بسم الله الرحمن الرحيم
أخي القارئ: هل توافق معي على أننا بدون دوافع لا يكون عندنا رغبة في عمل أي شيء؟
وهل توافق معي أن الزواج علاقة صداقة وثقة واحترام وحب بين الزوجين؟
إذا كانت الإجابة بنعم فانظر إلى السطر التالي.
لكي نبني جدار الثقة ونتخلص من آثار مشكلة الخيانة الزوجية على الزوجين التحلي بالآتي:
[1] المرونة:
يقول د/ إبراهيم الفقي: [المرونة قوة].
والمرونة: [هي التحكم] فالشخص الأكثر مرونة في أسلوبه يكون تحكمه في الأشياء أكثر.
وتأمل معي هذين المشهدين:
الأول: ذبابة تحاول الخروج من نافذة مغلقة وظلت تحوم وتدور من اليمين إلى اليسار ومن أعلى إلى أسفل إلى أن انتهت طاقتها وماتت.
الثاني: أحد صيادي السمك كان يصطاد وكلما تخرج له سمكة صغيرة احتفظ بها، وإذا خرجت له سمكة كبيرة كان يلقيها في البحر مرة أخرى، فسأله أحد الجلوس ما السبب وراء هذا التصرف؟ فقال: أنا حزين جدًا ولكني مضطر إلى ذلك حيث أن القدر الذي أطهي فيه السمك صغير جدًا لا يتسع إلا للسمك الصغير.
ونرجع مرة أخرى للذبابة فقد كانت تصر على الخروج من النافذة ولم يكن لديها المرونة الكافية لتبحث عن مخرج آخر، وأصّرت على طريقة واحدة، وكان بالقرب منها باب مفتوح كبير كان في استطاعتها أن تخرج منه لو أنها حاولت وغيرت طريقها.
أما الصياد فلو كان لديه مرونة كافية لكان راجع قدراته وإمكانياته وفكرن ولوجد حلاً لتلك المشكلة ولما فقد كل هذا السمك الكبير.
والكثير من الناس كذلك يكرر نفس الفعل ويتوقع نتائج مختلفة.
وفي كتابه [عظمة الذات] قال تشارلز جينيس:
[[تكرار نفس المحاولات التي لا تؤدي إلى النجاح لن يغير من النتيجة مهما تعددت هذه المحاولات]]، أي تكرار نفس العمل يؤدي إلى نفس النتائج.
أنت أيضًا عزيزي القارئ تحتاج إلى أن تكون مرنًا ومستعدًا لأقلمة نفسك وتغيير خطة حياتكº لأنك سوف تواجه تحديات كبيرة في الحياة فمن الممكن أن تفقد عملك مثلاً أو تنفصل عن شريك حياتك، أو تُشرخ العلاقة بينك وبين شريكك كما في حالة الخيانة الزوجية فعليك بتحصين نفسك بالمرونة الكافية لعمل كل التغيرات اللازمة حتى تقف على قدميك مرة أخرى وتسير في الطريق السليم.
وقد تسأل كيف تتم الموازنة بين التفكير الإيجابي والمرونة وتوقع الفشل؟
هذا ما نسميه [الفكر الاستراتيجي].
فلو أنك قلت لنفسك أن تفكر بطريقة إيجابية وسيكون كل شيء على ما يرام فإنك ستنهار من أول تحدٍ, يقابلك في حياتكº لأنك لم تقم بتحصين نفسك ضد العقبات التي من الممكن أن تقابلها، فلابد أن تتعلم وتكون مستعدًا لتعديل خطتك وتغيير مسارك، فالمرونة والتأقلم يقربونك أكثر من تحقيق أهدافك.
كيف نصل لدرجة مرونة كافية في الحياة الزوجية؟
1ـ توقع أحسن شيء يمكن أن يحدث وأسوأ شيء يمكن أن يحدث.
2ـ توقع العقبات التي من الممكن أن تواجهك في علاقتك الزوجية وفكر في الحلول لها.
3ـ اجعل ذهنك دائمًا متفتح لأفكار جديدة، وهذا هو التفكير الإبداعي وهو من المهارات الحياتية التي درسناها في مجال علم النفس، وهو أنه عند وقوع مشكلة معينة أو خلاف يفكر الشخص في حل سريع لهذا الموقع ولا يضع [العقدة في المنشار] كما يقول المثل.
4ـ ابدأ من اليوم وكن مستعدًا لأي تغيير وقم بتحصين نفسك بالمرونة ستشعر بالتغيير في حياتك وستصل إلى قمة النجاح والسعادة في الحياة الزوجية.
[2] الرغبة في الاستمرار:
هل توافق معي على أننا بدون دوافع لا يكون عندنا رغبة في عمل أي شيء؟
فعندما يكون لديك دوافع وبواعث نفسية يكون عندك حماسة أكثر وطاقة أكبر، بعكس ما إذا كانت عزيمتك هابطة فلا يكون عندك طاقة، ويتجه تركيز اهتمامك نحو السلبيات فقط فإذا توفر لدى الزوجين الرغبة الشديدة والمشتعلة لاستمرار حياتهما الزوجية فستستمر الحياة وستنجح بهذه الدوافع القوية فالرغبة في استمرار الحياة الزوجية هي أول قاعدة لنجاح العلاقة الزوجية إذن سر نجاح الحياة الزوجية هو الرغبة المشتعلة في استمرارها وإنجاحها.
[3] التوقع الإيجابي:
إذا لم تتوقع النجاح في علاقتك الزوجية فستفشل، فإن كل الناجحين في الحياة عمومًا يجمعهم شيء واحد وهو ترقب النجاح أكثر من أي شيء آخر فالتوقع مثل السيارة بالضبط التي تأخذك إلى المكان الذي تريد الذهاب إليه.
وكما قال الحكيم كونفيشيس: [ما أنت عليه اليوم هو نتيجة كل أفكارك].
وإليك عزيزي القارئ هذا القانون العجيب وهو [قانون الانجذاب] وهذا القانون يقول:
[كل ما تتوقعه بثقة تامة سيحدث في حياتك فعلاً].
[إن العقل كالمغناطيس يجذب إليه الناس والمواقف والظروف لحالات أفكار متشابهة]
ما معنى ذلك؟
أي عندما نفكر بطريقة إيجابية نجذب إلينا المواقف الإيجابية.
وعندما نفكر بطريقة سلبية فإننا نجذب إلينا المواقف السلبية.
فانتبه عزيزي القارئ كيف تفكر في الشريك الآخرº لأنه سيفكر فيك بنفس الطريقة وتجذب إليه أفكارك من نفس نوع الأفكار التي لديك.
واعلم أن التوقعات السلبية ينتج عنها حظًا سيئًا، وهناك حكمة تقول:
[نحن نتسبب في تكوين وتراكم حاجز الأتربة ثم نشكو من عدم القدرة على الرؤية]
كيف أصل إلى توقعات إيجابية وأتخلص من الشك في الشريك الآخر؟
1- عندما تقول الزوجة لنفسها أشياء سلبية تنتبه فورًا وتأمر العقل الباطن بالإلغاء بقولها [الغي].
2- عليها بتغيير السلبيات إلى إيجابيات، فإذا قالت لنفسها: [أنا لا أستطيع أن أثق في الشريك الآخر ثانية، ولن تنجح العلاقة بيننا] عليها بتبديل هذه الرسالة إلى: [أستطيع أن أثق في الشريك الآخر وستنجح العلاقة بيننا].
3- احذري الرسائل السلبية التي يتلقاها عقلك الباطل من صديقاتك وأفراد عائلتك والمحيطين بك، ولا تسمحي لأي شخص أن يبرمج لك عقلك بتوقعات سلبية.
4- ابدأي يومك بتوقعات إيجابية وقولي لنفسك: [أتوقع أن يكون اليوم ممتازًا وبداية جديدة للعلاقة بيني وبين زوجي إن شاء الله].
5- توقعي الخير من نفسك، ومن أفراد عائلتك، ومن الشريك الآخر وإن كانت هناك عقبات.
ابتداءً من اليوم ارتفعي بتوقعاتك، وكوني دائمًا متفاءلة وترنمي حديث رسولنا الحبيب - صلى الله عليه وسلم - المبشر بالخير: [[تفاءلوا بالخير تجدوه]].
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد