بسم الله الرحمن الرحيم
يمر العالم الآن بتغيرات جذرية على كافة الأصعدة والمستويات، وما لم تواكب المنظمات هذه التغيرات المتتالية سوف تصبح ضحية لهذه التغيرات وربما تنسى من صفحات التاريخ.
ومن الأسس التي نستطيع من خلالها التكيف مع التغيرات هو التدريب الذي له علاقة قوية ومباشرة في التنمية.
إذ لا نماء دون تدريب، يقول Jeffrey Pfeffer في كتابه (الموارد البشرية كقوة تنافسية): \" أثبتت البحوث أن التعليم والتدريب يساهمان بنسبة تتراوح بين 26% - 55% من الإنتاجية، وبالتالي فإن أي تقدم يعتمد بدرجة كبيرة على التعلم والتدريب. وإن قوة التنمية تعتمد أساساً على قوة ونوعية التدريب والبرامج المقدمة للعاملين وذلك لأن التنمية تعتبر هي الهدف الرئيس لكثير من المنظمات إن لم تقل كل المنظمات.
إن قضية التدريب تعد من أهم القضايا التي تؤدي إلى تطور ونماء المنظمات وللأسف أن الكثير من هذه المنظمات لا يعير قضية التدريب أي أهمية أو مردود بل تعتبرها من هوامش الأمور!!.
إن تركيز الاهتمام على التنمية أو الإنتاجية دون النظر والأخذ بمبدأ التدريب هو جهد ضائع ذو مردود وقتي. فإذا أرادت المنظمات أن ترتقي بجودة خدماتها ومنتجاتها فلتلتزم بالمناهج والبرامج التدريبية التي من خلالها تحقق المنظمة أهدافها. يقول Jeffrey Pfeffer في كتابه السابق ذكره عندما ذكر قصة شركة سيلكين للنسيج الحائزة على جائزة بلدريج لعام 1989م عندما نشرت كتيبًا للشركة أشارت إلى أهمية تحقيق الجودة من خلال تفجير الطاقات الكامنة للعاملين وعن أهمية التدريب المستمر للقوى العاملة. هناك أمثلة عديدة لمجموعة من الشركات اتبعت منهج التدريب مقابل التنمية والتحسين، منها على سبيل المثال لا الحصر شركة (فولفو)، شركة (موتورولا)، يذكر Charles Garfield في كتابه \" الإنسان أولاً\" عن شركة (فولفو): \" والتدريب يلعب دوراً هاماً في (فولفو) مع وضع الإنسان في المقام الأول.... \" ويقول عن شركة (موتورولا) \"تتبنى شركة موتورولا فكرة التحسين المستمر في المنتج والخدمة والتنمية الذاتية للعاملين وعن طريق البرامج التدريبية المكثفة التي تعقدها الشركة للعاملين\".
من هذا الذي سبق يتبين لنا أهمية التدريب وعلاقته القوية بالتنمية، وإذا أرادت المنظمات التطور والتنمية فعليها أن تأخذ التدريب على أساس أنه ركن أساسي في استراتيجيتها على المدى الطويل والذي يهتم بتقديم التدريب المناسب للرجل المناسب في الوقت المناسب وعودته للعمل في البيئة المناسبة.
مهما بلغت قوة وفاعلية الآلات الحديثة فلن تكون هي المنبع الرئيس وراء تقدم التنمية في المنظمات والسبب أن هذه الآلات لا تمتلك عنصري الإبداع والابتكار. بينما الإنسان يمتلك هاتين الميزتين أي الإبداع والابتكار اللتين هما أساس التطور والنمو يقول Jeffrey Pfeffer في كتابه (الموارد البشرية كقوة تنافسية): \" فالاستثمار في الجانب البشري يتطلب وقتاً على عكس الاستثمار في الجوانب الأخرى كالتكنولوجيا مثلاً، وبالرغم من أن تنمية الموارد البشرية تحتاج إلى وقت طويل، إلا أن ثمارها تستمر في النضج والعطاء أيضاً لفترات طويلة\"، وهذا يؤيد ما ذكره James m. Higgins في كتابه (تجدد أو تبدد) بقوله: \"الإنسان هو مصدر الابتكار وليست الآلات سوى جزء من ابتكارات العقل البشري\".
إن التدريب يعد هو المفتاح الحقيقي لنمو وتطور المنظمات والأفراد على حد سواء. يقول Malcolm Peel في كتابه (التدريب الناجح للموظفين): \"وغالباً ما يوصف التدريب المرفق بالتربية بأنه إحدى نقاط النمو في الاقتصاد\".
وهنا سؤال يطرح نفسه وهو: متى تحتاج إلى التدريب؟
وللإجابة عن هذا السؤال علينا أن نقيم الحالة التي نمر بها والاحتياجات المطلوبة، فالحالات التي تتطلب التدريب إما أن تكون:
1-حالة علاجية ويستخدم فيها التدريب لعلاج مشكلة أو قصور محدد.
2-حالة وقائية ويستخدم فيها التدريب لصيانة وضمان الاستمرار في العمل.
3-حالة تطويرية ويستخدم فيها التدريب لزيادة وتطوير القدرة التنافسية.
وفي كل الأحوال السابقة نجد أنها تهدف إلى النمو والزيادة مما يؤيد أن التدريب والتنمية وجهان لعملة واحدة.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد