الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله عبده المصطفى، ونبيه المجتبى، ورسوله المرتضى، خاتم الأنبياء، وإمام الأتقياء، وسيد المرسلين، وحبيب رب العالمين والذي قال الله عنه: ((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنهُم يَتلُو عَلَيهِم آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبلُ لَفِي ضَلالٍ, مُبِينٍ, ))(الجمعة:2)، وقال عنه - جل جلاله -: (( لَقَد جَاءَكُم رَسُولٌ مِن أَنفُسِكُم عَزِيزٌ عَلَيهِ مَا عَنِتٌّم حَرِيصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ))(التوبة:128)، ويقول - صلى الله عليه وسلم - كما ثبت في الصحيحين: ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين ).
ثم أما بعد:
فإن دولة الدانمارك قد تولت كبرها في محاربة الله ورسوله من استهزاء برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسخرية منه ومن دينه، وساندها في ذلك دول الصليب بسكوتها عن تلك الفعلة الشنيعة، وشاركها في ذلك كل منافق لم يكترث بما يفعله أعداء الملة مع رسول الإسلام وأهل الإسلام، وإن حماية عقيدة الأمة والدفاع عنها والذب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأداء بعض ما له من الحق على أمته، وحفظ مقام النبوة والرسالةº من أعظم الجهاد وأوجبه على الأمة، وإننا من هذا الباب ندعو إخواننا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن يهبوا لنصرة نبيهم ودينهم، وأن يستخدموا جميع الوسائل الممكنة ومن ذلك:
1- تعظيم النبي - صلى الله عليه وسلم - وتوقيره، وتوقير سنته والتمسك بها، وإظهارها والاعتزاز بها، والحديث عن مزايا سيرته وشريعته، وهديه ودعوة الناس إلى التمسك بها، والعض عليها بالنواجذ قال - تعالى- في سورة الفتح: ((إِنَّا أَرسَلنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً لِتُؤمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكرَةً وَأَصِيلاً ))(الفتح:8، 9)، وقال - تعالى-: ((وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُم عَنهُ فَانتَهُوا ))(الحشر: من الآية7).
2- على العلماء والمربين والمعلمين ربط الناس بنبيهم وبسنته، وبيان واجب الأمة نحو رسولها - صلى الله عليه وسلم - من محبته وتوقيره وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرع، ووجوب تطبيق شريعته في جميع مجالات الحياة.
3- تحقيق مبدأ الولاء والبراء، ومحبة من يحبُ رسولَ الله ودينه وشريعته، وبغض من يبغضُ رسولَ الله ودينه وشريعته سواء كان من أهل الكفر والصليب، أو من أهل النفاق والزندقة، وتحقيق ذلك في المشاعر والأعمال والعلاقات.
4- على الإعلاميين ووسائل الإعلام خاصة مراقبة الله فيما يكتبون ويقولون للأمة، وأن يكون لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشريعته أكبر الاهتمام والتوجيه في كل ما يقولون ويعملون، وأن يتجنبوا كل ما يبعد الناس عن دينهم أو يسيء إلى نبيهم من مخالفة لهديه، أو التقليل من شأن المبادئ التي جاء بها رسول الإسلام - صلى الله عليه وسلم -، وترك التعظيم لمخالفيه وأفكارهم وطرق حياتهم، وإلا فإن في ذلك خيانة لخير البرية ومنهجه.
5- المقاطعة الفكرية والاقتصادية والثقافية لأعداء النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي أقل درجات الإنكار، ولا يعذر فيها أي مسلم مهما كان موقعه، ومهما كانت قدراته.
وإننا في هذا المقام لنثمن لخادم الحرمين الشريفين استدعاء سفير المملكة العربية السعودية لدى الدانمارك، ونأمل أن تكون خطوة أولى تتلوها خطوات أكبر على مستوى العالم الإسلامي، وأن تبنى علاقة الأمة على أساس الدين لا على أساس المصالح الزائلة، كما نثمن موقف الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وكذلك بعض التجار والصحف التي تفاعلت مع الحدث، ونطمع في المزيد، كما ننبه إخواننا المسلمين مما قد تمكر به دولة الدانمارك وأعوانها من المنافقين بالاعتذار الباهت! ونطالب أن يكون الاعتذار من ملكة الدانمارك ورئيس وزرائها، وأن تحاكم الجريدة التي نشرت الرسومات، وتنال العقاب المناسب ردعاً لها ولأمثالها.
6- نشر رسالة الإسلام في أوساط غير المسلمين، وبيان منهج الإسلام العظيم في الوسائل الإعلامية وبلغاتهمº لعل الله أن يهدي من شاء منهم إلى الصراط المستقيم، ولتكون حجة على المعاندين والمكابرين.
7- نذكر أنفسنا وأمتنا بقول الله - تعالى-: ((يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ))(الصف: من الآية14)، وقوله - تعالى-: ((إِلاّ تَنصُرُوهُ فَقَد نَصَرَهُ اللَّهُ إِذ أَخرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثنَينِ إِذ هُمَا فِي الغَارِ إِذ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحزَن إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ))(التوبة: من الآية40)، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: (من أذل عنده مؤمن فلم ينصره وهو قادر على أن ينصره أذله الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة ) أخرجه الإمام أحمد في المسند عن أبي أمامة سهل بن حنيف - رضي الله عنه - رقم 16081، فكيف بعرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونذكر إخواننا بقول حسان بن ثابت - رضى الله عنه -:
فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم فداء
وبقول سعد بن الربيع - رضى الله عنه -: لقومه الأنصار وهو بآخر رمق، وفيه سبعون ضربه بعد غزوة أحد: " لا عذر لكم عند الله إن خُلِصَ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفيكم عين تطرف"، ونذكرهم بقول أنس بن النضر - رضى الله عنه - حينما شاع خبر مقتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة أحد: "ما تصنعون بالحياة بعده".
نسأل الله أن يستعملنا جميعاً في خدمة دينه، وأن يجعلنا من أنصار نبيه وسنته، والحمد لله رب العالمين.
علماء ودعاة منطقة عسير بالمملكة العربية السعودية:
1 - الشيخ / أحمد بن عبدالله بن شيبان
2 - الشيخ / سعد بن سعيد الحجري
3 - الشيخ / أحمد بن حسن آل عبدالله عسيري
4 - الدكتور / علي بن حسن الألمعي
5 - الدكتور/ عبدالحميد بن عبدالله الوابل
6 - الدكتور / عبداللطيف بن عبدالله الوابل
7 - الدكتور / صالح أبوعراد الشهري
8 - الدكتور / عبدالعزيز بن عمر الغامدي
9 - الدكتور/ ظافر بن سعيد الشهري
10 - الدكتور / عبدالله بن محمد الشهراني
11 - الدكتور/ سعد بن حسين بن عثمان
12 - الدكتور / سعيد بن صالح القحطاني
13 - الشيخ/ سعد بن علي العمري
14 - الشيخ / مسعود بن حسين القحطاني
15 - الشيخ / أحمد بن أحمد بن ضبعان
16 - الشيخ / عبدالله بن عبدالمحسن الثميري
17 - المهندس / سليمان بن عبدالله الوابل
18 - الشيخ / على بن صالح بن مخفور القحطاني
19 - الشيخ / حسين بن محمد بن شامر
20 - الشيخ / عبدالله بن أحمد بن مقابص
21 - الشيخ / أحمد بن محمد الشهراني
22 - الشيخ / خالد بن محمد بن زريق
23 - الشيخ / عبدالرحمن بن محمد بن زريق
24 - الشيخ / على بن دايل الشمراني
25 - الشيخ / محمد بن صالح بن كعبان الوادعي
26 - الشيخ / عبدالوهاب بن عبدالمغني القحطاني
27 - الشيخ / أحمد بن حربان المالكي
28 - الشيخ / يحي بن سعيد المازني
29 - الشيخ / مفرح بن مشيبه المازني
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد