المدراء السيئون كيف تتصرف إذا لازمك أحدهم


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تشير إحدى الإحصائيات التي تناولت عينات من مواقع العمل إلى أن 61% من الموظفين راضون عن عملهم، بل ومنهم من هو راضٍ, جداً، إلا أن نسبة من يعتقدون أنهم يتلقون معاملة جيدة، أو يعملون ضمن دائرة مدراء بارعين في بناء الفرق، أو مدراء يتخذون قرارات جيدة وفي الوقت المناسب، 36% فقط حيث أفادوا بأن شركاتهم تلتمس اقتراحاتهم من أجل التطوير.

 

تقول أهم المعطيات الثابتة في دائرة العمل التي تمضي فيها سحابة نهارك أن الشخص الذي يمتلك نفوذاً كبيراً على سلوكك العملي هو مديرك المباشر. وبالرغم من أن هذه الحالة ليست عامة، مثل الاستثناء الذي تحمله مجموعة الموظفين تجاهك لتجبرك على ترك العمل باعتبارك قادماً جديداً، فإنها أثبتت صحتها في معظم الأوقات.

يدفعنا هذا إلى النظر بشأن العلاقة بينك وبين مديرك بصورة أوضح، ومع افتراضنا أسوء الاحتمالات، سنطرح نموذج المدير السيئ للنقاش، هنا يصبح السؤال: كيف يتوجب عليك التعامل مع مدير سيئ؟ لمزيد من التركيز على هذا السؤال سنتكلم عن ستة أنواع من المدراء السيئين:

1-  مدير لا يستمع

2-  استبدادي

3-  لا يصنع قرارات

4-  استحواذي، متسلط

5-  مولع بمعاقبة الموظفين

6-  يستأثر بجميع الامتيازات

 

مديرك لا يستمع ولا يريد أن يستمع

يعتبر عدم الاستماع مؤشراً واضحاً على عدم احترام الآخرين، كما أنه يعرض لعادة سيئة جداً تستند إلى فكرة أن الاتصال الشفهي أمر غير ذي بال وليس من الضروري أن يؤخذ مأخذ الجد. لمواجهة هذا النوع من المدراء هناك نوعان من الإجراءات المضادة، يمكن تطبيق كل منهما على حدة أو تطبيقهما معاً.

 

الأول هو التآمر على المدير الذي لا يستمع ولا ينصت وذلك عن طريق طرح نفس الفكرة من قبل عدد من الأفراد في وقت واحد وبأكبر قدر من الإصرار، هنا لن يتمكن المدير من الاستخفاف بما يقال بسبب حجم الكلام المضاعف عن نفس الموضوع من جهة وبسبب عدد الناطقين به من جهة أخرى.

الإجراء الثاني هو الانتقال نحو التواصل الكتابي. يمنح العديد من المدراء قسطاً وافراً من اهتماماتهم إلى الأشياء المكتوبة لأنها تتخذ طابع السجلات الرسمية.

 

مديرك استبدادي إلى درجة كبيرة

تعتبر هذه الطريقة في الإدارة أشبه ما تكون بالإنسان النياندرتالي Neanderthal (البدائي) بالنسبة لنظريات وممارسات الإدارة العصرية.

قد يكون أفضل ردة فعل على هذا النوع هو أن تمرر له بعض المواضيع التي تعرض لطرق بديلة للتعاملº وفي حال دُعيت إلى محاورة لتشرح موقفك عليك بالنقاش الهادئ وحاول أن يكون الحوار خفيفاً قدر المستطاع.

 

مديرك لا يصنع القرارات

هذه منطقة حرجة في طيف التواصل مع المدراء، لأن أسباب الفشل في صنع القرارات كثيرة ومتنوعة. قد تكون بسبب اختلاف احتياجاتك كلياً عن احتياجات مديرك، لذلك لا يوجد توافق بينكما.

هنا يتوجب عليك أن تتحرى وتثبت فشل مديرك في اتخاذ القرارات بالاشتراك مع زملائك، لكي لا يؤخذ موقفك تجاهه على محمل شخصي، أو يُظن أنك تتوهم فيه هذا الفشل لأسباب كامنة خاصة بك. إذا وافق زملاؤك قد يتوجب عليك أن تقود المهمة بنفسك وتدير حواراً خاصاً تعرض فيه للقرارات التي لم تتخذ في الوقت والطريقة المناسبين. إذا لم يفلح الحوار الخاص يمكنك أن تحاول الاستعانة ببعض المساعدين من زملائك لإقحامهم في النقاش المحتدم.

 

يميل مديرك إلى التسلط

هذه في الواقع شكوى نموذجية من المدراء، كما أنها صعبة بالنسبة للكثير من الأشخاص لأن ردود الأفعال نحو سلوك كهذا يمكن أن يتحول إلى غضب متطرف بسرعة كبيرة.

الغضب يحتاج إلى استيعاب، يتبعه إجابة سريعة تشرح أن المدير يدير العمل بشكل غير ملائم في الوقت الحالي، وأنك تعتقد أن هذا السلوك مضاد للإنتاجية، ولا يقود إلا إلى نتائج سيئة مع الأعمال التي تكون في طور التنفيذ.

في هذه الحال يجب أن تكون ردود أفعالك سريعة، لأن الكثير من المدراء لا يدركون أن الطرق التي يسلكونها في إدارة العمل سيئة ما لم يتم وضع المرآة أمامهم في لحظة الإساءة.

 

مديرك مولع بمعاقبة الموظفين

مديرك قد وضع بيتاً للجرو (معنوياً طبعاً، وهو يرمز لوضع الموظفين تحت دائرة الضوء الواحد تلو الآخر لتضخيم عثراتهم ومعاقبتهم عليها) ولا بد أن يكون هذا البيت مشغولاً باستمرار، فعندما يسمح لأحدهم بالخروج منه لا بد من وضع شخص جديد في الداخل فوراً ودون تردد. ومع مرور الوقت يكون قد دار الدور على الجميع داخل بيت الجرو.

هذا يعني ببساطة أن كل شخص ستكون لديه الفرصة ليغضب من المدير بسبب معاملته السيئة، وسيكون سعيداً لو يضعه في بيت الجرو الذي يضع فيه الموظفين.

في وضع كهذا، تغتنم الفرصة أثناء غداء خاص يجمعك ومديرك وتشرح له الآثار السلبية التي يتركها هذا السلوك عليك وعلى زملائكº هنا أيضاً من المفيد طرح بعض الأمثلة ولكن بعيداً عن التوتر والتهديد.

في حال فشل هذا الحل المبدئي، عليك أن تفكر بالدعوة إلى غداء جماعي يضم كل العاملين الذين كان لهم دور في الإقامة ببيت الجرو، والتركيز على بعض النقاط المفصلية مثل أن يبني العاملون بيت جرو لمديرهم.

 

مديرك يستحوذ على جميع الامتيازات

يعتبر هذا التصرف مدمراً في مجال التحفيز والقيم التنظيميةº وفي عالم اليوم لا يمكن مواجهة هذا النوع إلا بسلوك مضاد يمكن أن تعتبره الإدارة إيجابياً.

إذا كان مديرك غير متفاعل ويحب أن يكون هو دائماً في المقدمة، يجب أن تكون ردة الفعل جماعية بحيث يصر جميع الموظفين على مقابلة المدير ومواجهته بحقيقة تصرفه السيئ.

هذا النوع هو نوع من الإدارة الاستبدادية، والمستبد لا ينفعل إلا إذا واجهته قوة حقيقية. خطط للمواجهة بحذر، أضف إليها اعتبارات اللجوء إلى الحل الأخير \"عندها سوف...\"

في معظم الأحيان يكون التصرف المنصوح به مع المدير السيئ هو مناقشة المشكلة معه على طاولة الغداء بطريقة بعيدة عن المواجهة العدائية.لا يوجد ضمان لنجاح هذه الطريقة، وعليك أن تكون مهيئاً إلى تصعيد الموقف فقد يتحول النقاش إلى مشاجرة مع مديرك.

 

احرص أن يكون حوارك عقلانياً وحقيقياً قدر الإمكان، وتذكر أنه لا زال لديك طريقتين يمكن أن تتبعهما:

الأولى: أن تذهب إلى رئيس مديرك وتطلب منه نقلك إلى قسم آخر.

الثانية: أن تجد لنفسك مكاناً في شركة أخرى. وهذا ماكان يتبع وسيبقى الطريقة الأمثل في التعامل مع مدير سيئ جداً!!!

هل فشلت أنت عندما انتقلت إلى العمل في شركة أخرى؟ الأغلب أن الشركة التي تركتها هي التي فشلت وليس أنت!!

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply