هل يصلح العطار ما أفسدته الإدارة؟


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

في سوق المستحضرات التجميلية هناك العديد من الحيل والأدوات التي تساهم في معالجة ما أفسده الدهر و عوامل التعرية الأخرى و لكن هل هناك أدوية تعالج ما أفسدته الإدارة و سوء (الدبرة)!؟ أكتب هذا الكلام بشكل عام و لكني أخاف أن يضع بعض مديري الشركات المساهمة أيديهم على رؤوسهم بحثاً عن قليل من التراب!! علي كل حال، كثيرون هم الذين يهمهم أن يعرفوا كيف يتخلصون من (آفة) سوء الإدارة و ليس كيف يخفونها خلف بعض من المكياجات و التصاريح التبريرية.

 

من الممكن إصلاح ما أفسدته الإدارة بطريقتين:

إعادة الهيكلة و أو أسلوب التحسين المستمر. هاتان الطريقتان ليستا على طرفي نقيض و لكن يمكن أن تمزجا و تستخدما في الوقت نفسه. و لعله من المناسب أن نشير إلى أن أتباع أي منهما في وقت معين لا يعني بالضرورة نقص أو تهمة للإدارة. أقول هذا لأن اغلب عمليات إعادة الهيكلة أو التحسين الإداري في شركاتنا و مؤسساتنا تأتي بعيد تغييرات في الإدارة العليا، و يصاحبها بعض من اللغط و التشكيك في الإدارة السابقة، فأصبحت عمليات التطوير و التحسين (تهمة) ينفر منها المديرون بدلاً من أن تكون طريقة إدارية صحيحة و محترمة للتعلم و تفادي الأخطاء. و على فكرة، في الإدارة (والحياة كذلك) الخطأ لا يكون عيباً و لكن العيب هو الاستمرار في الخطأ و تغطيته بـ (ورق التوت)!!

 

إعادة الهيكلة هي مفهوم إداري واسع يركز على ثلاثة محاور تبدأ كلها بكلمة إعادة:

1- إعادة بناء الفكرة أو الرؤية الكلية للمنشاة.

 

2- إعادة صياغة آليات و إستراتيجيات العمل.

 

3- إعادة تشكيل البناء التنظيمي للمنشأة.

 

وقد طغت شهرة المحور الثالث على المحاور الأخرى فارتبطت إعادة الهيكلة بالتغيير التنظيمي و ليس بالتغيير الإستراتيجي و هذا خطأ شائع في المفهوم و تطبيقاته. و كمثال من واقعنا نجد أن النجاح في إعادة هيكلة شركة المواشي، الذي ركز على زيادة تركيز أعمال الشركة في مجالات تخصصية متقاربة، قد ساهم في تحسن عمليات و نتائج الشركة لفترة من الفترات. و لكن تعثرت الشركة بعد الاندماج لأنها لم تعتنق مفهوم التحسين المستمر.

 

\"التحسين المستمر\"هو مفهوم قديم في الإدارة يماثله ما يعرف اليوم بنظام الجودة الشاملة و من أدواته أنظمة السكوركاردز و برامج الأيزو و حلقات الجودة و غيرها كثير. الفكرة الأساسية لهذا المفهوم هي أن الإدارة تعمل بمصاحبة (أو بمعية) آليات للتحسس و كشف الأخطاء و الانحرافات و من ثم معالجتها و الانطلاق في مسيرة التحسين التي لا تنتهي (لذلك يسمى المستمر).

 

شركاتنا و مؤسساتنا تعيش، للآسف، في غفلة عن هذه المفاهيم و ما زالت تعمل تحت وطأة الاعتقاد بأن الخطأ و القصور الإداري عيب كبير لا يجب كشفه و التعامل معه و لكن حجبه بكثير من الإعلانات الموجهة و التصاريح المليئة حد التخمة بالفلاشات و التبريرات.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply