علاقات المراهق مع العائلة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

\"عندما كنت صبياً في الرابعة عشرة من عمري، كان والدي جاهلاً جداً لدرجة أنني لم أكن أتمكن من الشعور به إلى جانبي. ولكن عندما أصبحت في الحادية والعشرين من عمري، كنت مندهشاً لما وصل إليه من المعرفة خلال سبع سنوات\". مارك توين .

 

تعتبر العائلة من أهم العوامل التي تؤثر على تطور المراهق ونموه. كتب لورنس شتاينبرغ مؤلف \"سن المراهقة\" أنه \"بغض النظر عن بنية الأسرة وتشكيلتها: والدان، أو والد واحد، طبيعية أو بتشكيل جديد، الأم موظفة أو غير موظفة، فإن وجود علاقات أسرية دافئة يتعلق بشكل جوهري بالنمو النفسي الصحي للمراهق خلال سنوات المراهقة.

وجد خبراء العلاقات الأسرية أن علاقة المراهقين بآبائهم إيجابية وتدعو إلى التفاؤل بصورة أكبر بكثير من ما يتصوره الآخرون، فبالرغم من التفكير السائد بأن سنوات المراهقة تكون مليئة بالمشاكل والصراعات، فإنه لا يوجد دليل حقيقي وجوهري يشير إلى أن هناك مشاكل أسرية في سن المراهقة أكثر من مراحل الحياة الأخرى.

كما أفادت دراسات أخرى بأن الغالبية العظمى من المراهقين يشعرون بالحب والاحترام المتبادل بينهم وبين والديهم. حتى الفجوة بين الجيلين ليست بالاتساع الذي نتخيله، فالعديد من المراهقين يشتركون بنفس الأخلاقيات والمواقف تجاه آبائهم. الفجوة الأساسية تتركز على ما يبدو في الأذواق الشخصية، مثل المأكل الملبس، أنواع القراءات...

إن أسلوب الآباء في التعامل مع الأبناء له بالغ الأثر على العلاقات بينهم.عكف الباحثون على دراسة أساليب أبوية مختلفة والسلوكيات التي تتصل بها لمعرفة ما إذا كان لأحدها علاقة بتطور سلوك المراهق الصحي أكثر من غيره.

من هذا المنطلق ترى الأخصائية النفسية ديانا باومريند، وآخرون من خبراء العلاقات الأسرية أن هناك عاملين أساسيين في سلوكيات الوالدين وهما: الاستجابة والمطالبة.

تشير الاستجابة هنا إلى الدرجة التي يستجيب فيها الوالدان إلى حاجات الطفل/ المراهق بطريقة داعمة ومقبولة. أما المطالبة، فتشير إلى المدى الذي يصل إليه الوالد في عرض مطالبه على ولده، ويتوقع منه سلوكاً مسؤولاً وناضجاً. ومن خلال استخدام روابط مختلفة من الاستجابة والمطالبة، توصل الباحثون إلى أربع تصنيفات مختلفة من أساليب التعامل الوالدي. فالوالد الذي تكون الاستجابة والمطالبة لديه متساويتين يطلق عليه الأب \"السلطوي\"، بينما يصنف الوالد غير المستجيب وغير المتطلب على أنه \"حيادي، أو لا يقدم ولا يؤخر\". الأب المستجيب وغير المتطلب \"متسامح\"، بينما الأب المتطلب وغير المستجيب \"مستبد، فاشستي\".

الأسلوب \"السلطوي\" الاعتدال بين الاستجابة والتطلّب - هو أكثر الأساليب التي تفضي إلى تطور صحي في سلوكيات المراهقين. الآباء السلطويون يتمتعون عادة بالحنان والرعاية، ولكنهم في الوقت نفسه، يفرضون الضوابط والحدود على سلوكيات الأبناء. إنهم يعالجون المواضيع بشكل عقلاني. كذلك، فإن الآباء السلطويين يفصّلون طلباتهم لتتوافق مع حاجيات وكفاءات أبنائهم. وبشكل عام يمكننا القول أن الأطفال الذين يترعرعون في كنف والدين سلطويين يكونون أكثر تكيفاً مع المجتمع، يتمتعون بثقة في النفس، ولديهم شعور بالمسؤولية أكثر من أولئك الذين يترعرعون في كنف آباء \"متساهلين\" أو \"فاشستيين\" أو \"حياديين\".

الأطفال الذين يترعرعون في كنف والدين سلطويين يكونون أكثر تكيفا مع المجتمع

الاحترام المتبادل من أهم لبنات الأساليب البناءة في تطوير سلوكيات المراهق الإيجابية..

 

الاحترام المتبادل:

يبدأ الاحترام من طرفك ليعاملك طفلك بالمثل.

المبدأ هنا هو عامل الآخرين كما تحب أن يعاملوك.

 

احترام الخصوصية:

في سن المراهقة، تتخذ الخصوصية منعطفاً هاماً في حياة المراهق، هذه الخصوصية، سواء من خلال علاقات المراهق مع أصدقائه، أو هواياته الخاصة أو أفكاره التي يحب أن تكون لها بصمتها، يجب أن تحترم، هذا لا يعني أن تترك له الحبل على الغاربº فلا تنس أنك وجهته بداية، وأنك تراقبه وتضبط سلوكياته بشكل غير مباشر وبطرق تربوية عرضنا لها سابقاً.

 

السرية الأسرية:

هناك أشياء تحدث ضمن إطار الأسرة لا يحب المراهق أن يطّلع عليها أفراد من خارج الأسرة مهما كانت صلة قرابتهم، احترم هذه الرغبة لديه وكن صادقاً في تعاملك معها.

 

أخبرهم عن مكانك:

فكما تطلب من أبنائك دائماً أن يخبروك عن مكان تواجدهم، أو يتركوا ملاحظة عند خروجهم إن اضطروا للخروج ولم تكن أنت في المنزل- عليك في المقابل أن تفعل ذات الشيء، دعهم يشعرون أن هذا من الروابط الأسرية التي يتوجب على الجميع الالتزام بها.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply