ماذا سنقول لرسولنا يوم القيامة ؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم

جريمة سب الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - في الدنمرك لا يمكن أن تمر دون فضح الوجه الخبيث لبعض الغربيين الذي لا يحترمون الأديان و لا يوقرون الأنبياء.

و هذا التطاول علي الإسلام الذي بدأ يتزايد في السنوات الأخيرة يفضح الذين يطالبون المسلمين بتحسين صورتهم أمام الغرب. فالمطالب بتحسين صورته هو الغرب و ليس المسلمون. و من غير المقبول أن يخرج علينا بين حين و آخر حفنة من المتطرفين يسبون ديننا و رسولنا بكل هذه الوقاحة.

 

لابد من إعادة النظر في كل الشعارات المرفوعة عن الحوار بين الأديان و الحضارات.فالتطاول علي الأنبياء ليس حرية رأي، و لا تصنف رسوم الكاريكاتير البذيئة التي تهدف للسخرية من نبي المسلمين تحت باب حرية التعبير.هذه قلة أدب و سوء تقدير، و عدم احترام لله و رسله.

 

و قد سبق أن استهان بعض الجنود الأمريكيين بالقرآن و حاولوا تدنيس المصحف و تطاول بعضهم و بكل وقاحة علي الله بأن سب رب المسلمين، و كأن للمسلمين ربا و للمسيحيين ربا و لليهود ربا!!.

 

هناك الكثير من الوقائع التي تؤكد أن مثل هذا الإجرام ليس مجرد تجاوزات منفصلة و معزولة عن بعضها البعض. إنها هجمة علي الإسلام شاملة، تستهدف اقتلاعه من جذوره. هجمة عسكرية، إعلامية و سياسية. و كلما تقاعسنا عن التصدي كلما تجرءوا أكثر و ظهرت سفالات و واجهنا انحطاطا أكثر.

 

نحن أمام حالة من الإجرام تحتاج إلي رد فعل قوي من المسلمين. علي المستوي الشعبي و الرسمي. و أن يخرج المسلمون من حالة الدفاع عن النفس و الانهزام التي جرأت علينا هؤلاء الحثالة، إلي حالة الهجوم و كسر هذه الموجة من التطاول علي ديننا. و إن لم يجدوا فينا غلظة تخيفهم و مواقف رافضة لمثل هذا العبث فلننتظر المزيد من الإهانات.

 

إن لم تتحرك الأمة بعد سب نبينا فمتي تتحرك؟

إن لم يتحرك المسلمون ضد هذا التطاول غير المسبوق و التحدي الشيطاني فما الفائدة من وجودنا؟

و من هنا فأين الجامعة العربية و منظمة المؤتمر الإسلامي و المنظمات العربية و الإسلامية؟ و أين الحكومات العربية؟

أين هؤلاء الخانعون المنافقون الذي جرأوا شياطين الأرض للتطاول على أفضل خلق الله أجمعين؟

ما أتعسنا نحن الذين قدر الله أن نعيش في هذا العصر الذي يذبح فيه المسلمون بالجملة و يهان القرآن و رسوله.

لماذا لا يهاجمون الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - ذاته تحت الحصار. قوات الصليبيين تحتل جزيرة العرب و لم نتحرك لإخراجهم منها كما أمرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - .

قوات الصليبيين تحتل جل بلاد الإسلام و يتلاعب بنا الصبيان.

 

***

 

ماذا سنقول لرسولنا - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة عندما يسألنا: ماذا فعلتم عندما سبوني و شتموني؟

ماذا سنقول للرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما يسألنا: لماذا رضيتم بالذل و أهين الإسلام في أيامكم فلم يتحرك لكم ساكن و جرأتم عليكم الأمم؟ ما الذي دهاكم؟ ماذا جري لكم؟

ماذا سنقول لربنا حين يسألنا عن هذا الهوان و خضوعنا لهذا الإجرام؟

ماذا سنقول لربنا حين يسألنا ماذا فعلتم حين أهين كتابي و داس الكفرة المصحف بالأقدام؟

للأسف العار يغطينا من رؤوسنا إلي أقدامنا. و لم يعد لنا عند الله قيمة، و لم يعد لنا عند الله كرامة.. ندعوه فلا يستجيب لنا. نستغيث به و لا يغثنا.

أصبحنا غثاء كغثاء السيل و أصابنا الوهن. عبدنا الدنيا و كرهنا الموت. فأغضبنا الله و لم نحصل حتي علي الدنيا التي ملأت قلوبنا.

نسينا عهدنا مع الله و رسوله - صلى الله عليه وسلم - و ضيعنا ملكا بناه النبي و صحابته بالدماء و الارواح.

نقول لا اله إلا الله و نعبد غيره. عبدنا البشر و الشياطين فلم يعد لنا عز في دنيا الناس.

أصبحنا كالفريسة تتكالب علينا كلاب الأرض و شياطينها.

يمزقون الجسد الإسلامي و يمتصون دمائنا و لا نتحرك. استعذبنا الألم و القتل ذبحا بكل أسلحة التدمير و لا نريد أن ننتفض. أصبحنا شر من الحيوانات التي تموت تقاتل و لا تستسلم.

إن لم يروا منا قوة، و إن لم ننصر رسولنا - صلى الله عليه وسلم - و ديننا فباطن الأرض أولي لنا من ظهرها.

 

يمكننا فعل الكثير لإيلام هؤلاء المتطاولين علي ديننا. و قد يري البعض أن نقاطع منتجاتهم، و هذا جيد، لكن التحرك الذي يوقف هذه الحملة المعادية هو كسر شوكتهم في العراق و أفغانستان و هزيمة الحملة العسكرية المعادية.

من يريد نصرة الله و رسوله - صلى الله عليه وسلم - فليعمل علي دعم المقاومة و مساندة الجهاد هناك حيث الاحتلال الأمريكي الصليبي الذي هو رأس كل الشرور.

علينا حشد الأمة لدحر تحالف الاحتلال الأمريكي و لا نترك المقاومة العراقية وحدها. فلنفك الحصار علي المقاومين المجاهدين لتحرير العراق و الأمة من بعده، حتى نتفرغ لبناء الدولة الإسلامية الواحدة التي تفرض هيبتها و تستعيد الزمام الذي فقدناه.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply