للمرة الثانية، فقد يعرضها وجود زوجها السابق لكثير من المضايقات والضغوط التي تفسد حياتها مع الزوج الجديد. وتتفاقم المشكلات بين المطلقين المتزوجين للمرة الثانية إذا خاض الفرد منهم علاقته الثانية وهو لا يزال يعاني من أزمته الاجتماعية الأولى. واتخاذ قرار متسرع بالزواج للمرة الثانية بقصد نسيان تعاسة تجربة الزواج الأول غالباً ما يؤدي إلى فشل تلك التجربة. إن نجاح الزواج للمرة الثانية يستند إلى عدة عوامل مهمة منها: شعور الطرفين بالرغبة في ابتداء حياة زوجية جديدة وعلاقة عائلية متكافئة، فلا ينظر الرجل إلى زوجته على أنها شغالة، أو مربية جاء بها لرعاية أطفاله، ولا تنظر هي إليه على أنها ممول جديد لمشروع تربية أبنائها. وإذا كانت المرأة في سن الإنجاب فمن حقها أن يكون لها طفل من زوجها الجديد كأي امرأة متزوجة حديثاً وأن تشعر بأنها مرغوبة لذاتها وليس للدور المنزلي الذي تقوم به. وبالنسبة للأرملة، فإن نجاح زواجها يتوقف على أن تطوي حياتها مع زوجها الأول، فلا تحاول أن تجعل من زوجها الثاني نموذجها مكرراً من ذلك الذي انتقل إلى العالم الآخر. وأسوأ خطأ يمكن أن ترتكبه هي أن تردد ما بين الحين والآخر ما كان يفعله ذلك الزوج، وما كانت تشعر به حياله، مما يجعل رجلها الجديد يشعر أنه يعيش على هامش حياتها الماضية. وإذا كان من يخوض تجربة الزواج للمرة الثانية لديه أطفال، فإن عليه أن يقنعهم بأهمية الشريك الجديد في حياتهم. وبالحب المتبادل معهم نجدهم يفسحون له مكاناً بينهم.. إن كثيراً من مشكلات المطلقات والأرامل اللآتي تزوجن للمرة الثانية يمكن حلها إذا كان الزوج متفهماً ومسانداً لزوجته، بحيث يقف إلى جوارها في مواجهة أولادها وزوجها السابق وأهلها وكل من يتحدى هذه الرابطة الجديدة. أما إذا كان الرجل لا يرغب في المجيء إلى بيته إلا بشغالة أو مربية فإنه سرعان ما ينفسخ العقد الذي يجمع بينهما على هذا الأساس.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply