الشخصية الإنسانية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه..وبعد.

إن تكوين الشخصية الإنسانية إنما تتم عن طريق الثقافة الإنسان الفكرية والعقدية، وفلسفته عن الحياة والكون والإنسان، إن محمداً - صلى الله عليه وسلم - عندما غيّر معالم الجاهلية، وبدّل أحوال المجتمع، لم يغيّر وسائل الإنتاج، ولا أدوات الزراعة، ولم يطوّر في وسائل النقل، ولا في هياكل المباني، ولكنه غيّر مفاهيم البشر، وطوّر أفكار الناس، وعبّأهم بثقافة جديدة صحيحة، فأقنع الناس بعقيدة الإيمان بالله وحده لا شريك له، بدل عقيدتهم بالّلات والعزى، وناقش فيهم أساليب السطو، والنهب، وممارسة الخمور والشرور، وأقنعهم بقيم الحياة الفاضلة ومبادئها الراقية، وأخلاقها القيمة، ولما كانت فنون التغيير مهارة خاصة لدى شخصية الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - استجاب الناس له، فآمنوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، وأمروا بالمعروف، ونهوا عن المنكر، وكوّنوا بذلك خير أمة أخرجت للناس، قلباً وفكراً وعقيدة وسلوكاً، وذلك بشهادة الحق - سبحانه وتعالى -.

 

ونحن هنا إذا كنا عازمين على بناء مستقبل أفضل، وحياة أنعم، فما علينا إلا أن نتلمس مناهج التغيير والتعمير التي سنها وانتهجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فإن الله - عز وجل - أقامه قدوة حسنة للعباد في كل مكان وزمان.

 

ونحن بلا شك نملك ثقافة وافية كافية راقية، فيها رصيد كبير من الخبرات المتراكمة، والمعرفة الجازمة، بكيفية إعادة إعمار الأرض، وصياغة الحياة، لتكون أمتنا على مصاف رأس الأمم العظيمة. ومن هنا كان لزاماً علينا - ونحن نسعى للإصلاح والتغيير أن نعرف ثقافتنا الأصلية، وحضارتنا الحقيقية، ونتعلم فنون التغيير والتعمير.

 

إن التغيير عامل هام في حياة الفرد، ونحن إن لم يضع على سلم أولوياتنا تغيير نمط تفكيرنا، ونمط حياتنا، ونتعلم فنون هذا التغيير وصناعة المستقبل فلا يمكن أن نحدث فرقاً في الأيام القادمة، فهذه دعوة لتعلم مهارات وفنون التغيير، ولعلك عزيزي القارئ تجد بين صفحات هذا العدد مبادئ التغيير الهامة التي لا يمكنك الاستغناء عنها لتبدأ بحياة جديدة، وتبدأ بصناعة مستقبلك، والله يوفقك ويرعاك.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply