نحن من أساء لنبينا !


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 غضب اجتاح مشاعرنا، ونحن نرى ونسمع ما حصل..تجرّؤوا على رسولنا برسوم عكست ضعفنا..هواننا.. ضياع إنسانيتنا وحقوقنا..

 

نتداعى من هاوية إلى هاوية أكبر، ونهرب من مستنقع لنسقط في آخر، ونخرج من فتنة لنقع في أخرى..

 

أشغلتنا لقمة العيش.. ومشاكلنا الداخلية والمهنية، والجري وراء المال والمناصب، وأسقطنا بلا أسف من حساباتنا واجبنا تجاه أمتنا وديننا..

 

نعم، نحن من سمحنا لهم بضعفنا أن يستهينوا بنا، بنبينا، بديننا، وكلهم ثقة أننا لن نقوى على الرد عليهم.. وأن العالم إما سيصفّق لهم شاكراً إهانتنا، أو ينظر غير مبالٍ, لما يحدث لنا.

 

ذلك أن الناظر لحالنا بطرف العين.. لا ممحصاً ولا محللاً، يرى ردّات أفعالنا حيال ما يجري معناº فلسطين غدت (إسرائيل) ونحن نشجب ونعارض، والعراق احتلت باسم التحرير ونحن نندد ونستنكر، وسوريا تلحق بركبهما ونحن ننصح ونصرّح، وتدخّل سافر في ديننا، لباسنا، ونحن نبرر.. ونهادن..

 

نتشبّث بشعرة معاوية وهاجس واحد يتملكنا هو الخوف من انقطاعها، فتجدنا دوماً من نرخي الشعرة، بينما يشدها الطرف الآخر بكل عنجهية وقوة..

 

هو مؤمن بضعفنا وهشاشتنا.. ناظر بعين الساخر إلى أكذوبة "وحدة الصف" التي ننادي بها بين الفينة والأخرى، بينما ينخر الخلاف فينا كالسوس ويصل قاع قاعنا.

 

استوطن العداء فينا، قُسّمنا كما تقسّم التركة، أقساماً تحولت أجزاءً، والأجزاء غدت جزيئاتٍ,، أُخذت فُنثرت في الهواء.

 

قطفنا من كل خلاف شوكة، خلافات دولية، غدت بعدها خلافات عربية، ثم محلية، ثم أصبحت أكثر تخصصاً فصارت بين الحي والحي الآخر، فأخ وأخيه، وولد وأبيه.. حتى انتهينا بصراع داخل الشخص الواحد فينا..

 

هكذا تلاشينا وخرجنا دون عودة من دائرة الفعل إلى رد الفعل، الذي لا يتعدى أن يكون إلا صدىً يرتد إلينا، فيشفي صدورنا ارتداده، نعجب بصوتنا، ونطرب لمفرداتنا، ونشعر بأننا حققنا ما لم يحققه أحد، وأننا أدّينا ما علينا "وحبة زيادة! "..

 

ماذا نقول لجيل نحن نصنعه، لجيل نخبّئ له ورثاً دسماً من الذل والضعف والاعتياد على العيش بلا كرامة.. بلا حقوق.

 

ماذا سأجيب ابنتي إن سألتني يوماً لماذا يستهان بالمسلمين ودينهم وعقيدتهم ونبيّهم؟

 

لماذا كل حقوق العالم مصانة طالما أنهم لا ينتمون إلى ديننا.. إلى الإسلام.. ؟

 

هل ألقي بكل التبعة على الغرب، وأبرر ما يحصل بعدائهم الأزلي لنا، أم أبوح لها عن أمّة نسيت رسالتها.. أضاعت هيبتها.. جرت وراء مصالح فردية ومكاسب دنيوية زائلة..

 

هل نطلب من أولادنا الترحّم على جيلنا، جيل تعرّض في زمانه الإسلام ونبيه والحجاب وقضية التعدد والقوامة إلى الإهانة والإساءة والسخرية؟!

 

خجلة أنا وحزينة، ولا بد أنكم كذلك.. نحن أمة يجب أن نحزن، نبكي حالنا.. فلا أسوأ من أن يساء لرسولنا (- صلى الله عليه وسلم -)، في زمن نعيش نحن فيه.. فطوبى للأموات.. وطوبى لجيل لم تبصر عيناه الحياة، لأنهم لم يسمعوا، ولم يروا ما سمعنا وما رأينا..

 

همسة أطلقها من همسات هذا الباب، الذي تقبع فيه مقالة تشكو كاتبتها، وجيل هي تنتمي إليه: "قبل أن نطالب الحكومة الدنمركية والنرويجية باعتذار عما نشر في صحفها، فلنطالب أنفسنا باعتذار ملؤه الندم لنبينا وحبيبنا المصطفى (- صلى الله عليه وسلم -) الذي ترك لنا رسالة تكبّد من أجلها، ومن أجلنا، الكثير، فجعلناه وإياها آخر همنا.. ".

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply