الكلمة مسئوليه...


بسم الله الرحمن الرحيم

 

هذه الكلمة كان يفترض أن استهل بها إفتتاح (المنبر المفتوح)..

 

تأخرت عن وقتها لكن مناسبتها لم تتأخر.

 

هناك، لدى أهل الاجتماع، مصطلح يسمونه (الضبط الاجتماعي) Social Control يقوم هذا (الميكانزم) الاجتماعي بإبقاء الفرد ضمن نطاق السلوك المقبول اجتماعيا، او اخلاقيا.

 

وبغياب هذا الضابط (ينفلت) الفرد من كثير مما ألزم نفسه به إتقاء (النقد) الإجتماعي.

 

المجتمعات عادة، تطور ضوابط لحماية نفسها من طغيان الفردية، التي تميل دائما إلى السلوك التلقائي.

 

يعمل الضابط الاجتماعي، فقط في البيئة التي قد تشكل بها. لذلك، تصنع كل بيئة إجتماعية ضوابطها الخاصة بها.

 

ومن هنا، فإن الفرد متى ما وجد نفسه خارج بيئته الإجتماعية، التي قد تكون الحارة التي يسكن فيها، يبدأ بالتحلل من بعض (الضوابط الإجتماعية)، لأنه لم يعد معروفا. (الجهالة) هنا، تمنحه شيئا من (اللا مسئولية)، فيما يقول ويفعل. عكس ما لو كان (معروفا)، فإنه سوف يخاف على مكانته الإجتماعية، أو الدينية، أو حتى شخصيته الإعتبارية.

 

الاسم، كـ(عنوان)، أو معرّف للإنسان، أهم ضابط إجتماعي، وأخلاقي.. وديني كذلك.

 

من هنا، كانت دعوتي دائما أن تكون الحوارات بالأسماء الصريحة، لتحقيق المصداقية، وضمان (الضابط) الذي يمنع الفرد فينا، من أن يطلق لنفسه العنان، يخوض في عرض هذا، و يسفه رأي ذاك، ويسب الآخر.. لأنه لن تطاله مسئولية.. لكونه غير معروف.

 

أتمنى أن يحقق هذا المنبر ما نصبوا إليه، من مناقشات فكرية رصينة، وارتقاء بمستوى الحوار، وتكريس أدب للخلاف، ينشد الوصول إلى الحقيقة، وليس الإنتصار للذات.

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply