كيف تتجاوز نفسك وتفكر خارج الصندوق (2-2)


 
 
 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

المشاركة + الإطلاع+ الإلهام + ا

معادلة النجاح ذات النقاط التسع

لناس+ المكان+المنتج+التصور + الطريقة= الاهتمام والتعاون والابتكار

 

وقد توصل الكاتبان إلى المعادلة من خلال خبراتهما الناتجة من خلال علاقاتهما بالعملاء المختلفين حول العالم، وعلاقاتهما بالأفراد ذوي الإبداع المتميز في كل تخصص تقريباً. وقد تم تطبيق كل عنصر من العناصر التسع للمعادلة في مشروعات مع شركات كثيرة شهيرة وناجحة مثل جنرال إلكتريك، وجونسون، وAT&T، وأبل للكمبيوتر.

 

وعادة ما يحدث الفشل في العمل والحياة الشخصية عندما يفقد الناس التركيز، ولقد أدركنا بشكل فطري أنه بدون التركيز والاتجاه، فإن الطاقة والموهبة والقدرة تكون ضعيفة. إن أكثر الأفراد فاعلية يعرفون قيمة تركيز مواردهم على أهداف ونقاط محددة، وعلى الرغم من أن معظم الناس يدركون هذا المبدأ، فلا يزالون يفشلون في توجيه جهودهم تجاه هدفين أو ثلاثة من الأهداف الرئيسية مجتمعة، ولذلك فإن معادلة النجاح مصممة لمساعدة العاملين على تحديد الهدف. والمقصود بالتركيز هو أن تركز على المشروع الذي في يدك، وهذا يسمى (تحديد نطاق البحث)، وعملية التحديد هذه تساعد على تجنب ضياع الوقت والطاقة والموارد الثمينة. والهدف النهائي من المعادلة هو الاهتمام والتعاون والابتكار أو الإبداع. ونوضح عناصر هذا الهدف في الآتي:

 

• الاهتمام:

بمعنى أن تهتم باحتياجات الناس، ومنهم عملاء مشروعك، وللاهتمام أهمية كبيرة، فالمهتمون يشعرون بحق بإحساس شديد تجاه الاحتياجات البشرية، ويلاحظون ما يجب القيام به لتصحيح المشاكل. كما أن الإصرار على القيام بالصعب يأتي من الإحساس بالاهتمام العميق باحتياجات البشرية، وأيضاً بالنجاحات التي حققتها البشرية. علاوة على أن الاهتمام يؤدي لتحفيزك للقيام بالعمل والنجاح فيه.

 

• التعاون

استأصل البيروقراطية التي تخنق التعاون والمشاركة: قالها جاك ويلسن رئيس شركة جنرال إلكتريك.

 

التطور في النظرة للقيادة في العمل أدى إلى مزيد من التعاون، والعمل من خلال فريق العمل، فلا يوجد من هو ذكي بما يكفي للعمل بمفرده. ونذكر هنا بما يكرره دائماً العالم المصري أحمد زويل الحاصل على نوبل في الفيزياء بأن العمل وسط فريق هو ما ساعده على الحصول على الجائزة الرفيعة، وما يقترحه دائماً على الشعوب العربية كي تتقدم من العمل ضمن فريق بدلاً من تشتت الجهود، والعمل الفردي، فالعمل وفق هدف مشترك يعمل عليه أبناء الشعب الواحد بشكل جماعي يحقق لهم التقدم، وبما أن العمل الجماعي أصبح ضرورياً أكثر وأكثر فإن روح التعاون أصبحت ضرورة لا غنى عنها.

 

• الإبداع

لم تعد نفس الحلول القديمة مفيدة في الوقت الحاضر، فقد بدأ الناس يملون سريعاً من التكرار والصور المقلدة، فالمكان الذي يفتقر إلى الإثارة أو الخيال أو الإبداع أو مصادر الترفيه يكون كئيباً بل فاقداً للحياة.

 

إن الاختراع والتجديد والأصالة هي قوام الحياة لأي شركة أو مؤسسة أو حكومة. وقد لا يعني هذا ابتكار منتجات جديدة بقدر ما يعني ابتكار طرق جديدة لتسويقها.

 

وبدون ترسيخ أساس من الاهتمام والتعاون والإبداع الحقيقي، فلن تجد ما تعتمد عليه باقي معادلة النجاح. فالمكونات الثلاثة هي الطريق التمهيدي في طريق أي فرد للنجاح، وبدونها لن يكون لديك ما تعتمد عليه. قد يتخذ بعض الناس طرقاً مختصرة للنجاح لكنهم عادة يفشلون.

 

وعودة لبقية عناصر معادلة النجاح، نجد المعادلة تحتوي على ما يلي:

• المشاركة

• كيف تحقق المشاركة؟

شارك أنت الآخرين أولاً أنشطتهم وأعمالهم وستجدهم يشاركونك بعدها خاصة وأن الناس بشكل طبيعي ترغب في المشاركة، وجزء من مجموعة وكونك مشاركاً يحقق رغبة الآخر في المشاركة والاهتمام هو نتاج المشاركة أو على الأقل أحد أجزائها.

 

• الاطلاع

عليك أن تعرف شيئاً لتقوم بعمل شيء ما فالمعرفة والمهارة والقدرة يمكن تطويرها فقط عندما نكون مطلعين. وعادة ما يكون العمل بدون معلومات أمراً غير مسئول، وهناك تصنيف مشهور للمعلومات التي تميز البيانات، وهو:

1. من الجيد أن تعرف.

2. إنك بحاجة إلى أن تعرف.

3. إنك بحاجة إلى أن تعرف بشكل إيجابي وقاطع.

وننبه إلى أن الأفراد المطلعين لديهم: الحقائق ليتصرفوا، والمعرفة لينجحوا.

 

• الإلهام

ما هو الإلهام؟ هل هو المظهر الجيد؟ الجاذبية الشخصية؟ الحضور الذهني؟ المستوى الاجتماعي؟ السمعة؟ إن كل هذه الصفات هي أجزاء منه، لكن القدرة على إلهام الآخرين أكثر من ذلك، بل تتعدى مجرد الحصول عليه. ويصلنا الإلهام من خلال من يحققون النجاح الهائل والأهداف الجديرة بالاهتمام في حياتهم لصالح الآخرين، ويصلنا من أصحاب القيادة الجادة الذين يتغلبون على المصاعب. فنحن نسعد عندما يقوم شخص ما بعمل يجعل الحياة أفضل وأجمل للآخرين. إن الإلهام الحقيقي ينتج من إنجاز الأفعال أو من إبداع شيء جديد، أو من إحياء شيء قديم يفيدنا بشكل مباشر أو غير مباشر، فالإبداع يخلق الإلهام، والعكس صحيح.

 

• الناس

لقد أصبح للتطوير والتدريب الأهمية القصوى في المؤسسات وذلك لأن المطلعين والمتعلمين يميلون إلى التعاون. فتطوير الأفراد له أهمية كبيرة في تطوير أي مؤسسة، ولا ينبغي على الشركات أن تخاف من الإنفاق على تدريب أفرادها.

 

• المكان

إن مكانك هو بيئتك، والتحدي الحقيقي هو أن تثري بيئتك بقدر الإمكان، فإذا كنت قائداً، فإن التحدي الذي يواجهك يتضمن إثراء البيئة التي يعمل فيها الأفراد الذين تقودهم، والمقصود ليس فقط بيئة العمل الخاصة بك، ولكن البيئة التي تعيش فيها، وهذا يتضمن منزلك، ومنازل كل من يعملون في مؤسستك، إننا جميعاً يجب أن نعيش ونعمل في أماكن خصبة.

 

• المنتج

إن ابتكار نماذج وأصناف وخدمات يبدأ من تغيير العملية الإنتاجية، فإذا رأينا حاجة ما، أو مشكلة أو فرصة، فعلينا أن نتحرك للتعامل معها، فكلما زدنا نجاحاً في إبداع الحلول لإشباع الحاجة ولحل المشكلة ولاقتناص الفرصة، كلما أصبحنا أكثر إلهاماً.

 

إن تطوير المنتجات أو الخدمات الجديدة، أو تحسين المتواجدة منها لدينا، يتطلب أفراداً ملهمين، يعرفون كيف يفكرون بتحرر، فالمنتجات الأصلية يتم ابتكارها عندما يعمل ويعيش الأفراد المهرة في بيئات إبداعية.

 

وبهذا نكون عرضنا المكونات التسع لمعادلة النجاح. ويبقى أن ندمج التصور معها لجعل المعادلة تنتج الاهتمام.

 

• التصور

إن تصورنا هو تعبير عن أهدافنا وطموحاتنا وأغراضنا، إنه ما نرغب في القيام به أو إنجازه، وطريقتنا هي تعبير عن كيفية القيام بهذه الأشياء، لذا يجب أن تكون الطريقة حقيقة في تصورنا.

 

7 خطوات للخروج من الصندوق

وهي مرحلة إبداعية لتطوير المشروع، كما أنها هيكل يضمن الخطوات المناسبة لتنفيذ المشروع قد تم التخطيط لها مسبقاً، وليس في منتصف العملية، وهذه الخطوات هي:

 

1. الخطة الرئيسية

2. تطوير الفكرة.

3. الاتصال.

4. التنظيم.

5. الاسترجاع.

6. لوحات البيانات(لوحة الإيضاح).

7. مشاركة الأفكار.

 

أولا: الخطة الرئيسية

وهي الخطوة الأولى وتتضمن: إلقاء نظرة عامة على كل أهداف ومتطلبات، ونتائج المشروع، إنها تقدم الأساس الذي يعتمد عليه كل شيء آخر. وهي توضح المتطلبات الإجمالية للوصول إلى نتيجة نهائية مطلوبة ومحددة، إنها توجه الأفكار وتقدم السيطرة الكاملة على المشروع. إن هذه الخطة الرئيسية سيستمر عرضها كلما حدث تغيير، وسيُعاد تشكيلها في مرونة كلما تطور المشروع. وعلى أحد أفراد الفريق أن يظل مسئولاً عن إبقائها دائماً أمام المجموعة، فيجب أن تكون مرئية بكل سهولة ولا يجب أن تُوضع في خزانة وتنسى مثل باقي خطط العمل، بل يجب أن تظل معروضة بشكل مثالي في مركز الفريق حتى تكون أكثر فاعلية.

 

ثانياً: تطوير الفكرة

يتعلق تطوير الفكرة بالتوسع التام في الفكرة التي تكونها الخطة الرئيسية، ويتم عرض الأفكار الناتجة عن الخطة الرئيسية على لوحة تطوير الفكرة، وسوف يكلف أحد أفراد الفريق بمسئولية التأكد من عرض الأفكار بطريقة مفصلة ومطورة.

 

ثالثا: الاتصال

يعد الاتصال ضرورياً للتعبير عن تفاصيل المشروع الرئيسي أو أي حدث أو نشاط آخر، وعادة ما تقوم خطة الاتصال بتوجيه الأسئلة التالية والإجابة عليها:

- من الذي يحتاج إلى معرفة؟

- ما الذي يحتاجون إلى معرفته؟

- متى يحتاجون إلى هذه المعرفة؟

- ما الوسيط الأفضل لتوصيل المعلومات؟

إن لوحة الاتصالات يمكن استخدامها فيما بعد كقائمة لضمان القيام بالاتصالات، ويجب أن يُكلف أحد أفراد الفريق بمسئولية التأكد من القيام بالاتصالات المناسبة، فالاتصالات الجيدة تضمن المشاركة والمساهمة والإدراك الكامل.

 

رابعاً: التنظيم

يعد التنظيم أمراً ضرورياً لضمان عدم تجاهل أي تفاصيل، ومن ثم يحتاج تنفيذ المشروع إلى تنظيم التفاصيل حتى لا يُنسى أي منها. إن خطة التنظيم تعد يدي المشروع وقدميه، وتجيب على الأسئلة التالية:

 

- ما الذي يجب القيام به؟

- من الذين يقومون به؟

- ما موعد الانتهاء منه؟

- ما هو التدريب وما هي استراتيجيات التطوير المطلوبة؟

يجب أن يُكلف أحد الأفراد بالفريق بمسئولية تجديد لوحة التنظيم والتأكد من صحتها، فقد تتغير الأدوار من وقت لآخر، ولهذا فإن أصحاب هذه الأدوار يجب أن يكونوا على علم بهذا التغيير لتجنب الارتباك والوقوع في الخطأ.

 

خامساً: الاسترجاع

يعد الاسترجاع طريقة لاستخدام الأفكار السابقة، والمشروعات الأخرى التي لم تصل إلى المزيج النهائي أي التي لم يتم تنفيذها. فكون هذه الفكرة لا تصلح لمشروع معين لا يعني أنها لا تصلح لمشروع آخر، فمن الممكن أن يكون استرجاع الأفكار التاريخية والفكرية نقطة انطلاق لأفكار جديدة، وعلى أساسها نقوم بعمل سبق القيام به، فبعض الشركات لديها مراكز صناعية أو أرشيف لحفظ الأفكار من الضياع فشركة والت ديزني فضلاً عن امتلاكها مراكز أرشيفية، فلديها أيضاً موظفو أرشيف يعملون طوال الوقت. ويجب أن يكلف أحد أفراد الفريق بمهمة الحفاظ على المعلومات، وإمكانية الدخول إلى المعلومات الأخرى الضرورية. فليس هناك سبب لضياع أي فكرة في ظل وجود معالجات التخزين الإلكترونية المعقدة حالياً.

 

سادساً: لوحة الإيضاح

وهي الشيء المرئي في نظام السيطرة الذي يسمح لكل فرد أو فريق أن يهتم بالنشاطات اليومية. وتتكون لوحة الإيضاح من خمسة مجالات رئيسية وهي:

- ما يجب القيام به

- ما يتم القيام به

- ما تم القيام به

- المدخلات

- المهام المعلقة

وتعني المهام التي يجب القيام بها تلك التي تحتاج إلى تنفيذ، أما المهام التي يتم القيام بها فهي المهام الحالية.

إن إتمام التقرير يبقي الأفراد على علم بالتطورات الجديدة، حيث يتم إرسال ما قد اكتمل على أنه تم القيام به، وهذا يحافظ على الأفراد مطلعين باستمرار.

من الممكن أن يدخل الأشخاص الآخرين الذين يرون ألواح الإيضاح معلوماتهم عليها لمراجعتها، وكذلك يضع أي فرد يهتم بالمشروع أفكاره على نفس البطاقة أسفل المهام المعلقة التي سيتم التعامل معها.

إن النتائج تخلق مهام تتطلب الفعل، وكذلك تقدم أسلوباً سريعاً وفعالاً لنقل التفاصيل يومياً، ومرة أخرى يجب أن يكلف أحد الأفراد بالمحافظة على تحديث لوحة الإيضاح، فعندما نستخدم ألواح الإيضاح بشكل جيد فإنها تحل محل الاجتماعات والتقارير، ويمكن تكرارها بسهولة من خلال شبكة المعلومات الإلكترونية.

 

سابعا: مشاركة الأفكار

وهي تساعد على توليد الأفكار عن طريق الجمع المقصود بين الأفكار غير المترابطة ظاهرياً على شكل علاقات هادفة، وعادة ما توجد أفكار غير مترابطة وتكون جيدة في ذات الوقت، فإذا لم نقم بشكل هادف بالجمع بين الأفكار غير المتصلة فقد لا نكتشف أبدًا العلاقات والمشاركات القيمة، ويجب على أحد أفراد الفريق أن يقوم بشكل دوري بمتابعة عملية مشاركة أفكار الفريق للتأكد من عدم افتقاد الاتصالات الحيوية، وسوف تساعد تلك العملية الفريق على خلق التعاون والتفكير الحقيقي وتحقيق الأفكار الأفضل، ولا تتم المشاركة فقط من خلال الأفكار في المشروع أو الاسترجاع الأرشيفي، ولكن أيضاً من خلال المشروعات المتداخلة.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply