بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
شعار الأطباء دائما (لا تؤجل حمل اليوم إلى الغد) فعموما لا ينصح الأطباء بتأجيل الحمل للمتزوجين الجدد خشية أن تكون هناك مشكلة عضوية دفينة لأحد الزوجين تمنع الإنجاب ويتم اكتشافها بعد فوات الأوان، فالإحصائيات تقول إن هناك نسبة 1 في كل 7 أزواج يعانون من مشاكل في الإنجاب، فكلا الزوجين لا يعلمان هل هما قادران على الإنجاب أم لا إلا بعد الخوض في التجربة العملية، أما إذا استقر الرأي على تأجيل الإنجاب لاعتبارات خاصة بالزوجين فيمكن تجنب مثل هذه المشاكل المحتملة بإجراء بعض الفحوصات الطبية للزوجين، أهمها تحليل السائل المنوي للزوج للتأكد من عدم وجود أي أسباب تمنع الحمل، وكذلك الزوجة بتحليل هرمون البروجيستيرون serum progesterone في اليوم الـ 22 من الدورة الشهرية.
أفضل الوسائل:
وتأجيل الحمل يتوقف على عوامل كثيرة لابد أن يناقشها الطرفان معاً مع الطبيب المختص مثل: سن الزوجة، طبيعة الدورة الشهرية وانتظامها، الفترة التي يتم خلالها تأجيل الحمل، وأفضل الوسائل التي تستخدم، وذلك بعد توقيع الكشف الطبي على الزوجة، وتتوافر حاليا مجموعة متنوعة من وسائل منع الحمل للزوجين، يمكنهما أن يختارا من بينها أنسبها، لكن يجب مراعاة ما يلي عند اختيار إحدى هذه الوسائل:
- الفعالية (أي ارتفاع احتمالات عدم الحمل أثناء استخدام الطريقة المختارة).
- مستوى الأمان (أي أن لا تكون للطريقة المختارة آثار صحية جانبية).
- الإمكانية (أي مدى سهولة استخدامها).
- رأي الزوج أو الزوجة فيها.
- المعدل الذي يتعين أن تستخدم به.
- مزايا وعيوب هذه الطريقة بالنسبة للزوجين.
- مدى تأثير حدوث حمل خطأ: بمعنى هل ستوجد مشكلة كبيرة إذا حدث حمل خطأ؟ في هذه الحالة يجب استخدام وسيلة قوية لمنع الحمل، إلا إذا كان الطرفان يريدان فقط تأجيل حدوث حمل، لكن إذا حدث بطريق الخطأ فلن تكون هناك مشكلة كبيرة، ويمكن في هذه الحالة استخدام وسيلة أقل تأثيراً.
- المشاركة بين الطرفين: فعدم قبول الطرف الثاني لفكرة التحكم في حدوث حمل، وعدم قبوله التعاون والمشاركة مع الطرف الآخر، يؤثر بشكل كبير على نوع الوسيلة المستخدمة لمنع الحمل.
حبوب منع الحمل:
وتتربع حبوب منع الحمل على رأس قائمة الوسائل المناسبة لتأجيل الإنجاب، وحبوب منع الحمل تستخدمها نحو مائة مليون سيدة في أنحاء العالم إذ تراها واحدة من كل أربع نساء ممن تتراوح أعمارهن بين 16، 49 عاما أفضل وسائل منع الحمل، وبعد مرور أربعين سنة تقريبا على ميلاد أول حبة من حبوب منع الحمل ما زال ثمّة تناقض في الرأي فيها سواء لدى الأطباء أو لدى النساء، فبعض الأطباء يرى أن تناول حبوب منع الحمل يزيد من احتمالات الإصابة بسرطان الثدي وجلطة المخ، والنوبات القلبية وتجلط الدم، بينما يرى فريق آخر أنها تحمي من سرطان المبايض والأمراض التي تصيب جدار الرحم والتهابات الحوض وهي أمراض رئيسية تسبب العقم، بالإضافة إلى أنها تتيح لعدد كبير من السيدات الفرصة لاتخاذ قرار وقف الإنجاب المؤقت، أو اتخاذ قرار معاودة الإنجاب بسهولة أكثر من الوسائل الأخرى، وغالبا ما تكمن سلبيات حبوب منع الحمل في طول فترة استخدامها لأنه لا ينصح طبياً باستخدامها فوق عامين متتاليين، ولذلك فهي تعتبر وسيلة لتنظيم الإنجاب أكثر منها وسيلة لتحديد الإنجاب كما أنها لا تفضل للسيدات اللاتي تعدت أعمارهن 35 عاماً، أو المرأة المدخنة حتى لو كانت في الثلاثينيات.
كما أنه من الشائع عند النساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل حصول تثبيط مؤقت لعملية التبويض بعد التوقف عن استخدام هذه الحبوب. وعلى هذا فإذا لم يحدث الحمل خلال الشهور الستة الأولى من توقف استخدام حبوب منع الحمل فلا داعي للقلق والخوف.
وحبوب منع الحمل وسيلة سهلة ومتداولة، وبعد تطوير صناعتها أصبح منها أنواع كثيرة، والخيارات في أنواعها متاحة إذ إن هناك أنواعاً ملائمة للسيدات البدينات، وأنواع مناسبة للسيدة النحيفة، وأخرى للنساء ذات الهرمونات الكثيرة، كما أن نسبة الأمان في عدم حدوث حمل مع الاستخدام أعلى والفشل فيها أقل مقارنة بوسائل منع الحمل الأخرى، هذا إذا كانت تستعمل استعمالاً صحيحاً، أي تلتزم الزوجة بشروط وضوابط استخدام حبوب منع الحمل كالالتزام بموعد ثابت يومي لا تحيد عنه، بالإضافة إلى اختيار النوع المناسب منها بمساعدة الطبيب المختص.
أما عن أهم مضاعفاتها خاصة في الثلاثة أشهر الأولى من تناولها فقد تكون: الشعور بالغثيان، الصداع، القيء، زيادة في الوزن، ألم عند لمس الثدي، كآبة، نزيف خفيف مؤقت بين الدورات الحيضية، وهذا النزيف ربما يحدث في الشهر الأول من استخدام الحبوب ولكن إذا استمر الحال كذلك فيجب تبديل الحبوب بحبوب أخرى تكون كمية الاستروجين فيها أكثر.
قبل الزواج بشهر
وأقراص منع الحمل المركبة أو المزدوجة من أفضل الأنواع المستخدمة لتأجيل الإنجاب وهي تحتوي على نوعين من الهرمونات- تماثل الهرمونات الطبيعية الموجودة في جسم المرأة- وهما: الإستروجين والبروجستيرون. وعلى وجه العموم تستطيع معظم السيدات أن تستعمل الأقراص ذات الجرعة المنخفضة بفاعلية وأمان، ويفضل أن تبدأ بها الزوجة قبل الزواج بشهر حتى تنتظم في أخذها وتتعود عليها قبل حدوث التغيير الجذري في حياتها سواء النفسية أو الاجتماعية...الخ، حيث تبدأ بها من اليوم الأول من بدء الدورة وتستمر فيها حتى نهاية الشريط المكون من 21 حبة بتناول حبة واحدة يوميا في الوقت نفسه تقريبا من كل يوم، ثم يتلو ذلك استراحة أسبوع بعد نهاية الشريط خلاله تنزل الدورة ويستغرق ذلك ما بين يومين إلى خمسة أيام وفي اليوم الثامن من أيام الاستراحة تبدأ من جديد بالشريط التالي وهكذا.
العزل:
ويرى البعض أن أنسب وسيلة لتأخير الإنجاب هي العزل وهو القذف خارجاً، ومزايا هذه الطريقة أنها لا تحتاج إلى تعليم أما عيوبها:
- غير مضمونة لأن الزوج قد يقذف في الداخل.
- عدم الإشباع الجنسي الكامل وخاصة في بداية الزواج.
- قد تؤدي إلى احتقان للأعضاء الداخلية للزوجة بسبب عدم الإشباع الجنسي مما قد يؤدي إلى آلام بالظهر والبطن وكذلك قد تؤدي إلى زيادة الطمث.
- لا تصلح هذه الطريقة مع الأشخاص الذين يعانون من مشكلة القذف السريع.
- أقل الوسائل نجاحاً حيث تصل نسبة نجاحها إلى 60%.
الواقي الذكري:
أما المانع أو الواقي الذكري (الكبوت) فهو من أشهر الطرق الميكانيكية استعمالاً ومن مزاياه أنه رخيص الثمن ويساعد أصحاب القذف المبكر، كما أنه ليس له أضرار صحية، أما عيوبه فهو غير مضمون، ويقلل من اللذة الجنسية للزوجين وخاصة الزوج، كما أنه يعطل العملية الجنسية لأن تركيبه يكون أثناء الانتصاب.
وصلى الله على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد