الصارم المسلول على الزنادقة شاتمي الرسول صلى الله عليه وسلم


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 الحمد لله ربِّ العالمين، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريكَ له شهادةً تُقيمُ وجهَ صاحبها للدِّين حنيفاً وتُبرِّئُه من الإلحاد، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه أفضلُ المرسلين وأكرمُ العبادِ، أرسلَه بالهدى ودينِ الحقِّ ليظهره على الدين كلِّه ولو كره أهلُ الشركِ والعِنادِ، ورفعَ له ذكره فلا يُذكرُ إلاَّ ذُكِرَ معه كما في الأذانِ والتشهٌّدِ والخُطبِ والمجامعِ والأعيادِ، وكَبَت مُحَادَّه (أي عدُوَّه) وأهلكَ مُشاقَّه (أي الذي خالف أمره - صلى الله عليه وسلم -) وكفاه المستهزئينَ به ذوي الأحقاد، وبتَرَ شانِئَهُ (أي مُبغضه) ولعنَ مُؤذِيَه في الدنيا والآخرة وجعل هوانه بالمرصاد، واختصَّه على إخوانه المرسلين بخصائصَ تفوقُ التَّعداد، فهو سيِّد ولد آدم، وخاتم النبيِّين، وأُرسل للناس كافة، وأول من يعبر الصراط يوم القيامة، وأول من يقرع باب الجنة، وأول من يدخلها، وأول شافعٍ, وأول مُشفَّع، وله الوسيلةُ (أي المنزلة العالية في الجنة والتي لا تكون إلاَّ له - صلى الله عليه وسلم -) والفضيلةُ، والمقامُ المحمودُ (أي الشفاعة العظمى) ولواءُ الحمدِ الذي تحته كُلٌّ حَمَّاد، صلى الله عليه وعلى آله أفضل الصلواتِ وأعلاها، وأكملها وأنماها، كما يُحبٌّ - سبحانه - أن يُصلَّى عليه وكما أَمرَ، وكما ينبغي أن يُصلَّى على سيِّد البشر، والسلامُ على النبيِّ ورحمةُ الله وبركاتُه أفضل تحيةٍ, وأحسنها وأولاها، وأبركها وأطيبها وأزكاها، صلاةً وسلاماً دائمين إلى يوم التناد، باقيين بعد ذلك أبداً رزقاً من الله ما لَهُ من نفاد.

 

 أمَّا بعد: فإنَّ مما لا شكَّ فيه أنَّ علينا تجاه نبيِّنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - حقوقاً كثيرة يجب القيام بها وتحقيقها، فلا بُدَّ من تصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن لا يُعبد الله إلاَّ بما شرع.

 وإنَّ من أهم ما يجب علينا تجاه سيِّدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - أن نُحقِّق محبته اعتقاداً وقولاً وعملاً، ونُقدِّمها على محبة النفس والولد والوالد والناس أجمعين، قال - تعالى -: {قُل إِن كَانَ آبَاؤُكُم وَأَبنَآؤُكُم وَإِخوَانُكُم وَأَزوَاجُكُم وَعَشِيرَتُكُم وَأَموَالٌ اقتَرَفتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخشَونَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرضَونَهَا أَحَبَّ إِلَيكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ, فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأتِيَ اللّهُ بِأَمرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهدِي القَومَ الفَاسِقِينَ}.

 وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا يُؤمنُ أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين) [رواه البخاري ومسلم].

 ولقد ضرب الصحابة - رضي الله عنهم - أروع الأمثلة في صدق وتمام المحبة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهذا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول للعباس وهو في أسارى بدر: (أن تُسلم أحبّ إليَّ من أن يُسلم الخطاب، لأنَّ ذلك أحبّ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) تفسير ابن كثير ج2/327.

 وسُئل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: (كيف كان حبٌّكم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: كان والله أحبّ إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا، ومن الماء البارد على الظمأ) الشفا للقاضي عياض ج2/567.

 وإذا كانت محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أجلِّ أعمال القلوب، وأفضل شعب الإيمان، فإنَّ بُغضه - صلى الله عليه وسلم - من أشنع الذنوب وأخطرها، قال الله - تعالى -: { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبتَرُ } (فكل من شَنَأَه وأبغضه وعاداه فإنَّ الله - تعالى -يقطع دابره، ويمحق عينه وأثره).

 وقد أمر الله (بتعزيره وتوقيره - صلى الله عليه وسلم - فقال: { وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ } والتعزير: اسم جامعٌ لنصره وتأييده ومنعه من كلِّ ما يُؤذيه، والتوقير: اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما فيه سكينةٌ وطمأنينةٌ من الإجلال والإكرام، وأن يُعامل من التشريف والتكريم والتعظيم بما يصونه عن كلِّ ما يخرجه عن حد الوقار).

 فإذا تقرَّر الواجب نحو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإنَّ سبَّه - صلى الله عليه وسلم - وهو شتمُه وكلٌّ كلام قبيحٍ, يُوجب الإهانة والنقص والاستخفاف، يُعتبرُ من نواقض الإيمان التي توجب الكفر ظاهراً وباطناً سواء استحلَّ ذلك أو لم يستحلَّه.

 قال القاضي عياض - رحمه الله -: (دلَّت نصوص الكتاب والسنة وإجماع الأمة على تعظيم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتوقيره وإكرامه، ومن ثمَّ حرَّم الله - تعالى -أذاه في كتابه، وأجمعت الأمة على قتل منتقصه من المسلمين وسابِّه) الشفا 2/926-297.

 (إنَّ سبَّ الله أو سبَّ رسوله - صلى الله عليه وسلم - كُفرٌ ظاهراً وباطناً، وسواء كان السابٌّ يعتقد أن ذلك محرَّم، أو كان مستحِلاً له، أو كان ذاهلاً عن اعتقاده، هذا مذهبُ الفقهاء وسائر أهل السنة القائلين بأنَّ الإيمان قولٌ وعمل).

 إنَّ سبَّ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يُعدٌّ كفراً، يُقتلُ قائلُه إن كان مُسلماً بغير خلاف، ولا يُستتاب على الصحيح، ولا يُحتاج معه إلى سؤال ولا جواب، وينتقض عهد الساب ويُقتلُ إن كان ذمِّياً:

 قال الله - تعالى -: {وَمِنهُمُ الَّذِينَ يُؤذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُل أُذُنُ خَيرٍ, لَّكُم يُؤمِنُ بِاللّهِ وَيُؤمِنُ لِلمُؤمِنِينَ وَرَحمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُم وَالَّذِينَ يُؤذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ{61} يَحلِفُونَ بِاللّهِ لَكُم لِيُرضُوكُم وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقٌّ أَن يُرضُوهُ إِن كَانُوا مُؤمِنِينَ{62} أَلَم يَعلَمُوا أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا ذَلِكَ الخِزيُ العَظِيمُ{63} يَحذَرُ المُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيهِم سُورَةٌ تُنَبِّئُهُم بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ استَهزِئُوا إِنَّ اللّهَ مُخرِجٌ مَّا تَحذَرُونَ{64} وَلَئِن سَأَلتَهُم لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلعَبُ قُل أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُم تَستَهزِئُونَ{65} لاَ تَعتَذِرُوا قَد كَفَرتُم بَعدَ إِيمَانِكُم إِن نَّعفُ عَن طَآئِفَةٍ, مِّنكُم نُعَذِّب طَآئِفَةً بِأَنَّهُم كَانُوا مُجرِمِينَ}.

 (وهذا نصُّ في أن الاستهزاء بالله وبآياته وبرسوله كفر، فالسبٌّ المقصود بطريق الأولى، وقد دلَّت هذه الآية على أن كلَّ من تنقَّصَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جادَّاً أو هازلاً فقد كفر) (وعُلم أنَّ إيذاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مُحادَّة لله ولرسوله، وذلك كفرٌ ومُحاربة، فهو أغلظُ من مجرَّد الكفر، فيكون المُؤذي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كافراً عدوَّاً لله ولرسوله، مُحارباً مُشاقاً لله ورسوله).

 وقال - تعالى -: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدٌّنيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُم عَذَاباً مٌّهِيناً{57} وَالَّذِينَ يُؤذُونَ المُؤمِنِينَ وَالمُؤمِنَاتِ بِغَيرِ مَا اكتَسَبُوا فَقَدِ احتَمَلُوا بُهتَاناً وَإِثماً مٌّبِيناً}.

 (ودلالة هذه الآيات من وجوه: أحدها: أنه قرَن أذاه بأذاه، كما قرن طاعته بطاعته، فمن آذاه فقد آذى الله - تعالى -، وقد جاء ذلك منصوصاً عنه، ومن آذى الله فهو كافرٌ حلال الدم... وثانيها: أنه فرَّق بين أذى الله ورسوله، وبين أذى المؤمنين والمؤمنات، فجعل على هذا أنه قد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً، وجعل على ذلك اللعنة في الدنيا والآخرة وأعد له العذاب المهين، وثالثها: أنه ذكر أنه لعنهم في الدنيا والآخرة، وأعدَّ لهم عذاباً مهيناً، واللعن: الإبعاد عن الرحمة، ومَن طَرَدَهُ عن رحمته في الدنيا والآخرة لا يكون إلاَّ كافراً) (ويُوضِّح ذلك أيضاً قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (مَن لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسولَه، فقام محمد بن مسلمة فقال: أنا يا رسول الله، أتحبٌّ أن أقتله؟ قال: نعم) [رواه البخاري ومسلم].

 وأمرَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيضاً: بقتل أبي رافع بن أبي الحُقيق اليهودي، فقتله عبد الله بن عتيك - رضي الله عنه - كما عند البخاري.

 (ولا فرق بين قليل الإيذاء وكثيره، وغليظه وخفيفه في كونه مُبيحاً للدم سواء كان قولاً أو فعلاً).

 وقتلَ سالِمُ بن عُمير - رضي الله عنه - اليهوديَ أبو عَفَك وكان شيخاً كبيراً قد هجا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

 وقد ذكروا أنَّ الجنَّ الذين آمنوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - كانت تقصد من يسبٌّه من الجن الكفار فتقتله فيقرٌّها - صلى الله عليه وسلم -.

 وأُتيَ عمر - رضي الله عنه - برجل يَسُبّ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقتلَه ثمَّ قال عمر: من سبَّ الله أو سبَّ أحداً من الأنبياء فاقتلوه.

 وسبَّت امرأة النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال - صلى الله عليه وسلم -: من يكفيني عدوِّي، فخرج إليها خالد بن الوليد - رضي الله عنه - فقتلها، رواه عبد الرزاق في مصنفه، وصحح إسناده ابن حزم في المحلَّى.

 وعن أنس - رضي الله عنه - قال: (كان رجل نصرانياً فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران، وكان يكتب للنبي - صلى الله عليه وسلم - فعاد نصرانياً، فكان يقول: لا يدري محمد إلاَّ ما كتبتُ له، فأماته الله، فدفنوه، فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فعل محمدٍ, وأصحابه، نبَشُوا عن صاحبنا فألقوه، فحفروا له وأعمقوا في الأرض ما استطاعوا، فأصبح وقد لفظته الأرض، فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه) [رواه البخاري ومسلم].

 (فهذا الملعون الذي افترى على النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ما كان يدري إلاَّ ما كَتبَ له، قصمه الله وفضحه بأن أخرجه من القبر بعد أن دُفن مراراً، وهذا أمرٌ خارج عن العادة، يدل كل أحد على أنَّ هذا عقوبة لِما قاله، وأنه كان كاذباً، إذ كان عامة الموتى لا يُصيبهم مثل هذا، وأنَّ هذا الجرم أعظم من مُجرَّد الارتداد، إذ كان عامة المرتدين يموتون ولا يُصيبهم مثل هذا، وأنَّ الله منتقمٌ لرسوله ممن طعن عليه وسبَّه، ومُظهرٌ لدينه ولكذب الكاذب إذا لم يمكن الناس أن يُقيموا عليه الحدَّ).

 ونظير هذا أنه (من المعروف المشهور المجرَّب عند عساكر المسلمين بالشام إذا حاصروا بعض حصون أهل الكتاب أنه يتعسَّر عليهم فتح الحصن ويطول الحصار إلى أن يَسُبَّ العدو الرسول - صلى الله عليه وسلم - فحينئذ يستبشرُ المسلمون بفتح الحصن وانتقام الله من العدو فإنه يكون ذلك قريباً كما قد جرَّبه المسلمون غير مرَّة تحقيقاً لقوله - تعالى -: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبتَرُ} ولَمَّا مزَّق كسرى كتابه - صلى الله عليه وسلم - مزَّق الله مُلك الأكاسرة كلَّ مُمزَّق، ولَمَّا أكرم هرقل والمقوقس كتابه بقيَ لهم ملكهم) الجواب الصحيح ج6/296.

 وقال الله - تعالى -: {يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرفَعُوا أَصوَاتَكُم فَوقَ صَوتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجهَرُوا لَهُ بِالقَولِ كَجَهرِ بَعضِكُم لِبَعضٍ, أَن تَحبَطَ أَعمَالُكُم وَأَنتُم لَا تَشعُرُونَ}.

 (ولا يُحبـط الأعمال غير الكفر كما دلَّت على ذلك النصوص، فإذا ثبت أن رفع الصوت فوق صوت النبي - صلى الله عليه وسلم -، والجهـر له بالقول يُخاف من أن يكفر صاحبه وهو لا يشعر ويحبط عمله بذلك، وأن رفـع الصوت قد يشتمل على أذى لـه، واستخفاف به، وإن لم يقصد الرافع، فإنَّ الأذى والاستخفاف المقصود المتعمَّد كفرٌ بطريق الأولى).

 وعن ابن عباس - رضي الله عنهما -: (أنَّ أعمى كانت له أمٌّ ولد تشتم النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وتقع فيه، فينهاها فلا تنتهي، ويزجرها فلا تنزجر، قال: فلَّما كانت ذات ليلة جعلت تقع في النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وتشتمه، فأخذ المغول- سيف قصير دقيق - فوضعه في بطنها، واتكأ عليها فقتلها، فوقع بين رجليها طفل، فلطخت ما هناك بالدم، فلما أصبح ذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجمع الناس فقال: أنشد الله رجلاً فعل ما فعل لي عليه حقُّ إلا قام، فقام الأعمى يتخطَّى الناس وهو يتزلزل، حتى قعد بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أنا صاحبها، كانت تشتمك، وتقع فيك، فأنهاها فلا تنتهي، وأزجرها فلا تنزجر، ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين، وكانت بي رفيقة، فلما كان البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك، فأخذت المغول فوضعته في بطنها، واتكأتُ عليها حتى قتلتها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ألا اشهدوا أنَّ دَمَهَا هدرٌ) [رواه أبو داود والنسائي].

 وعن علي - رضي الله عنه -: (أنَّ يهودية كانت تشتم النبي - صلى الله عليه وسلم - وتقع فيه، فخنقها رجلٌ حتَّى ماتت، فأبطل أي أهدر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دمها) [رواه أبو داود وغيره].

 (ولو لَم يكن قتلُها جائزاً لبيَّن - صلى الله عليه وسلم - للرجل قُبح ما فعل، فإنه - صلى الله عليه وسلم - قد قال: من قتل نفساً مُعاهَدةً بغير حقِّها لَم يرَح رائحة الجنة) [رواه البخاري].

 يقول الخطابي: (فيه بيانُ أنَّ سابَّ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مُهدر الدم، وذلك أنَّ السبَّ منها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ارتدادٌ عن الدين، ولا أعلمُ أحداً من المسلمين اختلف في وجوب قتله) [معالم السنن ج4/528].

 وعن أنس - رضي الله عنه - أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة عام الفتح، وعلى رأسه المغفر فلما نزعه جاء رجلٌ فقال: (ابن خطل متعلَّقٌ بأستار الكعبة، فقال: اقتلوه) رواه البخاري ومسلم.

 (وقد استَدلَّ بقصة ابن خطل طائفة من الفقهاء على أن من سبَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - من المسلمين يُقتل وإن أسلم حدَّاً).

 وقتل - صلى الله عليه وسلم - سارة مولاة عمرو بن هاشم وكانت مُغنِّية تهجوه، وقتلَ قينتا ابن خطل، وكانتا تهجوانه - صلى الله عليه وسلم -، ومعَ ذلك قتلهنَّ وهنَّ إماء مأمورات بالهجاء، فعُلم أنَّ السبّ من أغلظ الموجبات للقتل.

 وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث الذي لمزه في قسمة الذهيبة التي أرسل بها علي - رضي الله عنه - من اليمن وقال: (يا رسول الله اتق الله.. ) الحديث،  (فثبتَ أنَّ كلّ من لَمَز النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في حكمه أو قَسمه فإنه يجب قتله، كما أمرَ به - صلى الله عليه وسلم - في حياته، وبعد موته، وأنه إنما عفا عن ذلك اللامز في حياته كما قد كان يعفو عمن يُؤذيه من المنافقين لما علم أنهم خارجون في الأمة لا محالة، وأن ليس في قتل ذلك الرجل كثير فائدة، بل فيه من المفسدة ما في قتل سائر المنافقين وأشد).

 وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رجلاً كان يُتَّهمُ بأمِّ ولد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي: (اذهب فاضرب عنقه، فأتاه عليُّ فإذا هو في رَكِيٍّ, بئر - يتبرَّد فيها، فقال له عليُّ: اخرج، فناوله يده فأخرجه، فإذا هو مجبوبٌ ليس له ذكر، فكفَّ عليُّ عنه، ثم أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إنه لمجبوب، ما له ذكر) [رواه مسلم].

 قال ابن حزم: (فَصَحَّ بهذا أنَّ كلَّ من آذى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وآله وسلم فهو كافرٌ مرتدٌ يُقتلُ ولا بُدَّ، وبالله - تعالى -التوفيق) المحلى 13/504.

 وأجمع العلماء على كفر شاتم الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وقد حكى الإجماع جمعٌ كثير من أهل العلم، (وأمَّا إجماع الصحابة فلأنَّ ذلك نُقل عنهم في قضايا متعددة ينتشر مثلها ويستفيض، ولم يُنكرها أحد منهم فصارت إجماعاً … فمن ذلك ما ذكره سيف بن عمر التميمي في كتاب: الردة والفتوح، لَما رُفع إلى الماجر بن أبي أمية وكان أميراً على اليمامة ونواحيها أنَّ امرأة مُغنية تشتمُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقطع يدها، ونزع ثنيَّتها، فكتب إليه الصديق - رضي الله عنه -: بلغني الذي سرت به في المرأة التي تغنَّت وزمزمت بشتم النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فلولا ما قد سبقني لأمرتك بقتلها، لأنَّ حدَّ الأنبياء ليس يُشبه الحدود، فمن تعاطى ذلك من مسلم فهو مرتدٌ، أو مُعاهدٌ فهو مُحاربٌ غادرٌ).

 وقال إسحاق بن راهويه: (قد أجمع العلماءُ أنَّ من سبَّ الله - عز وجل - أو سبَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو دفع شيئاً أنزله الله، أو قتل نبياً من أنبياء الله، وهو مع ذلك مُقرٌ بما أنزل الله أنه كافر) التمهيد ج4/226.

 وقال محمد بن سحنون: (أجمعَ العلماءُ أنَّ شاتم النبيّ - صلى الله عليه وسلم - المنتقِّصَ له كافرٌ، والوعيدُ جارٍ, عليه بعذاب الله، وحكمُه عند الأمة القتلُ، ومن شكَّ في كفره وعذابه كفر) [الشفا ج2/933].

 وقال ابن المنذر: (أجمع عوامٌّ أهل العلم على أنَّ حدَّ من سبَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - القتل).

 ويقول القاضي عياض: (ولا نعلم خلافاً في استباحة دمه يعني سابَّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - بين علماء الأمصار وسلف الأمة، وقد ذكر غير واحد الإجماع على قتله وتكفيره) [الشفا ج2/933].

 وقال الإمام أحمد: (كلٌّ من شتم النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو تنقَّصه مسلماً كان أو كافراً فعليه القتلُ، وأرى أن يُقتل ولا يُستتاب)، وقال أبو يوسف: (وأيما مسلم سبَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو كذبه، أو عابه، أو تنقصه فقد كفرَ بالله، وبانت منه امرأته) الخراج لأبي يوسف ص 293.

 وقال العلامة الشنقيطي: (اعلم أنَّ عدم احترام النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - المشعر بالغض منه، أو تنقيصه - صلى الله عليه وسلم -، والاستخفاف به، أو الاستهزاء ردة عن الإسلام وكفر بالله) أضواء البيان ج7/617.

 وقال الله - تعالى -: { قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِاليَومِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعطُوا الجِزيَةَ عَن يَدٍ, وَهُم صَاغِرُونَ } (فمن المعلوم أنَّ من أظهرَ سبَّ نبيِّنا في وجوهنا، وشتمَ ربَّنا على رؤوس الملأ منَّا، وطعن في ديننا في مجامعنا فليس بصاغر).

وقال الله - تعالى -: { أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوماً نَّكَثُوا أَيمَانَهُم وَهَمٌّوا بِإِخرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُم أَوَّلَ مَرَّةٍ, أَتَخشَونَهُم فَاللّهُ أَحَقٌّ أَن تَخشَوهُ إِن كُنتُم مٌّؤُمِنِينَ } (فجعلَ همهم بإخراج الرسول - صلى الله عليه وسلم - من المحضِّضات على قتالهم، وما ذاك إلاَّ لِما فيه من الأذى، وسبٌّه - صلى الله عليه وسلم - أغلظُ من الهمِّ بإخراجه، بدليل أنه - صلى الله عليه وسلم - عفَا عامَ الفتحِ عن الذين همٌّوا بإخراجه، ولَم يعفُ عمَّن سبَّه، فالذمِّي إذا أظهر سبَّه - صلى الله عليه وسلم - فقد نكثَ عهده، وفعلَ ما هو أعظم من الهمِّ بإخراج الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وبدأ بالأذى فيجبُ قتالُه).

 وقال الله - تعالى -: قَاتِلُوهُم يُعَذِّبهُمُ اللّهُ بِأَيدِيكُم وَيُخزِهِم وَيَنصُركُم عَلَيهِم وَيَشفِ صُدُورَ قَومٍ, مٌّؤمِنِينَ{14} وَيُذهِب غَيظَ قُلُوبِهِم وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } (ولا ريبَ أنَّ مَن أظهر سبَّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أهل الذمة وشتمه فإنه يغيظُ المؤمنين ويُؤلمهم أكثر مما لو سفكَ دماء بعضهم وأخذَ أموالهم، فإنَّ هذا يُثير الغضبَ لله، والحميَّةَ له ولرسوله، وهذا القدر لا يُهيِّجُ في قلب المؤمن غيظاً أعظم منه، بل المؤمن المسدَّدُ لا يغضبُ إلاَّ لله، والشارعُ يطلبُ شفاء صدور المؤمنين وذهاب غيظ قلوبهم، وهذا إنما يحصل بقتل السابِّ).

 ومن أعظم الإيذاء لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قذف زوجته عائشة - رضي الله عنها - بالزنى من قبل الشيعة الاثنى عشرية ومن اتبعهم، ولقد أجمع العلماء على كفر وقتل من قذف عائشة - رضي الله عنها - بعد أن برَّأها الله.

 ومن أعظم الإيذاء لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: سبٌّ صحابته - رضي الله عنهم - من قبل الشيعة الاثنى عشرية وأذنابهم.

 ومن أعظم الإيذاء لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما وُجد في بعض وسائل الإعلام من السخرية بسنته - صلى الله عليه وسلم - ومن تمسَّك بها.

 وقد علم المسلمون ما تناقلته بعض وكالات الأنباء والعديد من المواقع عبر شبكة الانترنت عمَّا اقترفته الصحيفة الدنمركية: " جيلاندز بوستن " Jyllands-Posten بنشرها (12) رسماً كاريكاتيرياً ساخراً يوم الثلاثاء 26 شعبان 1426هـ تصوِّر فيه رسول الله محمداً - صلى الله عليه وسلم - في أشكالٍ, مختلفةٍ,.

 وقد أعادت صحيفة (Magazinet) النرويجية في 10 يناير ما قامت به الصحيفة الدانماركية، ونشرت 12 رسماً ساخراً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدعوى حرية التعبير!!.

 مع مُباركة من حكومة الدنمرك وكثير من شعبها، ودول الاتحاد الأوربي، حيث امتنع رئيس وزراء الدنمرك عن مجرَّد الاعتذار، وأيدته مجموعة اتحاد الدول الأوربية.

   

 إنَّ هذا الأمر هو من قواصم الظهور، بل وأشد مما كان في تلك العصور، فقد ظهر هؤلاء الزنادقة المتبجِّحون، وبلغت بهم الزندقة والوقاحة أن سطَّروا هذه الصور في جرائدهم استخفافاً بنبينا - صلى الله عليه وسلم - وأتباعه، وما كان لهؤلاء الزنادقة أن يستمرٌّوا على هذا الاستهزاء بعد تقدير الله لولا ضعف العالم الإسلامي حكومات وشعوباً، ولولا مُساندة الشعب الدنمركي لموقف حكومته، حيث كشف استطلاع للرأي بثته إذاعة الـ بي بي سي وتناقلته بعض الصحف المحلية أنَّ 79 % من الشعب الدنمركي لا يُؤيدون اعتذار حكومتهم ولا وسائل إعلامهم، ولولا مساندة وتأييد دول الكفر والإلحاد، فاتحاد الدول الأوربية يُشيد بامتناع رئيس وزراء الدنمرك عن مجرَّد الاعتذار للعالم الإسلامي، وهذا لا يُستغرب منهم فأمة الكفر أمة واحدة، وبعض دول الكفر لهم السبق في نُصرة المستهزئين برسول رب العالمين - صلى الله عليه وسلم -.

 

 فبريطانيا مثلاً: قد ناصرت المرتد (سلمان رشدي) مُؤلِّف كتاب: (آيات شيطانية) حيثُ أعطته دار: فايكنج و بنجوين: ثمانمائة ألف دولار مقابل كتابه، وحمته بريطانيا بحجة حرية النشر.

 

 وهذه أمريكا: قام رئيسها كلينتون باستقبال أخيه سلمان رشدي في بيته الأبيض الأسود مُتحدِّياً المسلمين كلهم، وها هو الآن كلينتون يستنكر فعل جريدة الدنمرك هذه الأيام ليكسب عدداً من أصوات وأموال السذج من المسلمين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة.

 

 وها هو (. ؟. ) الذي سبَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - في مقاله بجريدة العرب اللندنية في عددها الصادر بتاريخ 18 شوال 1411هـ، نقلاً عن جريدة المسلمون في عددها 327 في 25/10/1411هـ.

 

 وها هم أهل الحداثة يسبٌّون الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، فهذا أحدهم (. ؟. ) يقول: (صار الله رماداً صمتاً رعباً في كفِّ الجلادين.. كان الله قديماً حبَّاً، كان سحابة، كان نهاراً في الليل.. ) نشرت قصيدته الشركية في مجلة العربي، وأشارت إليها المجلة العربية في عدد شعبان 1405هـ.

 

 ويقول الحداثي (. ؟. ): (الله في مدينتي يبيعه اليهود، الله في مدينتي مشرَّد طريد.. ) من ديوانه كلمات لا تموت.

 

 ويقول الحداثي (. ؟. ): (نامي فعين الله نائمة عنا وأسراب الشحارير) الحداثة في ميزان الإسلام لعوض القرني ص96.

 

 ويقول الحداثي (. ؟. ): (كاهنة الأجيال قولي لنا شيئاً عن الله الذي يولد، قولي أفي عينيه ما يُعبد.. مات هناك إله كان يهبط من جمجمة السماء) شعراء السعودية المعاصرون لأحمد زكي ص144.

 

 ويقول (. ؟. ): (أكل هذا جزء من قدَرٍ, إلهي، أم هو عبثٌ شيطاني، أم هي حكمة لا ندريها، مختبئة في عباءة قدر عابث، أو عبث قادر؟ لا أحد يدري، فالله والشيطان واحدٌ هنا، وكلاهما وجهان لعملة واحدة) الكراديب ص137، تعال الله عمَّا يقول الظالمون علواً كبيراً.

 

 وإنني في هذا المقام أدعو حكام وعلماء المسلمين: أن يذبٌّوا عن عرض نبيِّنا وسيِّدنا - صلى الله عليه وسلم -، وأن يدفعوا المبطلين، ويُقيموا حدود ربِّ العالمين في المستهزئين فيمن ينتسب إلى الإسلام خاصة، وفي غيرهم عامة، وأن يُراغموا الكافرين (فمغايظة الكفار غاية محبوبة للرب مطلوبة، فموافقته فيها من كمال العبودية، فمن تعبَّد الله بمراغمة عدوِّه، فقد أخذ من الصدِّيقيَّة بسهم وافر، وعلى قدر محبة العبد لربه وموالاته ومعاداته يكون نصيبه من هذه المراغمة).

 {يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُركُم وَيُثَبِّت أَقدَامَكُم{7} وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعساً لَّهُم وَأَضَلَّ أَعمَالَهُم{8} ذَلِكَ بِأَنَّهُم كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحبَطَ أَعمَالَهُم{9} أَفَلَم يَسِيرُوا فِي الأَرضِ فَيَنظُرُوا كَيفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبلِهِم دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيهِم وَلِلكَافِرِينَ أَمثَالُهَا{10} ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَولَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الكَافِرِينَ لَا مَولَى لَهُم }.

 

 وليعلم المستهزئون وأمثالهم أنَّ الله - عز وجل - متكفلٌ بحفظ دينه وحامٍ, لحمى رسالته، ولن تضير نبيه - صلى الله عليه وسلم - سخرية الساخرين واستهزاء المستهزئين، فقد كفاه الله ذلك كله، كما قال - سبحانه -: { إِنَّا كَفَينَاكَ المُستَهزِئِينَ }، قال الشيخ العلامة ابن سعدي - رحمه الله - في تفسيرها: (وهذا وعدٌ من الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم - أن لا يضرّه المستهزئون، وأن يكفيهم الله إياهم بما شاء من أنواع العقوبة، وقد فعل الله - تعالى -، فإنَّه ما تظاهر أحدٌ بالاستهزاء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلاَّ أهلكه الله وقتله شر قتلةٍ,) الله أكبر ولله الحمد.

 اللهم يا حي يا قيوم انصر دينك وسنة نبيك وعبادك الصالحين، اللهم عليك بمن استهزأ بنبيك - صلى الله عليه وسلم -، اللهم عليك به، اللهم عليك به، اللهم أرنا فيه عجائب قدرتك يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام، وصلى الله وسلم على سيد ولد آدم خاتم النبيين وآله وصحبه أجمعين. .

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply