عذراً رسولَ الله لم يعرفوا قدرَك!!


 
الأمة الإسلامية تعيش منذ فترة موجة عداء ضد عقيدتها ومقدساتها وقيمها، بدأت منذ بداية الدعوة الإسلامية حيث وصَمَ المشركون النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - بعبارات كثيرة منها: أنه ساحر وكاهن، وشاعر ومجنون، ودائماً كان القرآن الكريم يرد عنه - صلى الله عليه وسلم -: (( فَذَكِّر فَمَا أَنتَ بِنِعمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ, وَلا مَجنُونٍ, ))(الطور:29)، (( وَمَا هُوَ بِقَولِ شَاعِرٍ, قَلِيلاً مَا تُؤمِنُونَ ))(الحاقة:41)، وهذا يدل على مكانة النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - عند ربه، وقد أوجب الله على المؤمنين محبته وتعظيمه، وهذا من معالم كمال الإيمان: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله وولده والناس أجمعين".

وتعظيم نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - من صُلب إيمان المسلم، فهو خليل الله المصطفى من خلقه، وخاتم الأنبياء الذي بانتهاء رسالته انقطع وحي السماء، ولم يغفل المسلمون - منذ جيل الصحابة الكرام - عن قدر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعن محبته وتعظيمه، وعظمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نفوسنا أعلى من قُبة الفلك، ولن ينال منها أي أفّاك أو جاحد، فلولاه - صلى الله عليه وسلم - لكنا حيارى في دياجير الظلام.

وما قام به البعض من الإساءة لرسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - من خلال رسومات في صحف دنمركية ونرويجية وغيرها إنما هي سلسلة وحلقة من الإساءة للإسلام في شخصه الكريم، وهذا يدل على حقدهم الدفين على هذا الدين العظيم، وسيُرد هذا العبث إلى نحورهم، وستبوء محاولاتهم بالفشل بهذا التفكير العبثي الذي أرادوا به النيل المشين من نبي الإسلام محمد - صلى الله عليه وسلم -، وبعيداً عن كل التسويغات التي حاول مسؤولو الصحيفة تقديمها وفي مقدمتها أنهم أرادوا أن يستشعروا مدى تقديس المسلمين لنبيهم، وبدعوى حرية الرأي والتعبير التي يعدونها واجباً يفوق بقداسته قداسة الأديان وحرمتها، في الوقت الذي أقاموا الدنيا ولم يقعدوها حينما نشر المفكر الفرنسي "روجيه جارودي" كتابه "الأساطير المُؤسسة للدولة الإسرائيلية"º فحاكموه، وصادروا كتابه بتهمة معاداة السامية، وكذلك عندما قامت مجموعة من حركة طالبان في أفغانستان بتدمير تمثال "بوذا" فتحرك العالم الغربي ضدهم، وقالوا: إنهم يحاربون الأديان ممن يخالفونهم في العقيدة.

ونحن من جانبنا نعلم أنه لا شيء أشرف من كرامة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنه آخر الحصون التي بقيت ملاذنا، بعد أن سقطت كل حصوننا في معارك الشرف والنزاهة والمعرفة، وأنه إن مسّ اسمه بسوء وهو الطاهر المُطهر فإن العالم بأسره سيشهد ما ستسفر عنه هذه الحرب القذرةº وعلينا أن نعي أن الجناب النبوي أعظم وأشرف من أن تناله حفنة من التائهين في ميدان الحياة بسوء.

عذراً رسولَ الله لم يعرفوا قدرَك حين نادَوا باسمِك، وشوهوا رسمَك، هم لم يفعلوا ما فعلوا إلا بجهل، ولو علموا الحقيقةَ لقبّلوا قدمَك، لو علموا أنّك المصباحُ المنيرُ لما قبلوا الاستضاءةَ إلا بضوئك، وليقرأ هؤلاء الذين لا يعرفون قدر النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - ما سطّره بعض الغربيين المنصفين:

يقول "سيروليام موير" في كتابه "سيرة محمد" - صلى الله عليه وسلم -:

"امتاز محمد بوضوح كلامه، ويُسر دينه، وأنه أتم من الأعمال ما يدهش الألباب، فلم يشهد التاريخ مصلحاً أيقظ النفوس، وأحيا الأخلاق، ورفع شأن الفضيلة في زمن قصير كما فعل محمد".

ويقول "توماس كارليل" الفيلسوف الإنجليزي في "كتابه الأبطال":

"قوم يضربون في الصحراء عدة قرون لا يُؤبه لهم، فلما جاءهم النبي العربي أصبحوا قبلة الأنظار في العلوم والعرفان، وكثروا بعد قلة، وعزوا بعد ذلة، ولم يمض قرن حتى استضاءت أطراف الأرض بعقولهم وعلومهم".

وعلينا كمسلمين شعوباً وحكومات أن نتحرك لرد هذه الهجمة الشرسة عن الإسلام ورسوله - صلى الله عليه وسلم - بشتى السبل والوسائل ومن ذلك:

- قيام الحكومات العربية والإسلامية بالضغط على الهيئات الدولية لسن قوانين تحمي المقدسات والأنبياء، ومقاطعة حكومات الدول التي تصدر بها تلك الصحف سياسياً واقتصادياº إذ كان رد فعل أغلبها سلبياً تجاه الأزمة.

- ومن واجبات الأمة حيال هذا الأمر أن يقوموا بمقاطعة بضائع كل من تجرّأ على سب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وواجب الحكومات المقاطعة السياسية بسحب السفراء لدى تلك الدول، وإغلاق سفاراتها لديهم.

- إقامة المؤتمرات والندوات في أوروبا وأمريكا لمعالجة هذه القضية، وعرض نصاعة السيرة المشرفة وعظمة الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply