التأثير السلبي لمدمن المواقع الجنسية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إن من بدأ الشيء حتى وإن كان عفوياً أو عن طريق الصدفة، سوف يتأثر به وتكون معاودته ومعاهدته أسهل فيما بعد. و الشهوة هي وسيط هذا الأمر. ولكن الأساس والمدبر والقائد في ذلك كله هو إبليس لعنه الله.

يروي لي أحد الشباب قصة إدمانه للمواقع الجنسية، يقول وهو يبكي متحسفا متكسرا:

كانت البداية في عام 1418هـ، وهي أيام الدراسة المتوسطة..

كنت صغيرا ولا أدرك ولا أعلم موضوع الشهوة الجنسية أو ما يتعلق بذلك، نعم..صحيح إني أسمع بالزنا والفواحش وأعلم حرمته، ولكن لا آخذ ذلك بالبال أو بالخاطر، ولا أوليه اهتمامي واكتراثي بمتابعة مواضيعه.

إلى أن أتى إلينا خبر وجود شبكة الإنترنت في الرياض، وكانت أسعار الاشتراك آنذاك غالية (ضعف ما عليه الآن)، فكان من طابعي أن أحب معرفة الجديد والتمحيص في جميع تفاصيله وخبره، فتعاهدنا أنا وصديقاي على أن نذهب إلى أحد مقاهي الإنترنت ونرى ما فيه، حيث أننا كنا شبابا صالحين ومحافظين على الآداب العامة فضلا عن الصلوات والواجبات، فكان ذهابنا من باب متابعة المواقع الدعوية والخيرية بالإضافة إلى معرفة استخدامه.

فلما جاء ذلك اليوم والكل ينتظره، ذهبنا إلى هناك وليتنا ما ذهبنا..

أخذ كل واحد منا كرسيه وجلس، وكان المقهى يفصل بين كل اثنين بحاجز جانبي، فجلست أنا وأنا لا أعرف ما هو الإنترنت، ولكن كان لدي فكرة بسيطة عن استخدام الحاسب الآلي عموما.

فبدأت بما على سطح المكتب من رموز وملفات، إلى أن أصل إلى الرمز الذي يفتح الإنترنت..

وبينما أنا كذلك إذ بي أضغط على رمز لصورة محفوظة على برنامج يعرض الصور، وإذا بامرأة عارية تماما.

لم أتمالك نفسي عندما رأيتها إلا وأسرعت أريد أن أغلقها، فجلست طويلا حتى استطعت إغلاقها من الخوف والذعر الذي تبادرني لحظة المنظر. ثم تركت الجهاز ووليت إلى صاحباي لأعرف كيف يستخدمانه، فعرفت كيف ذلك ثم رجعت لأفعل مثلما فعلوا. ثم عندما انتهينا ذهبنا لنتعشى سويا ثم رجعنا إلى المنزل.

ولكني لم أذق طعم النوم طوال تلك الليلة، أتخيل الصورة، أدقق تفاصيلها، أتأمل حالهم، ووو….، وهكذا أمضيت تلك الليلة لا أعرف النوم حتى جاءتني أمي ورأتني حزينا لا يرى علي أثر النوم ولا الراحة، فقالت لي ما بك يا بني، وكنت لا أعرف الكذب على أمي في أي أمر مهما كان، ولا أحب أن أخفي عليها ما يمر علي في يومي من أحداث، فقلت لها في البداية: لا شيء في الأمر، لكنها قالت لي: ولكنك لم تنم إلى الآن. فترددت في إخبارها بالأمر حتى أطلقت لساني وأخبرتها بكل شيء صار. فهدأت بالي وقالت لي: ((يا بني، إن هؤلاء كفرة يريدون أن يشغلوا الناس بحالهم حتى ينسوا أخلاقهم ودينهم وينشغلوا بهم، ونحن لا نعلم أن تلك المرأة أو ذلك الرجل الذين يظهرون بهذه الهيئات ليس لهم إلا جمع مال مقابل عرضهم لهذه الصور، والقائمين على الموقع هم من اليهود والمشركين الذين يعرفون الأسلوب الصائب والطريق الأفضل لإشغال المسلمين والشباب بالذات بأمور الكفر والعصيان والفواحش ما ظهر منها وما بطن، فاترك عنك ذلك ولا تعاود الدخول في الإنترنت لا لخير ولا لشر، واهتم بحفظك للقرآن ومذاكرة دروسك، ولا تخبر أحدا بما رأيته حتى لو كان من أصحابك الملتزمين))، فهدأ بالي حينها وجفت دموع عيني ساعتها، وذهبت لأنام لبداية يوم جديد.

ولكن.. والله إني منذ تلك الليلة وأنا أفكر بتلك الصورة حتى في الصلاة بل في السجود، ولا تغيب عن بالي إلا قليلا، فكنت أتعذب عذابا مرا حقيقة، فأتت الامتحانات لننسى بها كل ما حولنا من شهوات وملهيات، وها أنا بعدها من المتفوقين الأوائل.

فأقول بعد هذه القصة.. أن التأثير السلبي لمدمن المواقع الجنسية له أعراض كثيرة، منها:

1- التفكير المفرط بها حتى في أذل موقف لله رب العالمين.

2- إضاعة الوقت بالبحث عنها أثناء الجلوس على الإنترنت وحيدا.

3- التعرف على أصدقاء سوء لهم معرفة أكثر بهذه الأمور.

4- التعرض للعادة السرية وكثر الاستمناء باليد.

5- سهولة النظر للأجنبية ومخاطبتها وربما الخلوة بها.

6- سهولة الخروج مع الشباب السيئ وسماع كلماتهم الفاحشة.

7- المشاكل الأسرية.

8- التأخر ليلا مع رفاق السوء.

9- دمار إخوته بما يخلفه على جهازه من صور وأفلام.

10- هو همه وشاغله حلا وترحالا.

11- التخطيط للسفر للخارج لوجود القنوات والمواقع المفتوحة من دون أي حظر.

12- المشاكل الدراسية.

13- التأخر في التحصيل العلمي.

14- النوم متأخرا ليلا فيؤدي إلى التأخر عن الدوام المدرسي صباحا.

15- تبادل الصور بين الزملاء في الفصل من خلال الدسكات أو الأفلام من خلال السيديات.

16- كثرة المشاكل مع وكيل ومرشد المدرسة أثناء الوقوع في الأمر، فيؤدي إلى معرفة الأب بسوء أخلاق ابنه.

17- ضياع المال في كثرة الذهاب إلى المقاهي والجلوس لساعات طويلة.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply