إنجاز لم ينجز ..« إنجاز التعبير ! »


بسم الله الرحمن الرحيم

 

أراد أحد الزملاء أن يستقطب أحد الشباب للعمل معه، فأراد قبل أن يخطب ودّه أن يسأل عنه أحد الذين قاموا بتجريبه في العمل من قبل، فأجابه المسؤول إجابة موجزة قائلاً: تسألني عن هذا الشاب، لو كنتُ مسؤولاً كبيرًا في الدولة لما ترددت في تعيينه رئيسًا لأحد القطاعات المهمة في بلادي، فهو رجل حيوي ديناميكي متحرك..لكنه لا ينجز شيئًا!

هذه الإجابة الموجزة «الملغومة» تمنحك شقين من الإجابة متناقضين، الأول: أن هذا الموظف يبدو للمحيطين به رجلاً فعالاً نشيطًا متحفزًا دومًا نحو المزيد من العمل والجهد. أما الشق الثاني: فلسوء الحظ أنه قد لا يظهر لكل المحيطين به، لكن سيظهر حتمًا لمن ينتظر نتائج هذه الديناميكية وليس ضجيجها فقط، فهذا الشاب لا يحقق نتائج وإنجازات من حيويته وديناميكيته.

وهذا التشخيص الذي لا يفطن له كل مدير بشأن موظفيه الذين يتراكضون حوله كل صباح كأنهم خلية نحل.. لكن دون عسل يذكر! يقودنا إلى إشكالية في الإدارة العربية، وهي تعريف: الإنجاز.

هل الإنجاز الذي ينبغي أن يوثق في «التقرير السنوي» لإنجازات الوزارة أو الهيئة أو المؤسسة هو الفكرة الجديدة الجميلة، أم الإنجاز هو هذه الفكرة الجديدة متبوعة بآليات تنفيذها وتطبيقها، أم أن الإنجاز «الحقيقي» هو الفكرة الجديدة مع آليات تنفيذها بعد تطبيقها وتجريبها وتقويمها حتى يتم التأكد من جدواها وفاعليتها. دعونا نطبق هذا المعيار «القاسي» للإنجاز على ركام الإنجازات المتراصة في التقارير السنوية للوزارات والهيئات لنكتشف كم نسبة الإنجاز الحقيقي من الإنجاز التعبيري الاستهلاكي!

 

* معادلة: إذا رزقك الله موظفًا كثير الحركة.. كثير الاقتراحات.. كثير التقارير.. كثير التردد على مكتبك.. في كل صغيرة وكبيرة، فافحصه عن بعد، ففي الغالب، أنه قليل الإنجاز، لكنه يغطي قلة إنجازه بكثرة حديثه وحركته!

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply