أهذه حرية البشر يا رعاة البقر؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم

المتتبع لفصول الإهانات المتكررة للجنس العربي منذ بدء الحرب على العراق يدرك أن الأمر أعمق من البحث عن معلومات أمنية أو سياسية، أو تنقيب عن أسلحة دمار شامل، أو حديث عن تحرير المواطن العراقي، وتعليمه مبادئ الديموقراطية، فتلك محاولات مستميتة لإعادة صياغة العقل العربي على نسق يتلاءم مع مشروع الشرق الأوسط الكبير، وفي القدم ذاق الهندي صاحب الأرض غطرسة "الرجل الأبيض"، وتعرج على فيتنام فتجد الفتاة الصغيرة بنت الحادية عشر ربيعاً تلهث في الشوارع تبحث عمن يطفئ لها لهيب النابلم الذي أشعله راعي البقر دون أن تطرف له عين، وإلقاء نظرة واحدة على ضحايا نجازاكي وهيروشيما كفيلة أن تؤكد لك مع أي " الكائنات " تتعامل، انظر على سبيل المثال لا الحصر الاعتقالات العشوائية والهمجية أحياناً والتي حدثت في أفغانستان، وخاصة على كل ما هو عربي، مع أنّ الكثير منهم لا تربطهم بطالبان وغيرهم أي صلة، فهم إما طلبة، أو مُبتعثين من قِبل الهيئات الإغاثية، والكثير منا رأى عبر الصور الطريقة الوحشية التي تم بها نقلهم من أفغانستان إلى سجن غوانتانامو، وما كان ينتظرهم هناك أفضع وأمر.

- إجبار أسيرين على الوقوف وقد شبكا ذراعيهما تحت أشعة الشمس حتى ينهارا.

- تغطية رؤوس [المعتقلين] بكيس أو كيسين لمنعهم من الرؤية، وإفقادهم حس التوجه، ومنعهم من التنفس بحرية، واستكمال هذه الطريقة في بعض الأحيان بـ "عصبة مطاطة على العينين".

- تكبيل أيدي المعتقل بأصفاد لينة، مشدودة للغاية يمكن أن تؤدي إلى جروح أو تعطل الأعصاب.

- ضرب المعتقل بأعقاب مسدسات، أو بنادق، وصفعه ولكمه وركله على أجزاء مختلفة من جسده كالساقين والضلوع والحوض والخصيتين.

- إبقاء المعتقل ممدداً أرضاً بالضغط عليه بالأحذية.

- تهديده بسوء معاملته، أو التعرض لعائلته، أو إعدامه الفوري.

- إبقاء المعتقل عارياً بضعة أيام في زنزانة انفرادية مظلمة تماماً، وحرمانه من النوم والطعام والشرب.

- اقتياد أصحاب اللحى ممن يرون فيهم الاستقامة إلى سجون انفرادية، وإدخال البغايا عليهم ليعبثن بأجهزتهم التناسلية.

- بتر أقدام بعض الأسرى التي تقرّحت بسبب القيود، فلم يبعثونهم إلى المستشفيات فضلاً عن علاجهم.

- اجبار السجناء أحياناً على التعري أمام بعض، ومن يريد أن يخفي عورته ينهالوا عليه بالضرب والشتم، ولك أن تتخيل كيف يقضوا حاجاتهم وهم في مكان واحد، وليس هناك دورات مياه، وقد ذكر السجين الأسترالي الذي أُطلق سراحه مؤخراً وهو من أصل عربي ما هو أفضع من ذلك فالله المستعان.

ومزيداً من الحرية، ومع جريمة جديدة عفواً ( حرية جديدة ) تضاف لسجل الجرائم الأمريكية الحافل بالبربرية المدفوع بجنون العظمة، وجنون القوة الغاشمة، والتي سيسجلها التاريخ، وتضاف لسجل التوحش الأمريكي. فقد أصيب من كان في قلبه ذرة إيمان بصدمة شديدة إثر نشر صور مهينة عن تعذيب الأسرى العراقيين على يد قوات الاحتلال الأمريكي، ونقلت صحيفة الجارديان عن ضابط بريطاني أنّ ما حدث هي عملية منظمة وليست حالات فردية كما يزعمون، بل لقد كان التعذيب تحت إمرة ضباط الاستخبارات العسكرية الأمريكية، وقد نُشر تقرير مشترك لأجهزة استخبارات أوروبية توضح أنّ الإدارة الأمريكية على دراية تامة بحدوث عمليات تعذيب منظمة ومنهجية، وشهد شاهد من أهلها فقد قالت صحيفة واشنطن بوست نقلاً عما ورد في شهادة ضابط مخابرات كبير في سجن أبي غريب العراقي: أن جنرالاً في الجيش الأمريكي أوفدته وزارة الحرب الأمريكية "البنتاجون" لتسريع عمليات استخلاص المعلومات من السجناء حث على استخدام كلاب الجيش لترويعهم.

وإليك بعض ما فعلوه بالأسرى وما خفي أعظم:

- تعريتهم غالبية الوقت.

- إرغام السجين على البقاء فترات طويلة في وضعيات أليمة مثل الجلوس القرفصاء، أو الوقوف رافعاً ذراعيه في الجو.

- عمليات اغتصاب منظمة للنساء، وهتك أعراض الرجال.

- استخدام الكهرباء، وإطلاق الكلاب المتوحشة على المعتقلين المصابين.

- إجبار المساجين على عدم النوم لأيام متواصلة لإرهاقهم ذهنياً، وتنفيذ عمليات غسيل مخ لهم عبر استمرار الضرب المتقطع، وتشغيل مكبرات الصوت بالموسيقى، ووضعهم تحت أضواء كاشفة قوية.

- طوق الحيوانات الذي التف حول رقبة ذاك الأسير ذو اللحية العاري، وتجره امراة.

- معظمنا رأى صورة تلك الشاحبة بسيجارتها، وهي تعبث برجولة العراة.

- استعراض السجين عارياً خارج الزنزانات أمام المعتقلين والحراس، ورأسه مغطى في بعض الأحيان بسروال داخلي نسائي.

- حرمانهم من الطعام والشراب إلا ما يحفظ رمق الحياة، حتى مات بعضهم تحت التعذيب.

- كثير من المعتقلين قد أورثهم التعذيب الإجرامي الأمريكي عاهات كالعمى أو ضعف البصر، والجرائم تتوالى، فقد كشفت صحيفة نيوزويك الأمريكية أن وزارة العدل الأمريكية تكافح لمنع تفجر قضية أخلاقية تشابه فضيحة تعذيب الأسرى العراقيين في سجون القوات الأمريكية بالعراق ولكن داخل الولايات المتحدة، وقالت الصحيفة: إن هناك أكثر من ثلاثمائة ساعة تصوير بالفيديو داخل أحد سجون بروكلين بنيويورك لكثير من السجناء العرب والمسلمين الذين جرى اعتقالهم عقب هجمات سبتمبر، تظهر عمليات تعذيب مثل: ضرب رؤوس السجناء بالجدران، ولي أذرعهم، وإخضاعهم لعمليات تفتيش مهينة، وتجريدهم من ملابسهم، وإجبارهم على الوقوف عرايا لساعات طوال في حضور حارسات السجن، ووفقاً لما نقلته الجزيرة فقد كشف النقاب عن هذه الشرائط العام الماضي ضمن تقرير يتضمن انتقادات لاذعة لأوضاع السجون في بروكلين من قبل المفتش العام لوزارة العدل كلها لم تحظ بالاهتمام الكافي وقتها.

وختاماً: وأعني ختام موضوعي وإلا فحريات القوم لن تعرف النهاية وهذه أحوالنا: (( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَومٍ, حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِم ))، فالناظر في أحوال المسلمين اليوم يرى ما تدمى له القلوب حسد وحقد مابين الإخوان، إغراق حتى النخاع في أوحال المعاصي ثم نتساءل: لماذا لا ينصرنا الله ونحن أهل الحق: (( يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُركُم ))، وقوله: (( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّه مِن يَنصُرهُ )) إن تنصروا الله: وهذا فعل الشرط ( والمعنى إذا اتقيتم الله باتباع أوامره، واجتناب نواهيه)، ينصركم: وهذا جواب الشرط ( النصر المبين )، وانظر يا رعاك الله إلى هذا الوعد الإلهي إذا نحن فعلنا الشرط (( وَعدَ اللَّهِ حَقّاً وَمَن أَصدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً )).

بثت محطة تلفزيون استرالية يوم الأربعاء ما قالت إنها صور لم تنشر من قبل للإيذاء الجسدي لسجناء عراقيين داخل سجن أبو غريب الذي تديره الولايات المتحدة بالقرب من بغداد، مما أثار غضباً عربياً أكبر تجاه الولايات المتحدة، وقال برنامج تذيعه خدمة الإذاعة الخاصة: أنّ الصور التقطت في الوقت نفسه الذي التقطت فيه صور نشرت من قبل لجنود أمريكيين أساؤوا لمحتجزين عراقيين في سجن أبو غريب، وأثارت غضباً دولياً في عام 2004م، وقال البرنامج: أن بعض الصور الجديدة تشير إلى مزيد من الانتهاكات، منها حالات قتل وتعذيب، وإهانات جنسية، وجاء تعليق التلفزيون: " هذه هي الصور التي لا تريد الحكومة الأمريكية أن تشاهدوها "، وتظهر الصور الثابتة غير الواضحة، وتسجيلات الفيديوº سجناء بعضهم غارق في الدماء، أو مغطى الرأس، أو مربوط في أسرّة وأبواب، وفي بعض الأحيان يقف جندي مبتسم بجوارهم، وأظهرت صورة ما بدا أنه آثار حروق نتجت عن إطفاء سجائر في عجز رجل، وقال كاري: أنّ بعض الصور تظهر سجناء في أوضاع جنسية مهينة قدّرت المحطة أنها غير مناسبة للعرض، وبعد أن عرفنا أيها الأحبة معاملة الأسرى في ظل التشريع الأمريكي تعالوا لنلقي الضوء على معاملة الأسير في ظل التشريع الإسلامي، ثم لنقارن بعدها أي التشريعين حفظ للإنسان كرامته وصانها من الامتهان.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply