تطوير الأفكار


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

التفكير في حد ذاته أمر جميل، ولكن الأجمل هو أن يكتب لأفكارنا الحياة، فترى النور، وتظهر للوجود، فيسعد الواحد منا برؤية أمر تعب في دراسته والتنظير له، وسرعان ما تقوم المشاريع الجيدة ذات الدراسة السليمة، ويبدأ في الغالب نوع من التوسع تتطلبه المرحلة أو الزمن أو المكان، وهنا يحتاج صاحب كل مشروع إلى إعادة النظر في الدراسات الموجودة بين يديه لرفع الكفاءة، وتحقيق الجودة، وتطوير الفكرة.

إن أقدر إنسان على تطوير المشاريع هو ذلك الشخص الذي عايش ولادة المشروع منذ أن كان فكرة بسيطة، ربما يكون فرداً وربما تكون مجموعة جمعها عمل واحد أو أسرة واحدة أو أي رابط اجتماعي، ولذا فاللجوء إلى الغير لدراسة المشروع وتطويره ربما لا يكون ناجحاً بالقدر المطلوب، فإن هناك العديد من العوامل ربما غابت عن الخبير الذي يأتي من الخارج جاهلاً ببعض المؤثرات في مجتمعاتنا، ليست المشاريع التجارية هي فقط المقصودة بكلامي لذا فلنفكر بصورة العموم هذه حتى نسلم من الاختلاف، وحتى نصل لصورة مقبولة عند كل قارئ قدر الإمكان.

لنفرض أننا الآن في وسط الفكرة أو المشروع أترك لكم حرية الأسماء، ولنرسم خطاً وهمياً نكتب في أطرافه \"البداية\" و \"النهاية\" ثم لنبدأ في التفكير معاً.

- كيف بدأت الفكرة؟ ما هي الدوافع التي جعلتنا نفكر في هذا الأمر؟ ماذا أردت أن أحقق من خلال هذا المشروع؟ وكيف أحقق ما أريد؟ وكم من الوقت أحتاج لتحقيق أهدافي التي هي ابتداءً الانطلاق، ومن ثم الاستمرار والإنتاج، وأخيراً التطوير، وإعادة النظر في أوراقي الأولى لمعرفة الخطة العملية التي اتخذتها.

- ماذا أتخيلها في المستقبل، وما الذي أريد الوصول إليه وأطمح في تحقيقه في المراحل الأخرى من مشروعي هذا، ونحن بعد البدء غالباً نصحح ونعمل، ويفترض أن يستمر الأمر بعد ذلك في التجديد والتطوير.

- ما هو واقع الفكرة من حيث السلبيات والإيجابيات، الإنتاج والمصروفات، الأرباح والخسائر، ثم دراسة هذه النقاط بواقعية لمعرفة الأسباب خلف كل نجاح أو فشل في المشروع، ووضع الحلول لما يعيق الإنتاج، ووضع الخطط لاستثمار الأفكار والاستفادة من الإيجابيات.

هي خمسة أسئلة معروفة تشخص المشروع، ماذا أريد؟، لماذا أريد؟، متى أريد تحقيق ذلك؟ كيف أحقق ما أريد؟، وأخيراً هل سأحصل على ما أريد؟

أنا أثق أن العمل المدروس المبني على العقل والمستثمر للعاطفة ينتج، فقط لتكن حياتنا مدروسة دراسة صحيحة، ولنعرف ابتداءً ما الذي نريده ولنستفد من كل موجود ضمن الضوابط الشرعية، وسوف نرى النتيجة عاجلاً، وبصورة أكثر من المتوقع.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply