لماذا تهرب الفتيات ؟.. وممن ؟!


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هل غدا هروب الفتيات ظاهرة منتشرة في البلاد العربية..للأسف الجواب على هذا السؤال نعم..

 

فتيات الأمس مثال البراءة والطفولة حتى وهن على مشارف الزواج غدون تائهات.. متخبطات في زمن دخلت إلى عقولهن وحياتهن أفكار غريبة.

 

كثيرة هي القصص التي نسمعها عن هروب الفتيات من بيوت أسرهن، وكل منهن لها قصة وحكاية تبرر هروبها، وأياً كانت الظروف فما من شيء يبرر خروج الفتاة من بيت أهلها خلسة..

 

وقد تتعدد الأسباب وراء هروب الفتيات من منازل أسرهن، إلا أن النتيجة كانت دائماً واحدة ضياع الفتاة والمضي في طريق لا رجعة منه.

 

تشير الإحصاءات الاجتماعية الصادرة في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في مصر إلى تزايد ملحوظ في عدد البنات اللائي يتركن منازل أسرهن في سن المراهقة بغير رجعة، ففي عام 1990 سجلت الإحصاءات 125 حالة ارتفعت في عام 1993 إلى 850 حالة وتعدت الألف في عام 1995م، ثم زادت بدرجة لافتة في الأعوام الثلاثة الماضية لتصل إلى ما يزيد على 7340 حالة.

 

ما هي الأسباب؟!

يقول الدكتور محمد المفتي عميد كلية التربية جامعة عين شمس: \"من أسباب ظاهرة هروب الفتيات المؤثرات الإعلامية السلبية، حيث جعلت فورة الاتصال والتكنولوجيا العالم بما فيه من أضواء وإغراءات تدخل القرية من دون حدوث نقلة حضارية حقيقية داخلها، ومن دون توعية حول حقيقة هذه الإغراءات واختلافها عن الواقع، فوسائل الإعلام تنقل إلى مساكن الريف صورة المربية الفاضلة والحياة السهلة المملوءة بالمتع التي يعيش كل من فيها على حريته ويتصرف كيفما يشاء.

 

بينما ما زالت الحياة في القرية مملوءة بالصعوبات التي تضايق سكانها، كذلك الظروف الاقتصادية وتطلع المراهقات من اللاتي يعانين الفقر والعامة إلى الثراء الأمر الذي يسهل على المافيات التعاطي وتحويلهن إلى سلعة في سوق الرقيق الأبيض\".

 

ومن الأشياء المسببة لانتشار هذه الظاهرة الظروف الاجتماعية والأسرية القاسية كالخلاف بين الأب والأم أو انفصالهما، فالأسرة التي يحدث فيها نوع من التفكك بين الأب والأم وينفصلان فعلياً داخل المنزل ولو لم يحدث الطلاق يجعل الأبناء ولا سيما الفتيات غير قادرات على التأقلم مع هذا الواقع، ويفتقد البيت الرعاية والحنان اللازمين لها في هذه المرحلة العمرية، فتبحث عنهما في مكان آخر.

 

وجود فجوة في العلاقة بين الأم وابنتها ونقص الثقة والحنان الذي يمكن أن تشعر به الفتاة واقتصار العلاقة بينهما على الأمر والنهي مما يولد لدي الفتاة الرغبة في الانفصال عن أمها والاستقلال بحياتها وتصرفاتها.

 

سن المراهقة يعتبر من العوامل المساهمة في تصاعد هذه الظاهرة لذا يجب الانتباه والتعامل بوعي مع طبيعة فترة المراهقة وما تحمله من التمرد، خصوصاً مع التغيرات التي تحدث في مجتمعنا، فالعوامل التي حولنا تدفعهم إلى التمرد على الواقع بدءاً من نمط قصة الشعر وانتهاءً بالتمرد على الأهل وترك المنزل.

 

وقد سجلت حالات لهروب فتيات بسبب علاقة عاطفية ربطتهن بشاب أردن الزواج به ولم يحظ على موافقة الأهل أو نتيجة الضغط عليهن من أجل الزواج بشخص مسن أو شخص غني لا يرغبنه أو التورط بزواج عرفي وحدوث الحمل والخوف من اكتشاف الأهل لذلك.

 

النهاية واحدة..

تختلف القصص التي سمعناها بأسماء الفتيات والمناطق التي حدثت فيها تلك القصص وكذلك الأسباب التي أدت إلى هروبهن من أسرهن إلا أن خاتمة القصة كانت متشابهة إلى حد كبير.

 

حالة من الضياع تعيشها الفتاة بعيداً عن كنف أسرتها معتقدة أنها ستجد ما تحلم به فتكتشف أنها أخطأت الطريق ولكن بعد فوات الأوان، وتدرك متأخرة أنها فقدت الحنان الذي تبحث عنه إلى الأبد وأن خسارتها شملت دنياها وآخرتها.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply