بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل أهل القرآن أهله وخاصته.. وسمّاهم أهل العلم، واستودع صدورهم كلامه.. والصلاة والسلام على إمام المتقين وسيد ولد آدم أجمعين القائل: {خيركم من تعلم القرآن وعلمه} وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.. أما بعد:
فإن تعليم القرآن من أوسع أبواب الدعوة إلى الله - تعالى -، قال ابن حجر - رحمه الله تعالى -: {والدعوة إلى الله تقع بأمور شتى من جملتها تعليم القرآن وهو من أشرف الجميع}. كما أن دور التحفيظ للقرآن تقوم بمهمة عظيمة تتمثل في حفظ الدين لأنها تعلم الأساس الذي يقوم عليه الدين.
إن المطّلع على أصقاع بلادنا الطيبة ليُسرٌّ غاية السرور وهو يرى هذه المدارس وهذه الدور التي تعلم كتاب الله - عز وجل -، وتربي من يلتحق بها على مُثُله وآدابه رجالاً ونساءً وشباباً وشابات وأطفالاً.. إن هذه المدارس والدور المنتشرة في كل مدينة وبلدة وقرية لتؤكد انتماء الشباب المسلم لدينه.. وحرص أهل الإسلام على الارتباط بالمنهج الحق.. كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
إن بلاد الإسلام محفوظة بحفظ الله ما دامت على هذا المنهج.. ومما يدعم أمنها وأمانها رفع راية الشريعة، وانتشار محاضن ومعاقل كتاب الله في أرجائه.. تُعلم وتربي وتربط المسلم بالله - عز وجل -.. وفق المنهج الحق، لا إفراط ولا تفريط.
هذه رسالة لأعدائنا ليعلموا حقيقة أمرنا.. وهي كذلك رسالة للمشككين في أهداف هذه المدارس والدور والظانين فيها وفي القائمين عليها السوء.. ليزيلوا ما لديهم من شكوك وظنون ويحاوروا من يقوم عليها.. بل وعليهم الإسهام في أعمالها وقيادتها وهذا هو واجب الجميع.
كما أنها رسالة للقائمين على هذه المدارس والدور والمعلمين والمتعلمين فيها بأن يخلصوا لله - عز وجل -، ويطلبوا الإعانة منه - سبحانه - لاستمرار البذل والعطاء. فعملهم هذا خير ما تقضى فيه الأعمار.. وأن يتواصلوا مع المجتمع بكل فئاته دعوة لهم لتعلم كتاب الله.. وبياناً للوجه المشرق لهذه المنارات التي تنشر الخير ليس إلا.
ثم إنها كذلك رسالة إليكِ أيتها الغالية.. يا من تغلغل حب الله وحب رسوله في أعماقها فجرى في كيانها مجرى الدم في العروق. هي دعوة خاصة إليكِ أخيتي.. فهاهي دور التحفيظ قد فتحت أبوابها على مصراعيها تنتظر قدومكِ، ليملأ صوتك أرجائها صداحاً بكلام الله - عز وجل -.. ولتضعِي بصمتكِ وأثرك عليها.. فرب كلمةٍ, أو ابتسامةٍ, أو نصيحةٍ, تضعكِ في قارب النجاة بإذن الله - تعالى -.. فهلا لبَّيتِ الدعوة؟!
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه..
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد