بسم الله الرحمن الرحيم
جهود رجال الأعمال والمديرين في غالبها جهود مشكورة ولكن بعض تصرفاتهم وقراراتهم تكتسب أهمية خاصة وتستدعي دراسة متأنية تساهم في التعرف على سلوكيات مثل هؤلاء الأشخاص المهمين جدا. ومن هذه الأمور مسألتان حيويتان تأسيس المنظمات وانتشال (إنقاذ) المنظمات وهذان الأمران صعبان لا يقدر على أي منها إلا قليل من الرجال المحنكين وسنركز على النوع الثاني من هؤلاء المديرين وهو ما يمكن أن نسميهم بـ (المنتشلون) أو (المنقذون) ونقصد بهم أولئك المديرين أو رجال الأعمال الذين يملكون قدرات هائلة وملكات إبداعية تساعدهم على انتشال أو إنقاذ المنشآت المتردية وإخراجها من مستنقعات الخسائر والمشاكل والإحباطات إلى واحات الرفاهية والازدهار.
ورغم ندرة مثل هؤلاء المديرين إلا أنهم يوجدون في بيئات مختلفة ويعملون بطرق وأساليب متفاوتة ويجمعهم جامع واحد وهو قدرتهم الرائعة على تغيير مسار المنظمة وقلب أحوالها من حالة كسيفة إلى حالة مختلفة تماماً. وتميز المديرين ورجال الأعمال في الإدارة والتأسيس والانتشال ليس حكراً على جنسيات معينة أو ألوان شقراء أو صفراء فليس في الإدارة عقدة نقص أو أوهام وخرافات عرقية.. وكما يوجد في المجتمعات الأخرى أسماء مثل اياكوكا وفورد وواتسون والأسماء واليابانية الأشهر من نار على علم في المال والأعمال.. فإن التاريخ الحديث لإدارة الأعمال في مجتمعنا قد بين بروز عدد من القياديين الذين تميزوا بالقدرة على انتشال الشركات المريضة وتحسين وضعها التنافسي في السوق وتحويل خسائرها الضخمة إلى أرباح مجزية.
وفن الإنقاذ لا يأتي هكذا مصادفة ولا تتدخل فيه العوامل الوراثية كما أنه لا يتحقق بالعلم والخبرة الإدارية المحضة ولكنه يأتي نتيجة لمزيج من هذه المتطلبات التي تجعل القائد المنقذ مختلف تماماً عن المدير العادي الذي يهتم بالمحافظة على الوضع القائم ويعجز عن إحداث التغيير وانتشال المنشأة المتردية وتحسين أحوالها.
من أهم خصائص المنقذين هناك الشخصية القيادية (الكاريزمية)، وتعتبر الكاريزما أحد أغمض الظواهر في تاريخ القيادة.. فهي صفة غير محسوسة لا لون ولا طعم ولا رائحة لها ولكنها تفعل المستحيل.
وللمنقذين كذلك جرأة غريبة وإقدام عجيب على التغيير والتحويل حتى يخيل لك أنهم لا يحبون السكون والوضع السائد وغيرها من تعابير الجمود والسكونية أنهم دائماً يحبون التغير الإيجابي ويتشوقون إليه.
ويمتاز المنقذون كذلك بالنظرة الشمولية والرؤية العميقة للأشياء والفرص والأهداف بحيث يستحيل أن تتشتت رؤيتهم نحو الأهداف الجانبية أو أن تنصرف جهودهم نحو الفرص المؤقتة أو قصيرة المدى ولكنهم دائماً يصطادون الفرص المغرية والمستمرة التي تجعل خصومهم يتساءلون كيف حدث هذا؟
والصفة الأخرى التي تطغي على أمثال هؤلاء المنقذين هي بلا شك خاصية الإبداع والتجديد فهم يأتون دائماً بالجديد من الأفكار والطرق والأساليب والمنتجات.. الخ، وفي هذا شئ من المنطقية فالفكر المستنير المتجدد يقف دائماً ضد الضعف والوهن والاختفاء.
ورغم أن المنقذ قائد صارم في الأوقات العصيبة إلا أنه (قائد إنسان) يبدع أيما إبداع في التعامل مع الجموع البشرية المحيطة به والتواقة إلى تعليماته وتوجيهاته. ويجب أن لا ننسى أن نجاح العملية الإدارية برمتها يتوقف على جودة ومثالية التعامل مع وتحريك العناصر البشرية في المنظمة.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد