عوامل نجاح الجماعات


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لماذا تنجح بعض الجماعات وتفشل الأخرى؟

- قبل أن أجيب عن هذا السؤال ونتعرف على العوامل التي تؤثر على نجاح الجماعات في تحقيق أهدافها، يجب علينا أولاً أن نعرف ما هو المقصود بالجماعة؟ وما هي أنواع الجماعات؟

 

يمكن تعريف الجماعة الصغيرة بأنها: \"تجمٌّع لعدد صغير نسبياً من الأفراد بشكل يمكنهم من التفاعل الدائم من خلال اللقاءات المباشرة (وجهاً لوجه) ويشعرون فيما بينهم بالتجاوب النفسي من خلال إحساسهم بالإنتماء لعضوية جماعة واحدة\". ونستطيع أن نستخلص من هذا المفهوم أن الجماعية:

 

1. هي تجمع لعد صغير نسبياً من الأفراد.

2. أن هؤلاء الأفراد يتفاعلون معاً ويشعرون بالتجاوب نفسي فيما بينهم.

3. أن هذا التجاوب النفسي بينهم ينشأ من خلال إحساسهم بالانتماء لهذه الجماعة.

وتُعتبر الجماعة بمثابة الخلية الأساسية لأي بناء تنظيمي أكبر، فمن مجموع الأسر يتكون المجتمع ككل، ومن مجموع الأقسام والإدارات وجماعات الصداقة والمصلحة وغيرها يتكون البناء التنظيمي لأية شركة أو مصلحة حكومية أو غير ذلك من أنواع المنظمات.

 

وتنقسم الجماعات داخل المنظمة (أو الشركة) إلى نوعين أساسيين:

1- الجماعات الرسمية:

 وتتمثل في تلك الجماعات التي يتم تكوينها بقرار من السلطة الرسمية في التنظيم باعتبارها الإطار الرسمي الذي يمكن من خلاله تحقيق الأهداف المطلوبة.

مثال: قسم التسويق مثلاً أو إدارة التسويق هذه الإدارة تعتبر جماعة رسمية أصدرت إدارة المنظمة قراراً رسمياً بإنشائها.

2- الجماعات غير الرسمية:

 وهي جماعات تتكون وتظهر بشكل تلقائي نتيجة وجود مصلحة مشتركة بين أعضائها أو وجود شكل من أشكال الصداقة أو التقارب بين أعضائها، ولا تتدخل إدارة المنظمة في تكوين هذه الجماعات وأيضاً يكون لهذه الجماعة الغير رسمية تأثيرها البالغ على تصرفات وسلوك كل فرد من أفرادها.

 والآن وبعد أن عرفنا مفهوم الجماعة وتعرفنا على أنواع الجماعات في العمل نستطيع أن نجيب على السؤال الذي طرحناه في البداية وهو لماذا تنجح بعض الجماعات في تحقيق أهدافها دون الأخرى؟

في الحقيقة هناك مجموعة من العوامل التي تؤثر على نجاح الجماعة سواء أكانت رسمية أو غير رسمية وتساعدها في الوصول إلى أهدافها وأبرز هذه العوامل هي:

1- قيادة مناسبة:

 فقائد الجماعة يمارس تأثيراً لا يمكن إنكاره على سلوكها وعلى قدرتها على تحقيق أهدافها فهو الذي ينسق بين جهود الأعضاء ويوجه تلك الجهود بما يتفق مع الهدف.

ويجب على القائد الكفء أن يتحلى ببعض الخصائص السلوكية ومن أهمها:

-  أن يكون صبوراً وقادراً على الإصغاء الجيد.

-  أن يعطي الفرصة الكافية لكل عضو من أعضاء المجموعة ليعبر عن رأيه في حرية ووضوح.

 

-  القدرة على تنمية الحلول البديلة للمشكلة من داخل المجموعة.

-  عدم الإنفراد باتخاذ القرار ثم فرضه على المجموعة.

- أن يكون مقتنعاً بأن كونه قائد للمجموعة لا يعني أن رأيه غير قابل للمناقشة بل عليه أن يقدم آراءه في شكل استفسارات لفتح باب الحوار والمناقشة.

2- مزيج مناسب من الأعضاء:

  فالتجانس بين أعضاء المجموعة يعتبر أمراً ضرورياً لزيادة فاعليتها، ويظهر التجانس في العمر والنوع ومستوى الثقافة.

3- درجة عالية من التعاون:

 ترتبط درجة النجاح التي يمكن أن تحققها الجماعة بمستوى التعاون بين أعضائها.

وتشير الدراسات والبحوث إلى أن الجماعات التي يرتفع فيها مستوى التلاحم بين أعضائها تتمتع بمستوى عال من الإنتاجية والرضا عن العمل.

4- الثقة المتبادلة:

 من العوامل الرئيسية التي تؤثر على مستوى كفاءة العمل الجماعي مدى الثقة بين أعضاء الجماعة فإذا كان كل واحد منهم يثق في سلوك زملائه الآخرين وقدراتهم وكفاءتهم، فسيكون غير متردد في بذل قصارى جهده في سبيل تحقيق أهداف الجماعة معهم، أما إذا حلَّ الشك محل الثقة فإن النتيجة من المنتظر أن تكون عكسية تماماً.

 

5- الحجم الأمثل:

 يختلف الحجم المناسب من جماعة إلى أخرى تبعاً لحجم العمل المطلوب إنجازه، ومع ذلك تشير بعض الدراسات أن الجماعة التي يتراوح عددها بين خمسة وسبعة أفراد هى التي يمكن أن تحقق أعلى درجة من التفاعل والتلاحم بين أعضائها.

- وبعد أن تعرفنا على العوامل التي تؤثر على نجاح الجماعة وتساعدها في الوصول لأهدافها يتبقى لنا معرفة بعض الآثار السلبية للجماعات والتي يجب تلافيها للحفاظ على فاعلية المنظمة:

1- تشجيع البعض على التهرب من المسئولية:

 فهناك بعض الأفراد ينتهزون فرصة العمل الجماعي لإلقاء العبء على الآخرين والتهرب من تحمل المسئولية وقد يساعدهم على ذلك عدم وجود تخصيص واضح لما يجب أن ينجزه كل فرد في إطار العمل الجماعي.

 

2- تطابق التفكير والسلوك:

 من بين الانتقادات الأساسية التي يوجهها البعض للجماعات أن أعضاء الجماعة الواحدة يصبحوا متطابقين في السلوك والتفكير فيتصرفون ويفكرون بنفس الطريقة.

 وفي الواقع إذا حصل ذلك فإنه يؤدي إلى قتل المبادأة الفردية مما يضر بالفرد ذاته من ناحية وبإنتاجية الجماعة من ناحية أخرى فالفرد عادة يكون له رأياً متميزاً ولكن أمام اتفاق المجموعة على رأي آخر حتى ولو كان خاطئاً قد يدفعه ذلك إلى التشكك في رأيه بل في طريقة تفكيره ككل.

 وكما قال أحد المديرين عن مساعديه: \"إذا كانوا جميعاً سيوافقونني في الرأي فليس لي حاجة بهم جميعاً\".

 

 خاتمة:

ها نحن قد عرضنا عليك أيها القارئ الكريم عوامل نجاح الجماعات وأبرز السلبيات التي يجب الحذر منها، وما بقى إلا العمل على تمكين عوامل النجاح وإقرارها وتجنب السلبيات ومنع حدوثها والله نسأل أن يوفقنا إلى كل ما فيه خير ونفع لسائر المسلمين.

وإلى لقاء قريب إن شاء الله - تعالى -...والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply