بسم الله الرحمن الرحيم
في تعريف الهدف قالوا أنه (وضع يصبو إليه الفرد أو الجماعة ويحاولون تحقيقه) [1] وفي محيط العمل الجماعي عرف الهدف بأنه (الوضع الذي تنشده الجماعة عن طريق العمل الجماعي وقد يكون هذا الهدف هو سبب وجود الجماعة وقد يختلف كلية عما يهدف إليه كل عضو من أعضاء الجماعة)[2].
وفي الواقع كل تنظيم أو جهد جماعي لا يمكن أن يكون فعالاً ومنتجاً ما لم يكن له هدف أو أهداف يتجه إليه ذلك العمل الجماعي وتتحقق به الآمال والغايات… إلا أن القضية مركز الإهتمام في هذا المقال هو صياغة الهدف وتحديده… وسبب التركيز على هذا الجانب هو أن صياغة الهدف خطوة يعتمد عليها نجاح خطوة أخرى في أي عمل جماعي، وهو تقييم العمل ونقد الآراء وقياس مدى النجاح فيه!!
إن صياغة الهدف مهم إدراك الاستقامة فيه من جانبين:
أولاً: الصياغة من حيث أنها عملية إجرائية.
ثانياً: الصياغة من حيث الشكل والصورة والجوهر، ولا شك أن بين الجانبين تداخلاً وعلاقة…
أما الجانب الإجرائي.. فيتم في بعض الحالات بصورة تقليدية مركزية وذلك بأن يكون في الجماعة رجلاً يمثل القيادة [3]، قوي الشخصية، ملهماً فيحدد هو الأهداف ويقررها على الجماعة، ويأمر بتنفيذها، أو بصورة متطورة أكثر حيث يجتمع كبار الجماعة من أهل التجربة في الحياة ويكونون مهتمين بوضع معين في المجتمع أو في الأمة فيتفقون على أهداف لعمل يصلح من حال ذلك الوضع ومن ثم يدور العمل حول تلك الأهداف.. ويمكن أن يتطور الإجراء أكثر بإدخال عنصر الدراسة العلمية المتخصصة في عملية صياغة وصناعة الهدف أو الأهداف، فتنشأ لجان متخصصة لعمل دراسات عن أصول كل قضية محل إهتمام العمل، وعن الظواهر الواقعية المتعلقة بكل قضية.
ولا يكتمل ذلك أي صناعة وصياغة الأهداف إلا بإدراك الإطار العملي الملائم لطبيعة الأهداف من حيث الشكل والهيكل، والمقصود هنا من حيث إمكانية التعامل مع الهدف عملياً أي عند التنفيذ، والتقييم فالمقاول الذي يريد بناء منزل لا يستطيع القيام بذلك ما لم تكن الأهداف بشكل عملي مرسومة ومحددة سواءً كتابياً أو بواسطة المخططات والرسومات التصميمية، ومن ذلك يمكن تقسيم الهدف من حيث الشكل إلى هدف عام في كثير من الأحيان يكون هو سبب وجود العمل، وهو في حالة المقاول (بناء منزل)، وهدف تشغيلي، أي يساعد المنفذين في تحقيق الهدف العام عملياً ويقدم لهم إطاراً واضحاً يمكن التعامل معه وقياس الأداء فيه، وهو في حالة المقاول حجم المنزل، أي عدد الأدوار والغرف ومواقع الغرف والعلاقات بينها، وعدد الأعمدة والجسور والأساسات وحجمها وكمية الحديد… ونحو ذلك.
وهذا الأمر أي صناعة الهدف وصياغته سواءً في الإجراء أو في الشكل لا يختلف في صورة من صور النشاط البشري وخصوصاً الجماعي منه.
----------------------------------------
[1] - ETZIONI. A. Modern Organizations، 1964.
[2] - أحمد زكي بدوي، (معجم مصطلحات العلوم الإجتماعية)، 1978.
[3] - وهذه في الحالة العامة المطردة في حياة البشر… يستثني من ذلك ظاهرة النبوة حيث أنها تمثل القمة في صياغة وتحديد الأهداف لأن جميع عوامل النجاح في تحديد هدف ملائم متوفر في هذه الحالة.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد