الانطباع الأول : خطواتك الأولى لقلوب الآخرين ...


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

كلنا يذكر حادثة أو أكثر قررنا فيها قبول شخص أو رفضه وحكمنا عليه من أول لقاء وما زلنا حتى اليوم نحكم على من نلقاهم من أول مرة ولا نعطيهم فرصة أخرى لكي يرسموا لأنفسهم صورة أفضل في أذهاننا، وهذا الحكم هو

ما يطبقه الناس علينا تماماً كما نطبقه عليهم.

ولكن كيف يشكل الناس انطباعهم الأول؟ ما هي العوامل التي تؤثر في ذلك؟ وكيف يمكن أن نشكل انطباعاً جيداً عند الناس من أول مرة يلقوننا فيها؟ لا بد أن هذه الأسئلة والكثير غيرها تتزاحم الآن في ذهنك حول النجاح في تكوين انطباع أولي جيد عند الآخرين.

في الحقيقة في أي مجال كنت فإن الحاضرين سوف يقيمونك قبل أن تتفوه بكلمة واحدة، فحين تدخل إليهم، طريقة دخولك، ملابسك، ثم نبرة صوتك وحدته، والطريقة التي تحرك بها بيديك، أسلوبك في تحريك ذراعيك، كل ذلك يضاف إلى الإحساس الأولي الذي يكونه الحضور عنك، ولذلك إذا أردت أن تلقى آراءك قبولاً، ويثق الحاضرون بخبرتك، ومقدرتك، وأن يلقوا بالاً لما تتفوه به من كلام، لا بد أن تولي هذه العناصر أهمية لأنها فعلاً مهمة.

 

ما لا يقال أهم مما يقال:

إن الرسائل التي يرسلها المتحدث عبر حركاته وسكناته، نبرة صوته، وملابسه، قد تكون في كثير من الأحيان أكثر فاعلية من الكلام القيم الذي يتفوه به. فقد بينت الدراسات أن الحضور ينتبهون لنبرة صوتك وحركات جسمك أكثر من انتباههم لكلامك الذي تقوله، وهناك دراسة شهيرة أجريت من قبل الدكتور ألبرت ميرا بين وكانت نتائج هذه الدراسة هي أن الاهتمام الذي يصرفه المستمعون للمتحدث يتوزع حسب النسب التالية: 7% للكلام، 36 % للصوت والنبرة، 55 % لحركات الجسم.

 

الانطباع الجيد يتكون من النظرة الأولى:

إن الانطباع الأول كما أسلفنا هو ما يعطي صورة واضحة في أذهان الآخرين عنك فليس من اللائق أبداً أن تصلح هندامك أمام الناس ومن الأفضل أن تفعل ذلك منفرد قبل أن تدخل الغرفة، فهناك أشياء أخرى يجب أن توليها الاهتمام بعد أن تصبح بين الحاضرين، مثل الطريقة التي تجلس فيها تعني هنا الكثير، فهل أنت تقف بشكل جيد؟

هل تجلس جيداً على كرسيك؟

وهناك أمر آخر، وهي طريقة توجيه نظرك، وذلك بأن تتجه بنظرك إلى الحضور، فإنه أفضل من النظر إلى أرض الغرفة، أو إلى الخارج من خلال النافذة. ولا تنسَ أن تبادر الآخرين بالسلام والتحية، عرّف بنفسك، وصافح الحاضرين إذا كان الوضع يسمح لك بذلك، وتذكر أنك عند المصافحة يجب أن تدع كفك تستقر بهدوء فإن ذلك سيكون بادرة مودة بينكم، فالمصافحة الجيدة تكون بالكف وليس برؤوس الأصابع. كما أن الوقت من العناصر المهمة جداً لعمل انطباع جيد، ومن أولويات النجاح في أي أمر أن تكون ملتزماً بالوقت طوال الوقت، فعندما تصل متأخراً فإن ذلك يوحي بأنك غير مهتم.

لا تغفل أهم مفتاح.. !

العامل الأول من عوامل نجاح الشخصية والذي يمكن التأكد من فاعليته بوقت كاف قبل أي لقاء مهم هو الملابس. فالملابس تعني الكثير في تكوين الانطباع عند الآخرين وهي رسائل تعريف بشخصيتك، فكر في كل ذلك من جانب أن هذه الملابس تعبر عنك وتترجم أفكارك ونظرتك للحياة.

 

صوتك هو سر جاذبيتك.. !

وعندما تتحدث يجب أن تسمع ويصغي إليك الناس، وهذا يقودنا لنقطتنا الأخيرة هنا وهي صوتك، فهل تعلم أن نبرة صوتك ولهجتك، ووضوح صوتك، كل ذلك تقنيات تضيف مؤثرات لما تريد قوله، وتجعل تأثير آرائك أكبر.

وفي مجتمعنا الحديث حيث يسود تعدد الثقافات وتعدد اللهجات فإن أهم شيء أن يكون كلامك مفهوماً، حاول أن يكون كلامك أقرب للفصحى، فهي مفهومة من قبل الجميع، تحدث بهدوء ليكون كلامك واضحاً لأن الوضوح في الكلام يجعل المستمعين لك يفهمون كل كلمة تقولها، أضف إلى كلامك شيئاً من مشاعرك، فهذا سيعطي أفضل انطباع ويجعل الآخرين يرحبون بك بينهم ويفسحون لك المجال لتتوجه نحو هدفك.

وأخيراً:

أتمنى أن تعطي انطباعاً جيداً في محاولتك الأولى، لأنه من المستحيل أن تكون لديك فرصة ثانية لعمل انطباع أولي عن نفسك.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply