بسم الله الرحمن الرحيم
إن التربية الجنسية في ضوء تعاليم الشرع هي الأساس النظيف الذي يهذب دوافع الجنس ويتسامى بها لدى الفتيات المراهقات... ولا شك أن هناك عوائق كثيرة تقف حائلاً أمام التربية الجنسية للفتاة... ولكن يمكننا تحدي هذه العوائق والقفز فوق الأزمات وذلك بتطبيق تعاليم الشرع والنظرة الصحيحة إلى الشهوة، وحسن التفاهم مع طبيعة المراهقة وطبيعة هذه المرحلة العمرية.
عزيزتي الأم..
إن الدين يعترف بغريزة الشهوة ويوجهها، ولم يكن الله الذي زود الإنسان بأجهزة التناسل، وركب فيه غريزة الجنس ليحرم عليه استعمال هذه الأجهزة بتاتًا، ولم يكن الله ليترك للإنسان حرية التصرف كاملة في هذه الأجهزة بلا ضابط فيكون كالحيوان.
ولقد وضع الإسلام ضوابط تحد من انحرافات الشهوة وجعل هنالك تدابير شرعية توصد باب الغواية، فسن آداب الحجاب وغض البصر وآداب الاستئذان ومنع الاختلاط، ولو اتبعت هذه الآداب والضوابط لحلت كثير من مشكلات المراهقين الجنسية.
وهذه وصية رسولنا - صلى الله عليه وسلم - للشباب كحل لضغط الشهوة على الشاب: \'يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء\'.
هذا هو الأمر الرباني للشاب والشابة إما الزواج أو الاستعفاف.
عزيزتي الأم..
إذا وضعت قدمك بالفعل على أعتاب التربية الجنسية لفتاتك.. ولا تخافي ولا تترددي إذا واجهتك عوائق في طريق هذه التربية، فالعوائق كثيرة يمكن إيجازها فيما يلي:
عوائق التربية الجنسية:
1ـ أجهزة الإعلام المختلفة.
2ـ الواقع في المدارس والجامعات.
3ـ سعار الجنس وآثاره المدمرة في هذا القرن.
1ـ أجهزة الإعلام المختلفة:
لقد ساهمت أجهزة الإعلام المختلفة ـ كالإذاعة والتلفاز والفيديو والصحف والمجلات ـ على تحطيم الحواجز الأخلاقية وإفساد الفطرة، وشاركت الأفلام الخليعة والمسلسلات الخبيثة في إشاعة الرذيلة وإثارة مشاعر الشهوة لدى المراهقات، وما نلمسه في وسائل الإعلام المختلفة هو رفع شعار العري والتعري.
فنجد الصور العارية والأغاني العارية والنكت العارية وأيضا الأجساد العارية، وكل ذلك ساعد على إشاعة التبرج الصارخ، والتمرد على الفطرة السوية، والدعوة صراحة إلى الحب والغزل والتدخين وشرب الخمر.
وتجد الفتاة النماذج النسائية التي يتم تسويقها وإبرازها كمثل أعلى للمراهقات هي الممثلات وملكات الجمال، وكلهن حاملات لرسالة الجسد بامتياز واحتراف، وبفعل التلميع الإعلامي لهن تتم قولبة أذواق الفتيات وتسطيح طموحاتهن وحصره في تقليد الممثلات والجميلات في المأكل والملبس وفي العادات والتقاليد. ويذكر العميد حسن الصاوي مدير مكافحة جرائم الآداب بالجيزة بعض أخطار وسائل الإعلام بقوله:
\'إن السبب في انتشار المعاكسات هو التيارات الفكرية الواردة من الخارج وانتشار أفلام الفيديو، ونوادي الديسكو والرقص، وعرض الأفلام الخليعة على شاشتي السينما والتليفزيون، والحالة الاقتصادية التي تسبب إحجام الشباب عن الزواج، وكذلك نقص الوازع الديني وضعف العلاقات بين الآباء والأبناء.
وتشترك الفتيات في المسؤولية عن طريق المبالغة في المكياج، وعدم الالتزام ـ الشرعي ـ في الزي والسلوك، وتشجيع الشباب بالنظرات والكلمات البريئة \'. [عن جريدة الأهرام، الأسرة المسلمة: مروان كجك]
2ـ الواقع في المدارس والجامعات:
عزيزتي الأم: مع الأسف تذهب الفتاة إلى المدرسة لتتعلم العلوم المفيدة فإذا بها تجد نظرية فرويد حول التحليل الجنسي، والتي تفسر السلوك الإنساني كله على أساس الجنس هذه النظرية ساهمت في نشر الإباحية بشكل كبير.
هذا إلى جانب ما في المدارس والجامعات من اختلاط مشين والانسلاخ من الحجاب والثقافة الشرعية، وانتشار دعاوى تحرير المرأة ـ التي جاءت على يد قاسم أمين ورفاعة الطهطاوي ـ وإذا سألنا ما تأثير ذلك على الفتاة؟ وكيف ينبغي لها أن تتصرف إذا أرادت حماية نفسها هل تجلس في البيت ولا تتعلم؟
بالطبع لا، لأن الإسلام لا يمنع المرأة من التعليم في الجامعة أو غيرها، ولكن على الفتاة أن تحافظ على دينها وأخلاقها، والواقع الذي نلمسه ونشاهده أن الفتاة دخلت الجامعة لا لتتعلم فقط ولكن لتحرر من الدين والأخلاق، فكيف يستطيع الفتى أن يضبط نفسه والطالبة كاسية عارية تخالطه في مقاعد الدراسة وساحات اللعب وفي المطعم والمكتبة وحفلات الترفيه.
بالطبع ودون تفكير سيكون نتيجة هذا الاختلاط والحرية الزائفة المزعومة ارتفاع الحياء وشيوع الانحلال، ووقوع الفاحشة بين الجنسين، وواقع المدارس المختلطة والجامعات أيضًا يشهد بذلك.
ومن هنا فلا يمكن أن يستقيم الفتى أو الفتاة إلا إذا تسلحا بإيمان رفيع وتربية شرعية مستقيمة.
وها هي الولايات المتحدة الأمريكية تعيد صياغة استراتيجيتها في التعليم بما يخالف النسق الثقافي السائد، حيث اعتزمت إدارة الرئيس الأمريكي بوش تشجيع المؤسسات التعليمية في أمريكا على العودة إلى مبدأ عدم الاختلاط بين الجنسين في المدارس وذلك في إطار برنامج لإصلاح نظام التربية.
وهذا القرار الذي يتضح أن ظاهرة الارتقاء بمستوى التعليم للجنسين وإغلاق قنوات الضعف والتسرب، ما هو في الحقيقة إلا طريقة لإيجاد حلول جذرية لحالات العنف والأبناء غير الشرعيين، وحمل المراهقات، وانتشار الإيدز، وغيرها من ثقوب تهدد النسيج الاجتماعي وتضعف من البناء القيمي الأخلاقي في المجتمع.
وهذا يؤكد أن الإصلاح للمشكلات التربوية والاجتماعية لا بد وأن يبدأ من إصلاح النفس وعودتها للفطرة.
3ـ سعار الجنس وآثاره المدمرة في هذا القرن:
عزيزتي الأم المربية... لقد ظل سعار الجنس يزداد حتى وصل انهيار الأخلاق والاستهانة بالعفة إلى حد أن أصبح الأمريكيون يعتقدون أن بقاء البنت عذراء يسبب لها الإصابة بمرض السرطان، لذلك فهم يخلصون من العذرية بسرعة، هذا كان منطق الغرب وعلى هذا المنهج ساروا.
ونتيجة لهذا التصور تحررت المرأة وتعرت في الغرب المتحضر وصارت تعمل علانية على إغراء الرجل، وحين ابتذلت المرأة نفسها وخلعت حياءها الفطري وصارت تجري وراء الرجل وترتمي في أحضانه زهد فيها الرجل وتدلل عليها وانصرف عنها.
حفظ الله بناتنا وزهراتنا من هذا السعار والخضم المتلاطم..
فالعوائق كثيرة ولكن:
لا مناص من التربية الإسلامية على مفاهيم وتصورات الإسلام عن قضية الشهوة...
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد