{رب اشرح لي صدري (25) ويسر لي أمري (26) واحلل عقدة من لساني (27) يفقهوا قولي(28)} " سورة طه"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....
الحمد لله حمداً كثيراً كما ينبغي لجلال قدره وعظيم سلطانه....
الحمد لله.. ناصر الضعفاء.. مذل المتكبرين.. قاهر الجبارين.. هازم أعداء هذا الدين..
والصلاة والسلام على النبي المصطفى، والرسول المجتبى، المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد....
نصحني أحد الأقارب يوما ما، بأن لا أقرأ لكي يطلق عليا فقط لقب " مثقفة عربية "، لأنه يعتبر أن هذه هي مشكلة بعض المثقفين العرب، وأنا أشكره على هذه النصيحة، وأقول له ولكم أخوتي، بأني لست بكاتبة ولا بشاعرة، ولا أحب أن أكون مدعية، أننا ببساطة فتاة عربية عادية جداً، تحاول أن تفعل ما عليها تجاه حبها لنبيها وأمتها.
أريد أن أقول للدكتورة.........، وأمثالها من ملحدين علمانيين، فخورة أنا بكوني مسلمة.. فخورة بكوني عربية.. فخورة بنبيي الصادق الأمين الذي صلى - سبحانه - وتعالي عليه والملائكة، وأمرنا بالصلاة والسلام عليه{ إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذي أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}، اللهم ما صل وسلم على سيدنا محمد....
فخورة بانتمائي لأبى بكر وعمر وعثمان وعلي والصحابة الأخيار..
أولئك..
الذين إذا تهادى ذكرهم * * * فاح الأريج كأنهم قد عادوا
ولكن ماذا أقول.. ؟؟
بماذا أصرخ.. ؟؟
إلي من أشتكي.. ؟؟
ألهي ليس لي ملجأ إلا أنت يا الله...
ألهي..
أي نار هذه التي تلتهب في شراييني... أي غضب هذا الذي ينخر في عظامي....
كرامتي أهينت... مبادئ وعقائدي دنست.. لقد اغتصبوا شرفي يا ألهي..
غضبي يصرخ مع قائل هذه الأبيات:
ربي سبحانك رباه............ من صرخة واه إسلاماه
بقلوب يفجعها الخطب......... وعيون تبكي المأساة
أولئك الشرذمة من الكفرة الملحدين يحاولون المساس بأعظم خلقك يا لهي.. بخليلك وحبيبنا بنبينا.
أشرك الشاعر صفاء رفعت في هذه الكلمات..
يا نبـيّ الله عُـذرًا.. فلـك الفضـل وأكثـر
يـا نبـيّ الله عُـذرًا.. فبِـك العليـاء تفخـر
بِِتٌّ في الحزن سُهادي.. وأنيـن القلـب يـزأر
صرخاتي مكبوتة.. وغضبي عارم.. ودمائي تغلي.. وأنفاسي تلتهب..
فقد قيل عني كما قيل في أخت لي قبلاً:
ليل الأسى في مقلتك من الحروف المستنيرة أوضح...
ولهيب جرحك شاهراً سيفاً من التعبير لا يترنح.
ولكن كل هذا لا يجدي نفعا..
كل هذا لن يردعهم ولن يجعلوهم يندموا..
أنها روحي الجريحة تتقرح.. روحي و روحك أخي المسلم..
أنني أشعر بما تشعر..
صدق الذي قال..
يا أمة حملت رسالة أحمداً *** للعالمين فهم لها رواد
كيف اعتدى الهمجي فوق رقابنا *** وتقسمت من حوله أقوام
يا أمة الإسلام ما هذا الذي *** يجري وكيف إلى الردى ننقاد
وبعد كل هذا ويقولون ماذا... ؟؟
حرية رأي... حرية تعبير..
بل قلة أدب ووقاحة وتطاول..
لنقف قليلا عند ردهم هذا..
إذ كانوا يدعون بأن هذا التصرف المشين حرية تعبير..
لماذا وقفوا وعارضوا المناضل الصحفي و الأخ تيسير علوني الذي كان يحاول أن يدافع عن حقه في حرية التعبير.
أم أنهم يحرفون المعاني فقط، ويصنفون الوقاحة و التطاول على مقدسات وعقائد المسلمين، بحرية التعبير، بينما يصنفون الشفافية في العمل ونقل الصورة كما هي بلا تزيف أو تمويه بأنه عمل إرهابي.. أي ظلم هذا..
أين هي حرية التعبير عندهم، عندما يتعلق الأمر بمحرقة اليهود، لا، يعتبرون كل من يتجرأ وينبش في قصة المحرقة، مجرم ومعادي للسامية.. يا للعار.
أخوتي....
المهم ماذا بعد هذا... ؟؟؟
هل هذه جريمة تغتفر... ؟؟؟
هل ستصبح في طي النسيان.... ؟؟؟؟
أقول وبصوت مذبوح من شدة الألم.. نعم.. ستمضي هذه الجريمة بلا عقوبة.. وتستمر الأيام وسننسى.. كما نسيناها لأولئك الشرذمة من المغتصبين الصهاينة الذين أهانوا حبيبنا برسومات أحقر من تلك الرسومات التي خطتها أيادي الملحدين من كفرة وعبده شياطين أشلها الله.
رحم الله الشاعر الجليل حسان بن ثابت الذي قال:
هجوت محمدًا فأجبت عنه *** وعند الله في ذاك الجزاء
هجوت محمدًا برًّا تقيًّا *** رسول الله شيمته الوفاء
سننسى كما نسينا، كيف دنس أولئك المجرمين السفاحين في جحر الشياطين في غوانتمانوا، كتاب الله الكريم..
نعم أخوتي ستسكت تلك الصرخات.. ويتبخر ذلك الغضب.. وتبرد تلك الدماء.. ولن يعود هنالك تنفس حتى..
نعم سنصير كالمومياء.. جسد بلا روح.. نعم.. تذكروا كلماتي هذه.. سننسى.
ولكن سيأتي يوم أخي الكريم وستتذكر كل هذا.. ولكن في هذا اليوم لا ينفع التذكر..
أنه يوم الحساب.. نعم أخي المسلم أنه يوم الحساب..
يوم تقف بين يدي الرحمن وتسأل.. ماذا فعلت لتنصر حبيبك ونبيك.. ؟؟؟؟
يا من ستفارق دنياك..... ماذا أعددت لأخراك.
هل كنت تقياً ومطيعاً...... أم حب الدنيا أعماك.
فكر أخي المسلم من الآن في الإجابة..
هل ستقول.. لقد ثرت.. لقد غضبت.. لقد حرقت.. ثم ماذا.. ؟؟
ستقول نسيت وغفرت...
نعم هكذا ستقول..
هل حبك لنبيك الكريم - صلى الله عليه وسلم -.. يساوي هذا فقط.. ؟؟
هل حبك لنبيك الكريم.. من السهل أن ينسى.. ؟؟
لا والله بأبي وأمي أنت يا رسول الله..
أنا على يقين أن جميع شرفاء هذه الأمة سيصيحون معي..
بأبي أنت وأمي يا رسول الله.
أخوتي..
إن الله - تعالى -هو الذي يدافع عن نبيه، يقول - تعالى -مخاطباً نبيه وحبيبه: {إنا كفيناك المستهزئين} وقوله - تعالى -: {إن الذين يؤدون الله ورسوله في الدنيا والآخرة أعد الله لهم عذاباً مهيناً}.
أقول لكم كما قال الشاعر:
الله أكبر هيا معنا كبروا... غصن الزيتون بإذن الله سيثمر..
لا لن نهون ونحن بالإسلام مستمسكون... لا لن نهون ونحن بالقرآن مسترشدون
لا لن نهون وحقنا سيظهر.. الله أكبر هيا معنا كبروا...
ولكن أخوتي دعونا نفكر بصوت عال..
أخي.. أغضب.. ثر.. تظاهر.. قاطع.. ولكن لا تشوه معالم هذا الدين..
لا تبرر تصرفات أولئك الشرذمة من الكفرة والملحدين من أبناء قردة وأحفاد خنازير..
أنهم يسعون لتشويه تاريخنا.. يسعون لتدمير حضارة عمرها قرون.. أنهم يريدون رمي قبائحهم علينا.. أنهم يريدون أن يظهروا للعالم أننا أمة تهوى الدمار.
أخوتي..
أننا أمة الإسلام.. أمة السلام.. أمة الكرامة.. أمة الرقي.. أمة مكارم الخلاق..
أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - الحبيب المصطفى.
ماذا يريدون منا.. ؟؟
أرضنا واغتصبوها.. حرماتنا و انتهكوها.. مساجدنا و ودنسوها.. ثرواتنا ونهبوها.. عقول شبابنا وقد أتلفوها.. حرقوا مزقوا كل شيء حتى أحلامنا سرقوها.. والآن يحاولون المساس بنبينا.. وبعد كل هذا، يريدون أن يسكتوا صرخاتنا.. يردون منعنا من الألم حتى.. يريدون تخديرنا بالمسكنات التي يرمونها ألينا بيد، واليد الأخرى تسكب الملح على الجرح...
أولئك السفهاء.. يريدون تفتيت أروحنا.
يا لهم من أغبياء..
لا يدركون أنهم يخلقون العداء والكراهية لشعوبهم.
وقال - تعالى -: {قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون}.
لا يدركون أن هناك صحوة بين أبناء هذه الأمة الغارقة في سبات الصمت..
لقد قال - سبحانه - وتعالي في كتابه الكريم :{لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر}
وقال عز من قائل: {كنتم خير أمة أخرجت للناس}..
فلنظهر للعالم أجمع، في الشرق الملحد، في الغرب الكافر، أننا أمة الرقي، ولنكن عند ثقة الرسول فينا، ولنكن فعلاً خير أمة أخرجت للناس.
لننشر سيرته العطرة، ليتعرف العالم على تلك الشخصية الفذة، لنقتدي به في كل شيء، فقد كان خلقه القرآن.
لنبري أبنائنا على حبه، والتمسك بسنته، والدفاع عنه، لنعلمهم أن يتخذوه قدوة لهم في كل شيء.
أن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه عليه، شمس لن تغيب بالنسبة لنا، مهما حاولوا أولئك الكفرة المساس بيه، فإن مقامه رفيع لن تطله أيدي أولئك الخنازير الملحدين، فقد قال - سبحانه وتعالى -{إنا لننصر رسلنا والذين أمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد}
وصدق الشاعر حسان بن ثابت حين قال:
فمن يهجو رسول الله منك *** ويمدحه وينصره سواء
وجبريل رسول الله فينا *** وروح القدس ليس له كفاء
أخوتي.. بين أيدينا سلاح قوي.. سلاح المقاطعة.
أن الغرب لا يتفاهم إلا بهذه اللغة..
لننضر لموضوع المقاطعة بمقياس أعمق..
تخيل أخي المسلم، أنك اشتريت أحد المنتجات الدنمركية أو النرويجية، دفعت تجاه هذه السلعة مالاً، وعاد هذا المال إلي الشركة المنتجة، التي بدورها تدفع الضرائب لتلك الدولة، وتلك الدولة تدفع لموظفيها رواتبهم من تلك الضرائب،
أخي يعني أنك تكافئ تلك اليد أشلها الله، التي خطت تلك الرسول المسيئة لنبينا الكريم..
فلنقف صفاً واحداً تجاه تلك الدول، التي لن تظننا بعد اليوم فريسة ميتة، تنهش منها متى تشاء، وتنفر منها متى تشاء، ليعرف العالم أجمع أننا بفعلتهم الشنيعة هذه، جددنا الدماء من جديد في عروقنا، زدنا تعلقاً وإقتداء بنبينا.
أخوتي المغتربين، كونوا خير سفراء لهذه الرسالة، أظهروا لأولئك الكفرة، ديننا على أكمل وجه، وأحسن صورة،
افخروا بانتمائكم لهذا النبي الكريم وهذا الدين الحنيف، ثابروا على الدعاء}ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين{ولكم الأجر أن شاء الله..
إن كلماتي هذه تنبع من وجداني، أملة من ربي أن تصل إلي وجدانك أخي المسلم.. أنها من قلب فتاة جريح دامي، تسال الله العلي القدير أن ينصر دينا وأرضها وأمتها، ويهلك أعدائها..
قلبي الذي يشارك كاتب هذه الكلمات..
يا أمتي قد قلت مأساتي لكم ***. وأريد منكم واحداً شهماً فطن
أما إذا قد عز فيكم مطلبي *** فأريد منكم أمتي ثمن الكفن
اللهم هل بلغت؟؟ اللهم فأشهد...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد