لا تعلق فشلك على [ الظروف ] !!


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هو علم وفن جديد ومجال تخصص علمي سلكه عدد من المهتمين بهذا الشأن، إنه علم القدرات والتأهيل وتطوير الذات..علم يدور حول إمكانات الشخص وقدراته وفشله ونجاحه... ومحاولاته المتلاحقة للوصول إلى طموحه...

للوقوف على هذا العلم وماذا يحمل وما الجديد فيه نلتقي بالدكتور سليمان بن علي العلي مدرب إطلاق القدرات وتطوير الذات:

متعة الفشل

الفشل عامل مهم للنجاح:

كيف يكون للفشل متعة وكيف يمكن تحويل الفشل إلى نجاح؟

ـ لا يوجد هناك فشل... استبدل الكلمة بأنك حصلت على نتيجة غير النتيجة المطلوبة، لا تستطيع أن تنكر أنك لم تحصل على نتيجة ولكن ليست التي كنت تريدها، وكرر المحاولة حتى تحصل على النتيجة المطلوبة كما فعل إدسون في اختراعه للمصباح لأن الفشل يكون عاملاً مهمًا للنجاح.

 

ضعف أم نتيجة

هل يكون الفشل من ضعف العزيمة أم أن العقبة التي يواجهها الشخص تكون قوية، وبالتالي تؤدي إلى الفشل؟

ـ بعض الأحيان يكون الفشل من ضعف العزيمة، وأحيانًا من عقبات لا يستطيع الإنسان مواجهتها بسبب ضعفه، وقلة صبره، وتعجله في الوصول للنتائج.

 

سمو الهدف وإبعاد الفشل

كيف يتغلب الإنسان على الخوف والتردد اللذين هما من أسباب الفشل؟

ـ لا يوجد شيء اسمه فرصة تعطى لشخص دون آخر، وإنما المجال مفتوح للجميع ولمن ثابر واجتهد حتى يحقق ما يريد، وسيرة الناجحين توضح ذلك أنهم بجدهم ومثابرتهم وتعبهم وصمودهم واستمرارهم وصلوا إلى النجاح.

 

معوقات النجاح

ما أبرز المعوقات التي تجعل الإنسان يتحطم وكيف يتجاوزها؟

ـ إن الفرد إن لم يحدد مستقبله بوضوحº سيجد الكثير من المعوقات والعقبات التي تحطم مستقبله وتحول بينه وبين تحقيق آماله وطموحاته في الحياة، ومن هذه المعوقات:

ـ التعذر بظروف الحياة وقسوتها، والاتكاء عليها والاستسلام لها، وعدم السعي للخروج والتغلب على هذه العقبات، فينتهي عمره وهو لم يحقق شيئًا من أهدافه بسبب تعلَّقه بهذه الظروف الوهميةº لأن الإنسان هو الذي يصنع الظروف ويوجدها، وليست الظروف هي التي تصنعه.

ـ استخدام الفرد الكلمات السلبية المحبطة التي يقلل بها من قيمة نفسه وقدراته دون معرفة حقيقية لقدراته واستعداداته، فمثلاً عندما يقول المرء عن نفسه: أنا فاشل، لا أستطيع أن أنجح في هذا التخصص أو هذه المهنة، أو يقول: أنا لست ذكيًا ولا يوجد عندي واسطة، أو لست محظوظًا.. إلى غير ذلك، فهذه الكلمات كفيلة بتحطيم نفسك وتدمير ذاتك، وتجنبها العمل الجاد، والسعي الدؤوب لتحقيق أهدافك فتنتهي حياتك الحاضرة والمستقبلة.

اكتشاف الذات وتوجيهها

 

ما المقصود بعلم إطلاق القدرات؟

ـ بالنسبة لعلم إطلاق القدرات هو علم يبحث كيف أن الله - سبحانه وتعالى - أودع فينا قدرات كثيرة فكيف نستفيد منها، والحديث الشريف الذي أعتبره معجزًا يقول: [[كل ميسَّر لما خُلق له]] أي أن ذلك دعوة لأن يكتشف كل واحد فينا ما يسِّر له، أي يكتشف قدراته ثم بعد ذلك عليه توجيهها، والإنسان الذي لا يستغل طاقاته يفشل ولذا نجد شخصًا ناجحًا في موضوع أو مهمة أو منصب وفاشل في مكان أو مهمة أو منصب آخر.

 

التعبير عن الذات

إذا لم يستطع الشخص أن يعبِّر عن نفسه، فما السلبيات الناتجة عن ذلك؟

ـ شعوره بالضعف وأنه مسلوب الإرادة وحقوقه ضائعة، وكذلك لا يستطيع مواجهة أي موقف يطالب فيه بحقوقه فتضيع حقوقه ويشعر في قرارة نفسه أنه مظلوم، هذا يؤدي إلى إحباطه ونظرته الانتقامية نحو المجتمع.

 

من يعمل لابد أن يخطئ

البعض يخاف من الأخطاء والوقوع فيها، فما الحل؟

ـ الحل هو مقاومة هذا الخوف بعمل الأشياء التي يخاف منها، مع أخذ الاحتياطات، ومن يعمل لابد أن يخطئ، ومن يخطئ يتعلم، لكن الخطأ هو الاستمرار في تكرار الخطأ وعدم الاستفادة منه، كما قال - عليه الصلاة والسلام -: [[لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين]].

 

تجاوز الظروف السيئة

أحيانًا تقف الظروف حائلاً أمام الإنسان دون تحقيق أحلامه وطموحاته، نريد رأيكم في ذلك؟

ـ كل إنسان تمر به ظروف مختلفة وعقبات متعددة، ولكن يختلف الأفراد في تجاوزهم لهذه الظروف فمنهم من تحطمه هذه الظروف ويعلِّق أسباب فشله عليها حتى نهاية عمره، وأما الناجحون فهم الذين يتجاوزون هذه الظروف ويتغلبون عليها ولا يجعلون الظروف هي التي تسيطر عليهم وتتحكم فيهم وتكون حائلاً بينهم وبين نجاحهم.

 

المعادلة السحرية للنجاح

محاضرتك التي بعنوان \'أيقظ العملاق وأطلقه\' ماذا تقصد بالعملاق، وهلا أعطيتم القراء نبذة بسيطة عن هذا الموضوع؟

ـ إن هذا البرنامج هو أحد برامجي التدريبية التي قدمتها في أماكن متفرقة في العالم، وهو يقدم للجادين الذين يريدون أن يحيوا حياة ناجحة يحققون فيها أهدافهم، وفي البرنامج يتعرفون بها على المعادلة السحرية للنجاح وعلى الطرق التي يستطيعون بها تحقيق طموحاتهم مع التعرف على العوائق التي تقف في سبيل ذلك.

 

التعليم والحوار والتربية

كيف يعبر الشخص عن نفسه وحقوقه؟

ـ يعبِّر عندما نربيه منذ الصغر على طلب احتياجاته الأساسية، على سبيل المثال: يا ماما أريد أن ألبس، هذه حاجات أساسية، وكلما كبر الإنسان كبرت احتياجاته الأساسية، وهنا نفهم أنه هناك أمور ستُعطى له، وهناك أمور يمكن الاستغناء عنها.

الأمر الثاني: عندما يوجد حوار بين الأم وابنها أو ابنتها: ماذا أفعل في المدرسة؟ فهنا تفهمه الأم ما هو حقه في المدرسة إذا ما تعرض للضرب من أحد زملائه فيشتكي. أو لم يفهم شرح المعلم فتفهمه أمه أنه من حقه أن يسأل معلمه ويشرح له مرة أخرى، ومع مرور الأيام ومع وعي الأم ما له وما عليه يفهم هذا الابن حقوقه وواجباته ويبدأ يمارس دوره في الحياة.

 

الماضي لا يساوي المستقبل

بعض الأشخاص لا يستطيع التخلص من شبح الماضي الذي يطارده ويؤثر على مستقبله، فما الطريقة المثلى للتخلص من هذه المشكلة؟

ـ هناك قاعدة مهمة يجب معرفتها والتي تقول: [الماضي لا يساوي المستقبل] بمعنى أنه مهما حدث لك في الماضي من فشل أو أحداث مؤلمة أو أي إحباطات فلا علاقة لها بالمستقبل لأن الماضي قد غادر وذهب ولن يعود إلا إذا نحن أحضرناه في عقولنا مرة أخرى، لذلك يعيش بعض الناس في الماضي بأحداثه وآلامه، والنجاح في الحياة لا يلقي للماضي بالاً إلا من باب أخذ العبرة والعظة فقط، ولا يتركه يتحكم في حياته المستقبلية حتى لو كان هذا الفشل من أسبوع مضى أو ساعة مضتº لأنها أصبحت من الماضي، وتذكر أنه ليس المهم ما حدث لك في الماضي، لكن ما ستفعله الآن هو الذي سيصنع الفرق في حياتك.

 

التوعية ضرورة

الصغار دومًا لا يُعطَون فرصة للتعبير عمّا يريدون أمام الكبار، فكيف نقضي على هذه الظاهرة؟

ـ بتوعية الكبار في البيت بأهمية إعطاء الفرصة للطفل ليعبِّر ويتكلم عمّا يريد بحرية وبدون كبت أو منع.

 

غياب الحوار

ما أهمية الحوار داخل الأسرة وبين الوالدين والأبناء. وما سلبيات غياب الحوار؟

ـ الحوار مهم جدًا داخل الأسرة وبين الوالدين والأبناء لأنه الوسيلة الإيجابية للتفاهم وتوطيد العلاقات وبناء شخصيات متحدثة لبقة إيجابية وفعالة في المنزل والمجتمع، وسلبيات غياب الحوار هو عدم قدرة الشخص على التعبير عن ذاته واحتياجاته، وهذا يقلل فرصة مشاركته في شتى الميادين ويشعر أنه دمره ولا يستطيع أن يصل إلى ما يريد.

 

وراثة واكتساب

شخصية الإنسان تختلف من شخص لآخر؟ هل هذه الشخصية مكتسبة أثناء الحياة أم وراثية من الأبوين، أو المجتمع؟

ـ من الطبيعي والمفروض أن تختلف شخصية كل إنسان عن الآخر، وكل شخصيات البشر مكتسبة في بعض الجوانب، ووراثية في الجوانب الأخرى.

 

تغيير وليس تحديدًا

كيف يستطيع الإنسان تحديد شخصيته وهل باستطاعته تغييرها؟

ـ لا يستطيع الإنسان تحديد شخصيتهº لأنه للأسف لا يوجد معيار أو اختبار يستطيع أن يحدد شخصية الإنسان بدقة، ولكن يستطيع تغييرها لقول الله - تعالى -: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَومٍ, حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِم} [الرعد: 11].

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply