تزايد حالات الانتحار بين الشبان في بريطانيا


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 المشاكل العائلية والزوجية وتراكم الديون تدفع بعض الشباب إلى الانتحار

بلغت حالات الانتحار بين الشبان في بريطانيا درجة الأزمة، إذ ارتفعت نسبة المنتحرين من الشبان إلى اثنين وسبعين في المائة. وبينما كان المنتحرون في السابق يفضلون تسميم أنفسهم، أصبح الشنق الوسيلة المفضلة للقضاء على الحياة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشرة والتاسعة عشرة، هذا ما جاءت به دراسة نشرة في مجلة علم النفس البريطانية.

 فقد ارتفع عدد المنتحرين بين الذكور الشباب من خمسة وخمسين في المليون عام سبعين إلى مئة في المليون عام تسعين. ويقول الدكتور مارك ماكلور، أخصائي علم النفس الذي أجرى الدراسة إن الإحصائيات المتوفرة في هذا المجال تخفي المستوى الخطير الذي بلغته المشكلة، لأن المحققين في الغالب يصنفون حالات الوفيات التي لايجدون لها تفسيرا بأنها حوادث مجهولة الأسباب عند وجود أي شك في كونها انتحارا.

ويضيف الدكتور ماكلور أن الوضع قد بلغ درجة الأزمة بين الشباب الذكور، وأن من الخطأ البحث عن سبب واحد للانتحار، وقد يكون السبب هو وجود أزمة ثقة بين الشباب تدفعهم نحو إنهاء حياتهم. ويقول الدكتور ماكلور إن العديد من حالات الوفيات المجهولة الأسباب يدخل ضمن حالات الانتحار، لكن المحققين يترددون في اعتبارها حالات انتحار.

مساعدة الشباب على تجاوز مصاعب الحياة هي مسؤولية المجتمع ككل وتحدث حالات الأزمة في الثقة لأسباب عدة، بينها الاختلالات النفسية، والمشاكل العائلية أو الزوجية، والبطالة والتورط في الجرائم التي تقود إلى التعامل مع النظام القضائي.

وتلقي الدراسة باللائمة على انتشار المخدرات والكحول وتراكم الديون بين الشباب والتي تدفعهم إلى التخلي عن التفكير واللجوء إلى الانتحار عندما تشتد عليهم مشاكل الحياة. وقد تغيرت وسائل الشباب في الانتحار، فبدلا من تسميم أنفسهم أخذوا يلجأ ون إلى الشنق.

ويقول الدكتور ما كلور إن الرجال عادة ما يلجأوون إلى طرق عنيفة في الانتحار، بينما تحتفظ النساء بصورة جميلة عن أنفسهن عند الموت لذلك يلجأن إلى تناول جرعات مفرطة من الأدوية ويموتن وهن نائمات، ويضيف أن الرجال لا يهتمون كثيرا إذا كانت طرقهم في الانتحار عنيفة فذلك يتلاءم مع ثقافتهم. ويقول أخصائي علم النفس الدكتور روري أوكونور إن تزايد حالات الانتحار بين الشباب يعكس المشاكل الملحة في المجتمع البريطاني التي تحتاج إلى حل عاجل.

وأضاف أن المجتمع يتوقع الكثير من الشباب وعندما يجد الشباب أنفسهم عاجزين عن الوفاء بهذه التوقعات فإنهم يلجئون إلى الانتحار للهروب من أعباء الحياة. كذلك فإن هناك حاجة لتدريب الشباب على متطلبات الحياة الحديثة، وما الانتحار إلا دليل واضح على وجود مشكلة في حل المشاكل، ويضيف أن الشباب في سن الخامسة عشرة إلى التاسعة عشرة هم في وضع قلق وإن مسؤولية الجميع في المجتمع هي مساعدتهم على تجاوز الصعوبات التي تواجههم. إن الانتحار هو علامة المجتمع المريض

وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة الانتحار بين الفتيات في نفس الفئة العمرية المذكورة قد تضاءلت قليلا عن السابق.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply