مديرو المدارس .. مسؤولياتهم جسيمة .. ولكنهم بلا صلاحيات !


بسم الله الرحمن الرحيم

 

ذياب البادي:

كثرة التعاميم وتضاربها تثقل كاهل مديري المدارس.

 

يقع بعض المديرين في مشاكل مزمنة مع المعلمين بسبب سوء العلاقة معهم.

فهد التويجري:

 

بعض أولياء الأمور لا يتعاونون مع مدير المدرسة لتقويم سلوك أبنائهم.

عنّاد العنزي:

 

توزيع المهام الإدارية على المرؤوسين يخفف العبء عن المديرين

مدير المدرسة هو المشرف على جميع شؤونها التربوية التعليمية في مدرسته وهو المسؤول الأول عمّا يدور فيها وما يتعلق بها من أمور كثيرة مثل الطلاب والمعلمين والمشرفين التربويين ومرافق المدرسة وتنظيم الفصول والأجهزة الكهربائية ولوازم السلامة ومجالس أولياء الأمور ووزارة التربية والتعليم وما إلى ذلك، لذا فهو محط أنظار هؤلاء وموطن يستقبل التهم ربما يكون سبباً فيها وربما يكون بعيداً عنه.. لهذا رأت (الدعوة) مناقشة الموضوع مع عدد من مديري المدارس ومعرفة وجهات نظرهم حول موضوع (مديرو المدارس في قفص الاتهام)..

 

أسباب كثيرة للاتهام

في البداية يرى الأستاذ ذياب البادي مدير مدرسة المقريزي أن هناك أموراً كثيرة تجعل المدير يقف في قفص الاتهام من حيث يشعر أو لا يشعر، ويلخص هذه الأمور في النقاط التالية:

1 - هناك من المديرين من لا يجيد ولا يلم بما يُناط به من مسؤوليات ويقع بذلك تحت مطرقة التهم فلا يجيد الإحاطة الكاملة بأهداف سياسة التعليم في المدرسة.

- قد يفتقد المدير مثال القدوة الحسنة بالمدرسة لزملائه.

- تدخل مديري المدارس في مسؤوليات غيرهم مثل تدخلهم في أمور الفصل وتعدي حدوده والدخول في أمور تخص المعلم في الفصل.

- يقع بعض المديرين في قفص الاتهام من جهتين مع أولياء الأمور، إما لجهل أولياء الأمور وذلك بطلب بعض المطالب من مديري المدارس علماً أن النظام لا يسمح بذلك، فينبغي على المدير توعية ولي أمر الطالب بطريقة حسنة وبأسلوب سلس مناسب حسن. ومن جهة أخرى عدم تفهم مديري المدارس لمطالب أولياء الأمور فربما يكون طلب ولي الأمر طلباً سهلاً ويمكن تحقيقه لكن تعسف وتشدد مديري المدارس يوقعه في مشاكل ينبغي هنا توضيح تلك الملابسات في مجالس أولياء الأمور التي تعقد في المدرسة.

- يقع بعض المديرين في مشاكل مزمنة من خلال الاحتكاك بالمعلمين بشكل مباشر حول جداول الحصص والإشراف الصباحي وما إلى ذلك فينبغي العدل والإسهام في إيجاد جو صحي داخل المدرسة تسود فيه الألفة والمحبة وذلك يسهم وينمي المسيرة التربوية التعليمية التي تعود لصالح للطالب.

- ربما يكون المدير محط أنظار المشرفين التربويين، لذا فغالباً ما يقع في مشاكل مع المشرفين لكثرة طلبات المشرفين دون وعيهم بمسؤوليات المدير الكثيرة وأعبائه الجسيمة فهم يطلبون طلبات كثيرة ومقننة وروتينية دون تفهم نفسية المديرين.

- مشاكل مديري المدارس مع الطلاب أنفسهم ولا سيما في المراحل الثانوية، حيث يتعامل مديري المدارس مع الطلاب كأنهم أطفال في مراحل مبكرة من التعليم من خلال رفع الصوت عليهم ونهرهم مع عدم وعي المديرين بالمراحل العمرية التي يمرون بها كسن المراهقة وسماته وخصائصه مما يقود بعض هؤلاء الطلاب إلى مشاجرة المديرين والعزوف الكلي عن المدرسة نهائي.

- تساهل بعض مديري المدارس بالتوجيهات واللوائح والأنظمة الصادرة من الجهات المعنية وعدم اطلاع هيئة المدرسة على التعاميم والعمل بموجبها وذلك من خلال عقد اجتماعات مصغرة لهذا الغرض ومناقشة ذلك معهم لتفهم مضامينها والشروط المنظمة لتشغيلها سبب في رمي التهم على المدير.

- عدم متابعة مقصف المدرسة والتحقق من صحة الأطعمة التي تقدم للطلاب.

- ضعف إشراف مدير المدرسة على أعمال الاختبارات وفق اللوائح التنظيمية مما يوقعه في حرج مع المشرفين التربويين وكذلك أولياء الأمور حول صعوبة الأسئلة وعدم مناسبتها للطلاب.

- إهمال جانب النظافة وحسن مظهر المدرسة والتجهيزات الحديثة وعدم إبلاغ إدارة التعليم عن النقص أو حالة المبنى وأعمال الصيانة.

- تناسي أو تجاهل المكتبة المدرسية والكتب التي تضمها المكتبة.

- المبادرات الارتجالية من مدير المدرسة دون دراسة توقعه في أخطاء فادحة قد لا يعي أهميتها لكن فيما بعد تظهر عواقب أعماله الخاطئة.

- عدم تأهيل مدير المدرسة لوكيل مناوب له في حالة غيابه، إما لحضور دورة أو ما إلى ذلك يوقعه في مشاكل كثيرة، فينبغي عليه تعليم وكيل مناوب له كيفية سير العمل ومتابعة المعلمين والطلاب وكيفية التصرف وإدارة الأمور بشكل صحيح.

- عدم اكتمال الطاقم الإداري في المدرسة مثل الكاتب والمراسل والحارس والمرشد الطلابي سبب في توجه الأنظار للمدير فقط دون توزيع الأعمال.

- مشاكل (الاعتمادات المالية الضئيلة من قبل الوزارة).

- ضعف التواصل بين مدير المدرسة وإدارة التعليم.

- محدودية صلاحيات مدير المدرسة ومشروطيتها إن وجدت مما تجعله مكبلاً ومقيداً وعدم مشاركته في صنع القرار، بل مأمور للتنفيذ.

- (الحوافز المادية) التي ينبغي أن تكون للمدير وهي بالواقع معدومة فلا شك أن لها دوراً في إنتاجية مدير المدرسة ورفع معنوياته وتحسين نفسيته.

- كثرة التعاميم وتضاربها مما يوقع مدير المدرسة في حرج من حيث تطبيقها والعمل بها، فهي تثقل كاهله وتجعله يهملها ولا يلتفت لها، لأنها تهطل على المدارس بغزارة وربما يصعب تطبيقها لأسباب منها إمكانات المدرسة من حيث المباني الحكومية والمستأجرة والمناطق التعليمية مثل المدن الكبيرة والأرياف والهجر.. إلخ.

- عدم حرص مديري المدارس على حضور الدورات التدريبية التي تساهم في رفع كفاءته فهو يهملها ويرى أنها أمور تثقل كاهلة فقط.

عدم تعاون الآخرين.

 

أما الأستاذ فهد التويجري مدير ثانوية ابن الجوزي الليلية فيورد أمثلة لبعض المشاكل التي تواجه مديري المدارس. وهي:

1 - بيروقراطية العمل حيث تحصر الصلاحيات بيد المدير، فالمدير هو الآمر الناهي، لذا يلجأ بعض المعلمين والإداريين إلى مخالفة المدير.

- ضغط العمل حيث تكثر الحصص الدراسية وتنحصر مهمة المعلم في التدريس وبذلك يرفض المعلم أي مهمة توكل إليه من قبل مدير المدرسة، لأنها ليست من مهامه وأعماله، بل تبقى مساعدة للمدرسة وللكادر الإداري.

- ازدحام الدعم المادي والإداري من قبل إدارة التعليم مما يوجد بعض الهفوات في العمل.

- ضغط المدرسة بأعداد إضافية من الطلاب.

- شخصية المدير وتعامله مع زملائه من المعلمين، فالمدير حينما يكون تعامله طيباً وسلسلاً مع زملائه في المدرسة فإن ذلك يكون إيجابياً للحركة التعليمية والمسيرة التربوية في المدرسة والعكس بالعكس فإذا كان المدير فظاً غليظاً في تعامله فإن ذلك ينعكس سلباً على نفسيات المعلمين والطلاب ويحدثون أشياء وتصرفات تخل بالعمل مما يحسب ضد مدير المدرسة.

- عدم تعاون المنزل (أولياء الأمور) مع المدرسة، حيث إن الطلاب ذوي السلوكيات الخاطئة يقومون بالعبث بممتلكات المدرسة مثل الطاولات والوسائل التعليمية مما يكون سبباً في ردعهم ويكون ذلك سبباً في الطعن في مدير المدرسة دون معرفة أسباب تلك المشاكل.

- ضعف تأهيل المدير.

- قدرة المدير على التعامل مع المواقف الصعبة التي تتطلب اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة.

- ضعف دور المشرف التربوي في دعم مدير المدرسة.

- وجود فجوة بين العاملين في الحقل التعليمي.

- سلبية بعض المعلمين في التعامل الحسن وإدارة الأمور في الفصل والأنشطة اللاصفية حيث يكون الخطأ محسوباً على مدير المدرسة فقط.

- جهل بعض أولياء الأمور، حيث يظنون أن أي مشكلة تحصل في المدرسة سببها مدير المدرسة وأنه مطلع على صغائر الأمور وما يحدث في الفصل.. بدون علمهم أن هناك مسؤوليات يختص بها المعلم داخل الفصل والوكيل داخل أي مرحلة والمرشد الطلابي..

- ضعف التنسيق بين مدير المدرسة والمرشد الطلابي في متابعة قضايا الطلاب ومشاكلهم السلوكية وعدم جدية بعض المرشدين في العمل الإرشادي.

 

الإدارة الفاعلة

ويعزو الأستاذ عناد بن ضحوي العنزي مدير مدرسة الخليل بن أحمد الابتدائية المشكلة الأساسية إلى ضعف التأهيل الإداري للمديرين ويقول في ذلك:

تبادر إلى ذهني تلك التساؤلات التي كان يطرحها علينا أستاذ مادة الإدارة المدرسية حينما كنّا على مقاعد الدراسة قبل حوالي عقد ونصف من الزمان، وقد كان ذلك التساؤل حول هل الإدارة علم أم فن؟

فتجاذبنا أطراف الحديث مع أستاذنا وتوصلنا إلى أن الإدارة هي فن يتطلب النجاح في إجادته على الصفات الشخصية التي تصقلها الخبرة والتجربة.

وعلى كل حال فإنه يمكن القول بأن ألوان النشاط التي تعتبر فناً يتركز الاهتمام فيها حول المهارة وحسن التصرف في تطبيق المعارف والمعلومات ويتركز جانب الفن في الإدارة حول مفهوم (رجل الإدارة) بأنه من يولد قائداً أو من كانت لديه سمات شخصية قيادية يصقلها بالخبرة والتجربة ومن ثم يستطيع باستمرار أن يحسن ويجيد فن الإدارة بطريقة ناجحة.

والإدارة شأنها شأن باقي العلوم يجب ألا تعتمد على الخبرة والمشاهدة فقط، وإنما يكمل هذا إطار علمي ونظري يوجه الجانب العلمي ويرشده.

كما توصلنا إلى أن الإدارة في نفس الوقت هي علم يتم فيها محاولة إرساء قواعدها على أصول علمية يمكن أن يهتدي بها رجل الإدارة في ممارسته لعمله.

ويعني جانب العلم في الإدارة بإرساء وتعميق المفاهيم والمبادئ العلمية، وما يرتبط بها من البحث عن المعلومات الجديدة واستخدام الطرق العلمية في الممارسة وفي تناول البيانات وتصنيفها وقياسها ووضع الفروض لها واختباره.

ومن ثم نجد أن الإدارة خلال السنوات الأخيرة حاولت تطوير جوانب العلم بها، ومع أن جانب العلم في الإدارة لا يلغي جانب الفن فإن أهمية الجانب الأول تتزايد باستمرار وتستهدف وضع أسس علمية ثابتة للإدارة.

ولما سلّط الضوء على مديري المدارس ووضعوا موضع الاتهام وتحت المجهر آثرت الحديث على أمور مهمة منها أن دور مدير المدرسة الصحيح هو مشرف تربوي مقيم بالدرجة الأولى وهو المسؤول الأول والأخير عن كل مجريات الأحداث داخل مؤسسته التربوية والتعامل مع كافة العناصر المادية والمعنوية بكل ما يكفل سير الأمور على الوجه المطلوب لتحقيق الهدف المنشود.

ومن هذا المنطلق يجب على مدير المدرسة أن يوزع الأعمال ويكلف زملاءه كل فيما يخصه ومن ثم عليه المتابعة والإشراف فقط ولا يرهق نفسه ويحشرها في أعمال إدارية تضيع عليه الوقت الذي هو في أمس الحاجة له، بل يترك ذلك لمن هم تحت إدارته مكتفياً بالإشراف والمتابعة كما أسلفنا سابق.

فإن تدخل المدير في جميع الأعمال الإدارية وغيرها فقد وضع نفسه في قفص الاتهام وحصل منه التقصير في كل الجوانب الإدارية والتربوية واختلطت أوراقه وضاع وقته ودخل في دوامة كبيرة دونما أن ينجز عملاً واحداً باتقان فضلاً عن بقية الأعمال الأخرى الإشرافية والرقابية والإدارية. وإذا أردنا أن نخرج من قفص الاتهام فلا بد لنا من الإلمام بكافة الأسس والنظريات الإدارية التي تتيح لنا التعامل المرن والأخذ والعطاء مع الطرف الثاني بحيث يكفل سير الأمور على الوجه المطلوب.

وفي نهاية الحديث يتوجب على كل مدير ناجح أن يلتحق بدورات أساسية لتنمية المهارات الإدارية واكتساب المزيد من الخبرة ومن أبرزها:

- فن التعامل مع الآخرين.

- إدارة الوقت.

- الإدارة التربوية الفعالة.

- تقييم المعلمين.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply