بسم الله الرحمن الرحيم
انطلق معي أخي الداعية إلى الله والمبدع في أساليبك.. ومع هذه الأسطر حتى نجول ونصول ونتعلم فنوناً عملية في تحضير المواضيع:
ما قبل التحضير:
الجمهور:
يجب على المتحدث المتميز أن يتعرف على جمهوره، ما مدى أهمية هذا الموضوع لديهم؟
وما الذي يريدون معرفته؟ وما هي المشاكل التي تواجههم فيه؟ لأن القاعدة تقول: ((شكل حديثك حسب جمهورك)). وكذلك يجب على الملقي أن يعرف كم عدد الحضور التقريبي فإن كان جمهور صغير (أقل من 25) شخصاً فيعلم الملقي حينئذ أن الانتباه أكثر فالأمثلة أكثر والأسئلة والمناقشات ستكون مباشرة مع الجمهور و سيقوم الملقي المتميز بالاتصال بالجميع عن طريق العين.
أما إذا كان الجمهور كبيراً أكثر من ((25 شخصاً)) فسيحدث السَرَحان والهمس مع الجار والتشتت في الانتباه فعند ذلك يقوم الملقي بالربط والتلخيص وتكرار النقاط المهمة ليحافظ على تركيز الجمهور وانتباهه وكذلك مما يجب أن يعرفه الملقي قبل إلقائه: الوقت المتاح له والمكان الذي سيلقي فيه.. فإنهما سيساعدانه على القيام بمهمته.
الهدف:
للأسف أننا في أوقات كثيرة نتحدث بدون أي هدف فلماذا لا يكون لدينا أهداف صغيرة تخدم هدفاً مرحلياً تصب أخيراً في هدفنا الأخير.. من خلال ما سبق نستطيع أن نحدد الأهداف التي يمكن تحقيقها من خلال إلقائنا.. فكيف يصوغ الملقي هدفه؟
إليك هذه الطريقة العلمية المجربة التي يذكرها الدكتور طارق السويدان في كتابه (فن الإلقاء الرائع) فيقول: (اكتب جملة من 25 كلمة أو أقل تشرح موضوع حديثك مرتبطاً بهدفك. وإذا كنت أنت غير واضح في هدفك فكيف يستطيع المستمع أن يتبين هذا الهدف؟).
فعلمية الهدف تعد عملية سهلة وتجعل كل شيء بعدها ينساب سهلاً ويسيراً فأبدأ بها أولاً وستجد كل شيء بعدها سيغدو سلساً، فلعل هدفك الرئيسي هو أن تعرّف الجمهور على شيء جديد. وتجعله يفكر فيه.. ويشعر به ويتذكره دائماً.. فكيف ستصل لهدفك؟
فكر في ذلك جيداً!!.
يقول دايل كارينجي: إن التحضير يعني التفكير والاستنتاج والتذكر واختيار ما يعجبك وصقله وجمعه في وحدة فنية من صنعك الخاص.
* العنوان الجذاب:
تعلّم هذه الأسرار الخفية في اختيار عنوانك: -
1. اختر عنواناً تحدد من خلاله الفكرة الرئيسية للموضوع دون إبراز الفرعيات.
2. الأسلوب الاستفهامي يجلب التشويق دائماً مثل: (كيف تحضر موضوعاً؟).
3. حاول أن لا يزيد عدد كلمات العنوان عن (ثلاث كلمات).
4. استخدم الأعداد في عنوانك فهي تجعله أكثر جمالاً مثل: ((خماسية النجاح))
وأخبرك بسرّ آخر في اختيار الأعداد وهو إن الأعداد الفردية هي أكثر جاذبية واستثارة للسامعين.
5. اجعل العنوان هو آخر ما تكبته فاختياره أسهل آنذاك.
6. ابتعد عن العنوان الذي يكون مكروراً ومشهوراً واجعل فيه إبداعاً وحداثة.
* أمور مهمة في اختيار الموضوع:
1. قبل أن تبدأ في اختيار الموضوع أو كتابته.. صل ركعتين وادعُ الله أن يوفقك وأن يختار لك ما فيه الخير فبيده التوفيق أولاً وآخرا.
2. أن يكون موضوعك مناسباً للتحدث فيه وكذلك مناسباً للحضور.
3. الإبداع والخروج عن المألوف مطلب مهم في كل موضوع يطرح.
4. عندما يكون موضوعك مصحوباً بروح التفاؤل يكون قبوله أحرى ويثير النفوس للعمل فروح التشاؤم تفرضها علينا ظروف هذا الزمن.
5. قبل أن تبدأ في عملية التحضير قم ببعض التمارين الرياضية ثم أجلس في مكان مناسب وتخلص من جميع ما يلهيك ثم ابدأ بالله مستعينا.
ومن المهم..
أن تضع وقت البداية في التحضير وذلك بالقراءة في الموضوع وجمع الشواهد ووضع العناصر وتصنيفها وترتيبها وكذلك وقت النهاية من التحضير بحيث يصبح الموضوع جاهزاً في ذلك الوقت فإن لم تنته فيه لاستطرادات الموضوع وحاجته إلى البحث الأطول والأكثر فإنك إن شاء الله وان اضطررت لزيادة الوقت لإضافات فسيكون انتهائك قريب مما حددته مسبقاً لأن هذا من تجربة كثير من الناس أنهم لا ينجزون إذا تركوا الوقت لأنفسهم مفتوحاً.
مرحلة إعداد الموضوع:
تحضير الموضوع: تذكر هذه القاعدة:
(حدد الموضوع – حلل الجمهور – حدد الهدف – أبدع أفكاراً..).
1 - اجمع المراجع واعرف ما هي الكتب التي تساعدك في تحضير موضوعك.
2 - أقرأ وتمعن.. ثم انتق.. وحتى تجيد الانتقاء لا تترك الدرر التي تلقاها في طيات الكتب أو في الدوريات مثل الجرائد اليومية والمجلات …بل أجمعها وأقتبس منها وأجعل لها عنواناً.
3 - رتب العناوين والمعلومات التي تريد طرحها.
4 - سجل ملاحظتك الشخصية ووجهة نظرك ولا تعتمد فقد على أراء الآخرين وأفكارهم بل تذكر أن لك عقل مثلهم ويمكن أن تضيف وتعدل.
5 - الاستشهاد يعطي الموضوع قوة والاستشهاد يكون ب
(القرآن الكريم – السنة –القصص - الشعر – أقوال وحكم – إحصائيات – وغيرها).
6 - ابحث بجد عن آخر المعلومات وأحدث الإحصاءات ولا تعتمد على ما حضرته قبل عدة سنين.
7 - من المسودة الأولى: اكتب كل الموضوع ولا تدقق ثم اطبعه على الكمبيوتر ليسهل تصحيح الأخطاء إن وجدت.
8 - التعديل: أضف.. ألغ.. عدل.. ثم أعد الترتيب.
9 - التدقيق: دقق اللغة وصحح الأخطاء اللغوية.
10 - المراجعة النهائية: الق نظرة نهائية وتأكد أن كل شيء في مكانه الصحيح.
11 - الاختصار النهائي: تأكد من طول الموضوع وأنه مناسب للوقت واختصر إن لزم الأمر
والآن تكون قد وصلت إلى مرحلة كتابة الموضوع.. وإليك بعض النصائح:
أ. حاول دائماً إذا كتبت أو حضرت موضوعاً أن تكتب جملاً كاملة ولا تكتفي بالترميز.
ب. أكتب فكرة واحدة لكل نقطة فرعية ثم لخصها بحيث لا تزيد عن سطر واحد.
ج. تذكر وأنت تكتب كل جملة أنها:(ترتبط بالهدف.. أنها شيقة وممتعة.. وأنها ذات علاقة بالمستمعين.. وأنها جملة قصيرة).
د. تلطف وليكن كلامك مؤدباً ومراعياً لجميع الحضور.
ه. أن تكون كلماتك سهلة ومعروفة. أعلم أن كل صفحة مكتوبة بالكامل تأخذ في المتوسط 3 - 4 دقائق عند الإلقاء.
و. وفي كتابتك النهائية للموضوع على أوراقك الخاصة راعي التالي:
- اكتب بخط كبير.
- اترك فراغاً مناسباً بين السطور.
- راجع الإملاء والقواعد النحوية.
- لا تنسَ ترقيم الصفحات.
- لا تدبس الأوراق ليسهل تحريكها أثناء الإلقاء.
- ضع أوراقك في ملف حتى تبقى نظيفة ومرتبة.
- الأفضل أن لا تكتب المقدمة والخاتمة إلا بعد الانتهاء التام من الإعداد وحاول في مقدمتك أن تجذب الانتباه وتذكر هدفك ثم تعط فكرة عامة عن موضوعك، وأما في الخاتمة فلخص ما ذكرته خلال كلامك وذكرهم بالأشياء العملية التي خلصت إليها حتى تبقى راسخة في أذهانهم.
- ضع نقطة رئيسية لكل 15 دقيقة.
- أربط حديثك بالموضوع الرئيسي.
- اكتب هدفك ولا تفترض أنك تعرفه.
- لا تحاول تغطية كل الموضوع.. الغ الممل أو البديهي واختصر المقدمات.
- تذكر … أن الخطبة جيدة التنظيم هي نتاج عقل منظم.
- لا تكتب أي كلمة إلا وستضطر إلى قراءتها.
- حدد هدفك قبل جمع المعلومات.
- حضر.. وحضر.. وحضر.. القاعدة: (عشرة ساعات تحضير لكل ساعة حديث).
- وبعد انتهاءك من التحضير تأكد من التالي: -
* اطبع الموضوع، راجع طباعته وتأكد من خلوه من الأخطاء اللغوية والإملائية ووجود الفقرات والفواصل في أماكنها المناسبة.
* راجع مرة أو مرتين وثلاث ولا تمل وتأكد من تغطية الموضوع.
* قدر الوقت بحيث لا يتجاوز المدة الكلية للحديث.
* وأخيراً..
تأكد من المضمون – التنظيم – الأسلوب - اللغة – القواعد النحوية.
أشكال التحضير:
وهنا يترتب على شكل التحضير طريقة الإلقاء ولذا دائماً نقول ونكرر تحضير وإعداد الموضوع أمر مرتبط تماماً بالإلقاء وطبيعته.
1 - القراءة فقط: بحيث يكون الموضوع معد ليقرأ كاملاً وهنا يكفي أن اذكر كلاماً نفيساً للدكتور (محمود عمارة)حيث يقول: (إن خطيب الورقة في وادٍ, والمستمعون في وادٍ,، إنه يسير مع أفكاره المنقوشة لا مع أفكار مستمعيه). إضافة إلى ما فيها من ملل للقارئ والمستمعين ولكن لا بأس بها في بداية الأمر وخاصة إذا كان المتحدث جديداً على الإلقاء حتى يتدرب ويتمرس ثم ينتقل إلى مستوى أعلى.
2 - نقاط رئيسية: بحيث لا يكتب الملقي جميع ما يريد أن يقوله بالتفصيل ولكن يضع أهمها فيكتفي بالعناوين العامة ويدون ما قد يحتاج إلى نصه أو قد يصعب حفظه من آيات وأحاديث وأبيات شعرية ومقولات وإحصاءات وأرقام فهذه الطريقة تجعله يتفاعل أكثر مع موضوعه ومع أعين الجماهير. ويطرح ما يحتاجه من أمامه لا أن يطرح ما هو مكتوب في ورقته (ولعل هذه الطريقة هي أفضل الثلاث).
3 - استيعاب كامل الموضوع:
إلماماً تاماً بفرعياته وشواهده وتدرجه وهذا يجعل الطرح أقوى وذلك مع التأكيد على الاستيعاب الكامل بحيث لا يخل بأي شيء منه وهذا يكون نتاج قراءة وإطلاع مكثف على الموضوع وإلقائه أكثر من مرة مما يجعله محفوظاً للملقي.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد