أحلام في وضح النهار


بسم الله الرحمن الرحيم

 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 أنا لست مغمضة العينين.. لكني أرى أشياء كثيرة وشخصيات مختلفة تتحدث إلي وأتفاعل معها.. أحياناً تفرحني وفي لحظات أخرى تحزنني..

أحتار فأسأل نفسي: هل أنا مستيقظة حقاً، وكيف يمكن للمرء أن يرى الأحلام في وضح النهار والنوم بعيد عنه مسافة أميال وأميال؟

(ك.س) فتاة في الثامنة عشرة تعاني من ظروف اجتماعية صعبة تقول: انعزلت عن واقعي، وغرقت في أحلام كلها سعادة، كثيراً ما تعرفت في أحلامي إلى أناس يحبونني ويقدرونني، تحدثت إلى أناس يفهمونني لم أعرفهم قط في واقعي، لكنهم أغلى الناس إلى قلبي يتصرفون معي كما أحب، وجدت عندهم الحب الذي لم أجده في محيطي.. لا أعلم ما الذي أمر به؟ وهل أنا مريضة؟ كل ما أعرفه أني أجد سعادتي في هذه اللحظات التي أعيشها مع تخيلاتي.

(د.ع) فتاة في سن الخامسة والعشرين تعيش أكثر لحظاتها أحلاماً، تقول: رغم أني أرى خوف أمي علي من الحالة التي أعيشها، إلا أني سعيدة بهذه الأحلام، فبها أحقق ما لا أستطيع تحقيقه في الواقع وبصراحة أعيش سعادتي في هذه الأحلام ولا أرغب في تركها.

(م.د) فتاة في الحادية والعشرين من عمرها تعاني حتى هذه اللحظة من أحلام اليقظة، تقول: المشكلة أنني كلما أختلي بنفسي أتخيل أشخاصاً أمامي.. أتحدث إليهم ويعلو صوتي، فأضحك أحياناً من كل قلبي، وأحياناً أخرى أبكي بكاءً مريراً، ولا أستطيع التخلص من هذه المشكلة التي صاحبتني منذ كنت صغيرة، مع العلم بأني فتاة وحيدة بلا أخوة ولا أخوات..

(س.ن) سيدة في التاسعة والعشرين من عمرها، كان لأحلام اليقظة نصيب كبير في حياتها، تقول: حلمت كثيراً أن أصبح صاحبة قلم، وكم من الأوقات مرت بي وأنا صغيرة أتخيل فيها اسمي منشورا في المجلات والصحف، أقدم ما هو مفيد وهادف، أعلي صوت الحق وأنقض السلبيات، رافقتني هذه الأحلام حتى غدت حقيقة أعيشها، والآن عندما أتذكر أحلامي تلك وواقعي أشعر بسعادة كبيرة أني سرت في طريق الأحلام وجعلتها حقيقة بفضل الله - عز وجل -.

 

متزوجات ولكن..

يعتقد البعض أن أحلام اليقظة تقف عند سن المراهقة، فتتناثر شخصياتها مع نهاية هذه المرحلة العمرية، إلا أن الحقيقة تقول غير ذلك، فللمتزوجات نصيب وافر منها..

تقول (م.ف) نعم، أعيش أحلام اليقظة... هكذا بدأت حديثها، أعلم أني غارقة في أحلامي بعيداً عن الواقع، وربما لأني أجد فيها تنفيساً عن الضغوطات النفسية والاجتماعية التي أعيشها وبها أحقق ما أتمناه.

(ص.ا) ضحكت بخجل.. وقالت: حياتي الواقعية سعيدة، ولا ينقصني شيء  والحمد لله  إلا أني ألجأ إلى أحلام اليقظة في أوقات خلافي مع الناس أو زوجي لأني عندما أختلف مع أحد أصمت لئلا أجرح مشاعر الآخرين، لكني بالوقت نفسه أتألم في داخلي، خاصة عندما أكون مظلومة، فلا أشعر بارتياح إلا عندما أعيش في عالم الأحلام وأنتقم لنفسي ممن ظلمني حتى إني أشعر بأن الموضوع قد حل وانتهى.. وأعود إلى التعامل معهم وكأن شيئاً لم يكن.

(و.ح) متزوجة.. إلا أن أحلامها مازالت فتية، تقول: حسبت أن أحلام اليقظة ستتوقف عند زواجي، حيث كنت أحلم بأن أعيش حياة هنيئة مع زوج تقي ومؤمن، لكن واقعي أتى عكس أحلامي، وربما لذلك عدت إلى أحلامي، أتخيل أن زوجي انقلب إلى ما أتمنى، إلا أني أخاف أن أقضي عمري كله في هذه الأحلام دون أن أعيش واقعاً أسعد به.

(أم عبد الله) تشكو من سيطرة أحلام اليقظة، لكن ليس عليها، بل على طفلها البالغ من العمر ست سنوات، تقول: ألاحظ على ابني أنه كثير الشرود، وأحيانا كثيرة يبتسم في شروده هذا، حتى إني أنادي عليه فلا يسمعني أو يلتفت إلي، هذا ما دفعني إلى استشارة الطبيب الذي طمأنني بأنه أمر طبيعي شريطة ألا يزيد عن حده.

كانت تلك الكلمات لفتيات ونساء تعشن أحلام اليقظة، منهن من تشكو منها وتبحث عن السبيل للتخلص منها، ومنهن من هي سعيدة بها، ومنهن من تعيشها، لكن لا تعلم ما هي وما حقيقتها وهل هي أمر طبيعي أم ماذا..؟!

 

وأحلام اليقظة: هي استغراق في التأمل الحالم، تشبع فيه بعض الرغبات المكبوتة أو اللاواعية غير المحققة في تجربة الحالم اليومية. وأحلام اليقظة ترى في مرحلة الطفولة المبكرة بدءاً من سن الثالثة، ثم يتواتر حدوثها على نحو متزايد حتى يشارف المرء سن المراهقة، وعندئذ تأخذ في التناقص شيئاً بعد شيء.

وهي وسيلة من وسائل التنفيس عن النفس، والتعبير عن آمال الفرد ومشروعاته المستقبلية، وهي صحية، إلا إن شغلت الفرد عن واقع حياته.

يقول الدكتور أيمن الخليل (اختصاصي علم نفس): تعتبر أحلام اليقظة عند الأطفال ضرباً من اللهو يمارسونه في ساعات الفراغ أو لحظات السأم. أما في المرحلة السابقة للمراهقة ففيها تعتبر أحلام اليقظة ضرباً من الهروب من واقع الحياة اليومية ومطالبها. والموضوع الرئيسي الذي تدور عليه أحلام اليقظة هو من الأعم الأغلب كفاح (البطل المتألم) الذي يسيء أبواه أو معلموه أو رفاقه معاملته ثم ينتصر عليهم بطريقة أو بأخرى.

أما في سن المراهقة فتدور أحلام اليقظة أكثر ما تدور مع محاور الحب والجنس، إلا أن أحلام اليقظة قد تكون خلاقة أيضاً إذ تمهد السبيل لتكوين أنماط من السلوك تفضي إلى تحقيق الأهداف الحقيقية وذلك أن لأحلام اليقظة فوائد كثيرة كالتخيل المبدع والتخيل التأملي.

 

ويبين الدكتور "الخليل" أن أحلام اليقظة نوعان:

الأول: أحلام اليقظة الإيجابية: التي تؤدي إلى الإبداع وحل المشاكل التي يتعرض لها الفرد، مما يجعلها تساهم في الراحة النفسية وراحة الجهاز العصبي والتخلص من التوتر وصفاء الذهن، وتقوية الروابط العصبية في الدماغ، كما تنشط القسم الأيمن من المخ، وتساعد على نمو الجوانب الاجتماعية والإدراكية، خاصة عند الأطفال. وقد دلت التجارب على أن التأمل الناتج عن أحلام اليقظة له فوائد صحية جمة لجميع الأعمار إذ إن أحلام اليقظة صمام رائع للفكر الإنساني يغتسل فيه من متاعب الحياة، وهي تراود الفرد في كل زمان ومكان.

الثاني: أحلام اليقظة السلبية: ويتضمن هذا النوع من الأحلام استعراض المواقف المحزنة أو المرعبة التي تعرض لها الفرد، أو استعراض العلاقات الاجتماعية السلبية التي مر بها الفرد، وعندما يغوص في تلك الأحلام يسيطر عليه الخوف والرعب والحزن، تبعاً لنوعية الموقف الذي يستعرضه.. وكل ما سبق له تأثير سلبية على الفرد إذ كثيراً ما يشاهد يجهش في البكاء أو ينهض من مكانه وهو قلق لا يعرف ماذا يفعل، أو يصاب بنوبة انتقاصية معينة، كأن يهجم على الطعام يأكل ويشرب لا يدري ماذا يأكل، أو يغضب ويثور ولا يدري السبب، أو يعتدي أحياناً على الآخرين أو يكسر الأشياء، وعندما يهدأ يتساءل: ماذا أصابني؟ ولماذا عملت هذا؟

يحدث هذا للأفراد المتوترين الذين هم في صراع داخلي مع مشاكلهم، أو الذين يشعرون بالذنب الذي لا يستطيعون البوح به للغير خوفاً من انتشاره.

كما تسيطر هذه الأحلام على الفرد بعد أن يشوبها نوع من تحوير الصور الحقيقية أو إعادة الصور النفسية اللاشعورية إلى الشعور، بحيث يكون بعيداً عن الخوف والانتقام، وبشكل آلي وعفوي أحياناً، إذ إن هناك في الأفراد من يتخيل الأحداث الماضية ويستعرضها وكأنها فيلم سينمائي، وينسجم ويسرح مع هذا الخيال، وقد تطول تلك الفترة بحيث تساعد الفرد على تحقيق وإشباع حاجاته التي لا يستطيع أن يشبعها..

في الواقع يكون هذا الموقف مفيداً إذا كان في حالة معتدلة، أما إن زاد عن الحد فإنه مضر لأنه يؤدي إلى الانعزال وإهمال الحياة الواقعية.

وهناك تباين في وجهات النظر حول أحلام اليقظة، بعضهم يذكر بأنها تتعلق بمواقف لا شعورية يتمنى الإنسان تحقيقها، وهناك من يذكر أنها من نتاج الذاكرة، وأنها كسلسلة لعجلة الحياة اليومية التي يمر بها الفرد، وآخر يذكر أنها معلومات غير واقعية تنطلق من الذاكرة وتسيطر على الفرد، وآخر يذكر أنها أمنيات لم يستطع الفرد تحقيقها في الواقع.. عندها نحاول تحقيقها بواسطة أحلام اليقظة.

أسبابها:

وعن الأسباب التي تؤدي بالفرد إلى اللجوء إلى أحلام اليقظة.. يقول الدكتور "أيمن الخليل": عادة ما يلجأ الأشخاص إلى أحلام اليقظة لإشباع رغباتهم التي لا يمكن إشباعها بالشكل الاعتيادي، أو للهروب من الرقابة الفكرية والاجتماعية التي تتمثل في الآداب الاجتماعية والتقاليد والأخلاق والدين.

كما يحدث ذلك عندما يكون الفرد في حالة توتر نفسي، أو حالة ضعف جسمي أو حالة خدر عند المريض أو في حالة الاسترخاء.

كذلك عندما يفتقد الإنسان الأمل أو الحب والتقدير، وعندما تكون طموحاته وتطلعاته أكبر من إمكانياته.  

كما أن لدرجة الانتباه دوراً مهماً في ذلك، أي: كلما انخفض مجهود العمل وقل الانتباه زادت أحلام اليقظة. ويتعلق هذا النوع من الأحلام بالمشاكل اليومية سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية أو غيرها إذ إن لأحلام اليقظة علاقة بالمشاكل النفسية التي يتعرض لها الأفراد، التي يصعب عليهم حلها في الواقع فيلجؤون إلى أحلام اليقظة لحل تلك المشاكل أو الهرب منها.

وتراود أحلام اليقظة الإنسان الطبيعي كل يوم، وإن اختلف الأفراد فإنما يختلفون في نوع تلك الأحلام، والفترة التي تستغرقها لديهم، على سبيل المثال حوالي من 2 إلى 4% من الأفراد يصرفون نصف مدة فراغهم في أحلام اليقظة. كما ذكرت بعض الدراسات بأن بعض الأفراد يهدرون10% من وقتهم في تلك الأحلام، ويكون ذلك عندما يريد الفرد حل مشكلة ما، أو عندما يكون وحده أو يسير في الشارع أو يمارس عملاً يومياً كممارسة الحلاقة أو الجلوس في الحافلة أو البقاء في الحمام أو أداء الأعمال المنزلية، خاصة تلك التي تتطلب الهدوء، إلا أن سيطرة أحلام اليقظة على الفرد تؤدي إلى أضرار نفسية  إذ إن الاستغراق يؤدي إلى حالة من اليأس والإحباط حيث الصراع بين النجاح في أحلام اليقظة والفشل في مواجهة الواقع.

كما أن هناك من الأفراد من يمتزج لديهم الواقع بالأحلام، ولا يستطيعون أن يفرقوا بين أحلام اليقظة وأحلام النوم، ومن هذا تبدأ المشكلة النفسية.

فأحلام اليقظة سلاح ذو حدين، فكما أنها تثير همة الفرد وتدفعه إلى العمل لتحقيق ما يفكر فيه في عالم الخيال وتكون وسيلة لتوجه الناحية الابتكارية فهي مضيعة لوقته على حساب إهماله لنواحي النشاط الأخرى.

والحل...

يرى الدكتور " الخليل" أن القليل من أحلام اليقظة نحتاجه بشده في حياتنا كوسيلة للتنفيس عن بعض الضغوط حولنا.. ولكن الكثير منها مرفوض لأنه يؤثر تأثيراً سلبياً على حياتنا وعلاقتنا بالآخرين.

- ولعل الارتباط بالواقع هو العلاج الأمثل للاستغراق في أحلام اليقظة، وذلك من خلال عقد الصداقات بين أفراد الأسرة الواحدة والأفراد المحيطين بها والجلوس معهم وتجنب الوحدة، الاهتمام بالآخرين همومهم ومشاكلهم، أفراحهم وأحزانهم، من شأنه أن يربط الفرد بواقعه، القراءة الجادة تجعل من الكتاب رفيقاً بدلاً من الخيال والأحلام والتفكير الشارد، الاهتمام بممارسة الهوايات التي يمكن أن يحقق النجاح فيها، المواظبة على حفظ القرآن الكريم وفهم معانيه، ممارسة النشاطات الاجتماعية كالانضمام إلى الجمعيات الخيرية أو النوادي الاجتماعية.

كما أن اهتمامنا بتحقيق التفوق في أمر ما كفيل بإبعاد أحلام اليقظة عنّا، خاصة إذا تمكنا من ترويض هذه الأحلام والخيالات واستثمارها بطريقة إبداعية وممتعة.

وفي النهاية يجب على الإنسان أن يوازن بين أحلامه وإمكانياته، وألا يبني بيتاً من خيال، وألا يدع نفسه للأحلام، ويحاول جاهداً التغلب على الصعوبات أو المشكلات التي تصادفه بالطرق السليمة وبالمواجهة وإيجاد الحل المناسب لها على أرض الواقع، وليس بالهروب منها إلى أحلام اليقظة وإبعادها من منطقة تفكيره واهتماماته.

 

بماذا يحلم طفلي؟

تعد أحلام اليقظة عند الأطفال أولى درجات النجاح، فالحلم يساعد على تكوين هدف يسعى الإنسان إلى تحقيقه، إلا أن الانغماس في الأحلام، والبعد عن تطبيق الوسائل والأهداف لتحقيقها، يعد من باب المشكلات النفسية، التي تواجه كثيراً من الأبناء، وتزداد بوضوح، في مرحلة المراهقة.

هذا الاستغراق يطلق عليه "أحلام اليقظة" وهو انغماس الشخص في الأحلام، في وقت غير مناسب، على نحو يتضمن عدم القدرة على التركيز، فإذا زاد انغماس الشخص في أحلامه، إلى درجة إعاقته عن عمله، وواجباته، فإن هذا يشير إلى تفاقم المشكلة. فمثلاً لا يعتبر سلوكاً عادياً أن يقضي طفل عمره ما بين 8 – 10 سنوات أكثر من 10 دقائق في الأحلام.

وهناك أسباب عدة لاستغراق الطفل في أحلام اليقظة، منها: شعور الطفل أن أحلام اليقظة تعد أكثر إشباعاً له من حياته الواقعية، خاصة عندما يشعر أن حياته شديدة الصعوبة، وغير قادرة على إشباع حاجته، بشكل كاف، مما يجعله يشعر أن أحلام اليقظة تعد مهرباً ممتعاً لأن الأماني التي يجري تحقيقها، من خلال الخيال، تعطي شعوراً قوياً بالرضا، مقارنة بما يتحقق في الأنشطة اليومية المملة. فأحلام اليقظة تتيح للأطفال أن يروا أنفسهم أبطالاً مشهورين ومحصنين ضد النقد والمشاعر السلبية، خاصة لو أنهم يملكون القدرة على العمل بكفاءة، غير أن مواهبهم لا تحظى بثناء الآخرين وتقديرهم.  

وتظهر أحلام اليقظة بوضوح عند الأطفال ذوي الإعاقة، فغالباً ما يحلم هؤلاء الأطفال بأنهم طبيعيون ومشهورون، خاصة أن هناك العديد من المعوقات التي لا تساعدهم على التكيف في محيطه م التعليمي العادي، وإن كانت الإعاقة قد تكون سبباً في الاستغراق في أحلام اليقظة، فإن الإحباط هو أسهل الطرق لهذه المشكلة لأن الرضا والشعور بالقوة التي يتعذر الحصول عليها في الواقع يجري البحث عنها في الخيال.  

وقد يكون الإحباط ناتجاً عن قلة التقدير، والإحساس بالفشل، فإن الانفصال النفسي المبكر بين الأم وأولادها، يؤدي إلى الشعور بالخجل وعدم القدرة على التكيف، مما يصاحبه شعور كبير بالخجل والحرج في المواقف الاجتماعية، التي يهربون منها إلى أحلام اليقظة حيث يجدون متعة كبيرة خالية من الأحاسيس السالبة.  

ولوقاية الأولاد من الاستغراق في أحلام اليقظة، والتي تأتي غالباً كرد فعل لإدراك الطفل إن تكيفه غير مناسب في محيطه الاجتماعي، يجب أن يشعروا بالكفاءة والأمان حتى يكون في مقدورهم التفاعل مع محيطهم بشكل فعال. فغرس الشعور بالكفاءة لدى الطفل. يقيه الحاجة إلى تطور الشعور بالإشباع من خلال أحلام اليقظة، ومنها يجب أن يكون الآباء حريصين على إعطاء الاستقلالية المناسبة لأطفالهم، من خلال قدرة أطفالهم على إنجاز المهمات التي تحقق لهم الحصول على ثناء الآخرين والشعور الشخصي بالإنجاز.

فإسناد المهمات للأطفال بما يناسب أعمارهم، وبما يشعرهم بالتحدي، يساعد على إحساس الطفل بذاته وكفاءته وشعوره بالرضا عن إنجازه، خاصة أن الشعور بالرضا عادة ما يقترن بالقدرة على معالجة الأمور بكفاءة ويجنبه كثيراً من الصعوبات، خاصة أحلام اليقظة.  

أما إذا كان أحد أبنائك معاقاً، فيجب أن تعمل ما في وسعك للتأكد من أن هذه الإعاقة لا تمنع الطفل من المشاركة الفعالة مع أصدقائه، خاصة أنه كثيراً ما يجتاح المعاق شعور بالدونية، لإحساسه بأنه مختلف عن رفاقه، فالعمل على إشراك الأطفال المعاقين في نشاطات لا تحتاج لمهارات تنقصهم يساعدهم على الثقة بالنفس، وبالتالي عدم الحاجة إلى أحلام اليقظة.

الحل:

وإذا كان أحد الأبناء يعاني أحلام اليقظة، فإن هناك عدة خطوات تساعد على التغلب على هذه المشكلة:

1.     إشراك الأطفال في نشاطات مع أصدقائهم، وعدم وضعهم في ظروف الملل والعزلة، وتكليفهم بمهام صغيرة يقدرون على إتمامها وتشجيعهم ومكافآتهم على نجاحهم.

2.     تجاهل سلوك أحلام اليقظة، والتشجيع والمكافأة على السلوك القائم على الانتباه والإنتاجية، فإشعار الطفل بإهمال سلوك ما ينبهه إلى أن هذا السلوك غير مناسب، ويجب أن يجري تجاهله كما أن السلوك المناسب يجب أن يعزز، سواء مادياً أو معنوياً، لإشعار الطفل بأن الحياة الحقيقية أكثر إمتاعاً من حياته الخيالية.

3.     مناقشة الأولاد في مضمون أحلامهم، وإيجاد علاقة تسودها الحرية والثقة، إلى حد كبيرº لمعرفة ما الذي يسيطر على أساليب محددة، ولتحديد أفضل لعلاج الابن. 

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply