إدارة الأفراد وإدارة المشاريع


بسم الله الرحمن الرحيم

 

تعريف الإدارة: هي أنشطة مستمرة تمزج بين العلم والفن، واستغلال الموارد المتاحة للعمل استغلالاً كفؤاً لتحقيق أهدافها في ظل الظروف البيئية المحيطة.

رأيت أن أبدأ بالتعريف لما فيه من عبارات توضح المقصود من طرح هذا الموضوع، فالبعض يرى أن هناك فرقاً بين إدارة الأفراد وإدارة المشاريع، وربما يكون لهذا الكلام نصيباً كبيراً من الصحة، ولكن الشيء الذي أعارض فيه هو أن نقول أن البعض يصلح لإدارة المشاريع ولا يصلح لإدارة الأفراد.

ولو قيل العكس لاتفقنا على النتيجة، لأن إدارة المشاريع أكبر من إدارة الأفراد، فكل من يدير مشروعاً سيدير أفراداً بلا شك، ولكن ليس كل من يدير قسماً أو مجموعة أفراد في موقع عمل يصلح أن يدير المشروع كاملاً، وعموماً الرد على هذا الكلام سيكون من عدة أوجه:

-  الناحية الإدارية:

أولاً: من وظائف المدير (والمنسق يمكن أن يقوم بالمهام الثلاث الأخيرة):

1.         التخطيط.

2.         التنظيم.

3.         التوجيه.

4.         الرقابة.

وكما نلاحظ أن ثلاث مهام رئيسية منها تتعلق بالموارد البشرية، والتعامل معها مباشرة، بينما يبقى التخطيط بعيداً عن الاحتكاك المباشر بالبشر، ولكنه يتعلق أيضاً بتوزيع الطاقات البشرية فيما يناسب التخصصات من أعمال.

فالتخطيط: هو الرؤية المستقبلية للمشاريع، ومحاولة الوصول للإجابة عن: (ماذا؟ لماذا؟ أين؟ متى؟ من؟ وكيف؟)

والتنظيم: تحديد الاختصاصات - الصلاحيات - المهام - الإدارات - العلاقات بين الإدارات - وغير ذلك مما له تعامل وتوزيع للطاقات البشرية العاملة في المشاريع.

أما التوجيه فيهدف إلى:

- قيادة العاملين.

- توجيه العاملين.

- الاتصال بالعاملين.

ونلاحظ هنا أن الكلام عن المشاريع اختفى وبقي الكلام عن الأفراد، ولكننا نريد المشروع، فالفرد هو روح العمل، ولا أعمال بدون عاملين.

ثم تأتي الرقابة، ويراد منها المتابعة وتقييم الأداء وتقويمه، بمعنى التحقق من أن الأداء الفعلي يطابق المخطط.

ثانياً: أن المشاريع هي نتيجة جهود بشرية في النهاية، وهذا يعني أن هناك أفراداً يحركون المشروع ويعملون فيه، وإدارة المشاريع لا بد أن يكون فيها الآتي:

** التعامل مع إدارات الشركة التي تنفذ المشروع.

** التعامل مع الجهات والشركات المتعاقدة معنا في التنفيذ.

وهذا القسم يمكن أن يكون:

# دوائر حكومية نرجع لهم من أجل إصدار تصاريح متنوعة تخص العمل وما شابه ذلك.

# أو من أجل أمور تتعلق بالإقامة وخلافه.

# أو تكون شركات مواصلات توفر لنا السيارات والمعدات التي نحتاجها.

# أو تكون شركات توفر لنا مواد عمل صغيرة أو كبيرة.

# أو تكون شركات توفر عمالة لتنفيذ المشاريع.

وغالب مهمات المنسق هي الربط بين طرفين، وتوزيع العمل على الإدارات التابعة للشركة، والتنسيق معها في تغطية كل هذه الجوانب يحتاج إلى رجل إداري يقسم العمل ويتابعه، ويسد الثغرات التي ربما أن تقع، ويكون من شأنها إفساد الأمور، وكما تلاحظون أن كل هذه الإدارات التي مرت معنا والشركات يكون فيها عدداً كبيراً من الموظفين، فمعنى النجاح في التنسيق والمتابعة وبالتالي نجاح المشروع معنى هذا أن القدرة على إدارة الأفراد موجودة.

ثالثاً: الفهم الصحيح للسلم الإداري، وعدم تجاوز المدير المباشر ولو كان مشرفاً أو منسقاً يعطي العمل صورة من التنظيم التي أرى أنها تنجح العمل، ودخول نوع من المحسوبية في العمل، أو دخول العلاقات الشخصية وتأثيرها على علاقات العمل ربما يكون سبباً لوجود خلل إداري يؤخر من تقدم العمل، أو يظهر مشكلة في التعامل بين مستويات الإدارة وصلاحيات الأفراد في الإدارة الواحدة.

رابعاً: وجود الثقة في المنسق الإداري وتحركه ضمن الصلاحيات التي أعطيت له، ووضع حدود صلاحياته له، وللعاملين في القسم أو القسم التي سينسق لها ويجمع بينها من شأنه أن يكون سبباً كبيراً لنجاح العمل.

- الناحية العامة:

** نجاح المنسق في إدارة المشروع يدل على وجود صفات ومهارات تؤهله للمستوى الإداري القادر على الأداء بتميز وهذه المهارات نجملها في الآتي:

1.         مهارة فكرية.

2.         مهارة سلوكية: العلم بأساليب المقابلة والتعامل.

3.         مهارة فنية العلم بالتخصص والأداء.

وهذه المهارات تتفاوت في نسبها والحاجة إلى تركيزها، فمدير لمشروع يحتاج أن يكون هناك تركيزاً في المهارة الفكرية ثم يقل التركيز في المهارة السلوكية حتى تقتصر على ما يحتاج إليه من العلم بمتطلبات الإدارة والاجتماعات وما شابه ذلك، ثم تقل الحاجة للمهارة الفنية كونها تخص العاملين في المشاريع أكثر منه.

بلا شك أن القدرة على إدارة المهام الصعبة تهيئ الإنسان على القيام بالمهام البسيطة، وفي ظل النهضة الصناعية والإدارية التي تمر بها بلادنا نحتاج أن نعيد النظر في الظروف المتاحة للكوادر الوطنية، والاستفادة منهم في وتنمية مهاراتهم، وغير ذلك مما سيكون له دور قوي مستقبلاً في الحفاظ عليهم، وتنمية الأعمال والاقتصاد الوطني.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply