صرخات عوانس وهدية مالية للزوجة الأولى


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 سماح بيبرس  باتت مواجهة العنوسة بالزواج الثاني محطّ اهتمام و جدل طريف في المجتمع الأردني لأكثر من أسبوعين بين مؤيد ومعارض، وذلك بعد أن دعا نداء موجه للمتزوجين من الرجال بالتفكير جدياً في الزواج للمرة الثانية مع تقديم التسهيلات المالية اللازمة لهم، مع تعهد بتحمل نفقات الزواج الثاني، \"وبشرط موافقة الزوجة الأولى التي ستحصل بدورها على هدية مالية نقدية\".

وكان النداء الذي بدأ تداوله على نطاق واسع قد وصل إلى المواطنين عبر فاكسات مواقع عملهم، وفي المؤسسات الرسمية والخاصة والمكاتب والمحال التجارية، حيث بات الكثيرون من أبناء مدينتي إربد و الزرقاء يتناقلونه عبر الفاكس أو يدوياً.

وبحسب ما ورد في النداء فإن دراسات أجريت في الجامعة الأردنية وبالاستناد إلى ملفات دائرة الأحوال المدنية الأردنية أظهرت أن نسبة العزوف عن الزواج تجاوزت الـ70 بالمئة، الأمر الذي زاد من نسبة العنوسة إذ تجاوزت 67 بالمئة..\" لهذا وحرصاً على أعراض المسلمين اللاتي هن أخواتنا وبناتنا نهيب بجميع الإخوة المسلمين، وخاصة المتزوجين بالمبادرة بالتفكير جدياً بالزواج الثاني\".كما جاء في النداء بأنه سيتم تحمل جميع تكاليف الزواج، وذلك بالتعاون مع المركز الإسلامي العربي - الرياض، وهنالك هديّة مالية للزوجة الأولى في حالة الموافقة مقدارها ثلاثة آلاف دينار، وقد تضمن النداء أيضاً أسماء الذين قاموا بالإشراف على الدراسة المذكورة. في هذا التحقيق استطلع موقع (الإسلام اليوم) آراء فئات اجتماعية مختلفة في موضوع العنوسة والزواج الثاني، وحاور عدداً من الخبراء والمتخصصين في هذا الموضوع..

 

الناس والزواج الثاني بين القبول والرفض

رأى الشاب محمد سالم بأنه لا يجد ما يمنع أن يتزوج الرجل مرتين طالما أنه مقتدر مادياً، كما قال أحمد (40 عاماً):إن هذا النداء\"غريب نوعاً ما\" فليس هناك منطق في هذا النداء الذي يستهزئ بعقول الناس، ويجعل من الزواج أمراً مادياً بحتاً خصوصاً بعرض النداء مبلغاً من المال للزوجة الأولى لترضى بزواج زوجها بأخرى. فيما قالت السيدة مرام عبيدات: إنه ليس هناك امرأة ترضى بأن يتزوج زوجها امرأة أخرى إلا في ظروف معينة وهي قليلة جداً ومشروطة مشيرة إلى أن الدعوى السابقة مشبوهة ويجب متابعة ناشريها لمعرفة الهدف من مثل هذا النداء الغريب.

 

أما الموظفة مها فقالت: إنها ستقبل بأن يتزوج زوجها بأخرى إن هو أصر، فهي لا تستطيع أن تمنعه من استخدام حقه الشرعي في ذلك، أو مخالفة ما أحلّه الله له، ولكنها بالمقابل لن ترضى بأخذ أي مبلغ مالي مهما بلغت قيمته لقاء موافقتها، فهي إن رضيت فمن منطلق شرعي وحسب، وإن كانت لا تستطيع إنكار تفضيلها لأن يبقى زوجها لها ولأسرته فقط. مواجهة العنوسة بتيسير تكاليف واستحقاقات الزواج في المقابل أكّد رئيس جمعية العفاف الخيرية عبد اللطيف عربيات أن مشكلة العنوسة مشكلة محلية و عالمية، ولها أسباب اجتماعية واقتصادية و تعليمية إضافة إلى العادات الاجتماعية التقليدية التي لا تقدر ظروف الشباب وحاجاتهم، و الظروف الاقتصادية السيئة لهم، مضيفاً أن الأهل و العادات الاجتماعية التي تفرض متطلبات ومهوراً عالية من المشاكل التي تزيد العنوسة. وأكد عربيات على ضرورة محاربة العادات السيئة، وتقديم الدعم للشباب وذلك من خلال تقديم القروض الميسرة، ومن غير فوائد إضافة إلى عمل حفلات الزفاف الجماعي التي تقلّل من تكاليف حفلات الزفاف، ومثال ذلك ما تقوم به جمعية العفاف الخيرية في الأردن.

 

العنوسة مرتبطة بمظاهر اجتماعية وشروط اقتصادية

أما نوال فاعوري -إحدى أبرز القيادات الإسلامية النسوية في الأردن- فرأت أن أهم أسباب العنوسة هو الحالة الاقتصادية و المغالاة في المظاهر الاجتماعية كالمغالاة بالمهور، واعتبارها دالّة على المكانة الاجتماعية للفتاة و عائلتها، والمباهاة في المظاهر الاجتماعية إضافة إلى التصاعد المستمر في تكاليف المعيشة الذي أدّى إلى تآكل الدخول. وأضافت الفاعوري أن ارتفاع مستويات البطالة التي تتجاوز 15% من إجمالي القوى العاملة إضافة إلى تأثير ما لا يقل عن (300) ألف أردني بعد أزمة الخليج عادوا من الكويت، مما أدّى إلى ارتفاع مستويات البطالة وانخفاض تحويلات الأردنيين.

 

وسائل الإعلام ساهمت في مشكلة العنوسة

من جهته بيّن أستاذ الشريعة بجامعة اليرموك عبد الرزاق أبو البصل أن الانفلات الأخلاقي وعدم الالتزام بتعاليم الشريعة في الحياة من أهم مسبّبات العنوسة في الأردن و العالم العربي، وذلك من خلال أثره في سمعة الفتاة المقبلة على الزواج، و في النظرة لها خصوصاً بعد زيادة نسبة النساء العاملات، وانخراطهن في الحياة مشيراً إلى أن زيادة نسب التعليم ومستوياته لدى المرأة زاد من هذه النسبة.

وأضاف أبو البصل أن وسائل الإعلام وما تبثه من مسلسلات و أفلام تصور الحب و الزواج بأسلوب غير أخلاقي يبلور تصوّرات لدى الشباب و الشابات للزوج و الزواج لا يتناسب مع الواقع و البيئة التي يعيشون فيها، مع الإشارة إلى روايات الحب والكتب التي تصوّر

 

الزواج بأسلوب رومانسي غير واقعي.

وألمح أبو البصل إلى دور الجمعيات والمؤسسات في محاربة العنوسة من خلال إعادة ثقافة ومفهوم المجتمع حول الزواج ودوره في القضاء على الرذيلة في المجتمع. في حين تشير الأرقام الإحصائية في الأردن إلى وجود (71) ألف فتاة تجاوزن عمر الزواج ولم يتزوجن، ووجود 000ر105 فتاة تجاوزن العمر 25 سنة، و لم يتزوجن، و000ر85 ألف شاب تجاوزوا عمر ألـ (30 (سنة ولم يتزوجوا، كما تجدر الإشارة إلى أن نسبة البطالة بين الشباب الفقراء في الأردن تصل إلى 43%، و75% من الذين يعانون من البطالة هم من الشباب من فئة العمر (20-30) سنة.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply