يترك الحمل الكثير من الآثار السلبية على جسم الحامل، أو المرأة بعد الولادة، مما يؤثر عليها نفسياً ومعنوياً، فهو يؤثر على الشعر والجسم وخصوصاً البطن. وقد تُصاب كثير من النساء بالاكتئاب نتيجة ذلك، ومنهن من تفكر في الجراحة لاستعادة جمالها.
عن هذه القضية تقول د. هبة عبد الوارث، استشاري أمراض النساء والولادة: في فترة الحمل، يتساقط الشعر بغزارة، وخاصة في الشهور الثلاثة ما بعد الولادة، وللحد من هذا التساقط يجب أن تحتوي الوجبات الغذائية على كمية كافية من البروتين (حليب مسحوب الدسم، تونة، سمك، دجاج..الخ).كما يجب تناول أقراص الحديدº إذ إن أغلب السيدات في هذه الظروف يعانين من فقر الدم، ولا يكشفه فحص خضاب الدم الذي يكون طبيعياً، ولكنه يكون منخفضاً على مستوى الأنسجة، لكن المشكلة أن حبوب الحديد تؤدي للإمساك، مما يزيد احتمال حدوث بواسير الحمل، ولذلك يجب الإكثار من الخضروات والفاكهة، أو تناول حبة حديد كل (2-3) أيام بدلاً من تناولها بشكل يومي.
كما يؤدي الحمل والولادة إلى ترهل البطن، ويعتقد البعض أن ترهل العضلات والبطن، وتشقق الجلد شرّ لابد منه بعد الحمل، ولكن الواقع أنه يمكن الحد من هذا الضرر باتباع برنامج رياضي أثناء الحمل مع تفادي حمامات الشمس التي تؤدي إلى ترهل جلد الجسم بأكمله، وليس فقط ترهل الوجه، كما يجب الابتعاد عن التدخين الذي يساهم في الترهل.
وكذلك يمكن استعمال مستحضرات فيتامين (A) أو استعمال الليزر لعلاج التشققات الحمراء بشكل مبكر، حتى لا تضطر المرأة إلى شد البطن الجراحي.
مشكلة الكلف
أما د. أحمد التاجي أستاذ أمراض النساء والتوليد بجامعة الأزهر فيرى أن من أهم التغيرات التي تتعرض لها المرأة أثناء فترة الحمل هي مشكلة الكلف، وهو عبارة عن ميل متزايد لتلوين الجلد، ويكون نتيجة زيادة الهرمونات في الجسم الناتجة عن الغدة النخامية بالإضافة إلى ارتفاع الكولسترول، ونتيجة أيضاً للتعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة أو التعرض للضوء المباشر النيون ـ الكشافات الشديدة - وهذا يتوقف على نوع البشرة، فالسيدة السمراء لا يظهر عندها بصورة واضحة، وأكثر ما تُصاب به المرأة من الكلف يكون في الحمل الأولº لأن التغيرات الهرمونية تكون عالية.
كما ترتبط مشكلة الكلف بسن معينة ونشاط جسمي في مرحلة البلوغ أو الحمل، لمن تتوافر لديهن الاستعداد، ونادراً ما تُصاب المرأة التي لم تُصب بالكلف من قبل، حتى لو تعاطت هرمونات بأي صورة من الصور.
وهناك أنواع من الكلف مرتبطة بحساسية لأنواع معينة من الطعام أو الهواء، والعلاج - غالباً - يكون بالبحث عن سببه أولاً، وباستعمال الكريمات التي تحمي البشرة من أشعة الشمس.
مشكلات يمكن تفاديها
وفي رأي د. فايزة سليم أستاذة الأمراض الجلدية أن المرأة الحامل لا بد أن تعتني بغذائها وأن تمارس الرياضة بانتظام وتقبل على علاجات التدليك بالزيوت المعالجة، إلاّ أن ثمة مشكلات لا يمكن تفاديها بعد الحمل نتيجة للحمل نفسه، كترهل الثدي أو علامات تشقق البشرة وتمططها.
وفي رأيها أن الحمل عملية صعبة بالنسبة للجسمº إذ يتجمع كل من الوزن الزائد والسوائل فيه وتتمدد العضلات فتصبح ضعيفة مما يسبب فقدان مطاطية البشرة، إضافة إلى تبقعها وظهور علامات التشقق عليها، وتتوزع الكيلوجرامات الزائدة بعد الولادة في مناطق مختلفة بالجسم، وعلى مستوى البطن والفخذين والثديين بالتحديد.
لذا، لا بد أن تهتم المرأة الحامل جيداً بتناول الغذاء الصحي والمتوازن وممارسة التمرين الرياضي بانتظام.
وتؤكد د. فايزة أنه عندما تتمدد الأدمة بطريقة مستمرة لفترة طويلة، فإن البشرة تصبح أقل مطاطية مما يتسبب في تحطم (تكسر) الألياف الرابطة، والنتيجة هي ظهور ما يُعرف بـ \"علامات التشقق\"، وتظهر هذه الأخيرة على أية منطقة من الجسم، وبالأخص على المناطق التي تتجمع فيها الشحوم، مثل البطن والثديين والذراعين والفخذين والمؤخرة. حوالي 90% - 75% من الحوامل، تظهر عندهن هذه المشكلة، فكلما بدأت المرأة بالعناية ببشرتها من سن مبكرة، تكون قللت من احتمالية ظهورها أو تفاقمها، وسهل عليها معالجتها. كذلك لا بد من تدليك البشرة بفرشاة التدليك أو بالقفازات لتحفيز نشاط الدورة الدموية، وأنصح الحامل باستخدام الزيوت الأساسية المعالجة بشكل يومي للحفاظ على رطوبة البشرة وتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات C وE والزنك والسليكا، التي تساعد على إنتاج الكولاجين.
نصائح هامة
أما د. نشوى سيد أستاذة العلاج الطبيعي فتقول: حين تنظر المرأة في المرآة بعد انتهاء فترة الحمل، تلاحظ أن هناك تغييرًا قد أصاب شكلها الخارجي بدءًا من بشرتها مروراً بشعرها وانتهاء بقوامها، ولكن تستطيع أي سيدة تفادي هذه التغييرات إذا واظبت علـى تناول غذاء متوازن ومراعاة عدم زيادة الوزن عن المسموح به طبياً، وإذا حرصت على النوم الهادئ لفترة تتراوح بين(6 -8) ساعات يومياً في غرفة جيدة التهوية، وإذا حافظت على الاستحمام اليومي مع استخدام صابون خال من الصودا لتجنب جفاف الجلد، وإذا واظبت على استعمال الشامبو الملائم لنوعية الشعر سواء كان دهنياً أو طبيعياًً أو جافاً، وإذا ارتدت الملابس القطنية الواسعة، وتفادت استخدام الملابس المصنعة من الألياف الصناعية، وإذا تجنبّت التوتر والقلق والانفعالات النفسية، وإذا تفادت كثرة التعرض للشمس لعدم زيادة اسمرار الجلد وكلف الحمل، واستخدمت الكريمات الواقية للشمس، وإذا تجنبت استخدام صبغات الشعر الصناعية، وإذا تجنبت الإفراط في استخدام مستحضرات التجميل.
وأخيراً فإن على السيدة الحامل ألاّ تنزعج عند ظهور بعض الأعراض والمتاعب الجلدية مثل الزوائد الجلدية بالرقبة، واحمرار جلد الكفين وبطن القدمين، وزيادة إفراز العرق وكلف الحمل، فمعظم تلك المظاهر سرعان ما تختفي بعد الولادة.
التدخين يهدد الحمل
ويتحدث د. سامي هلال أخصائي أمراض النساء والتوليد عن خطورة التدخين على الجمال والحمل فيقول: مادة النيكوتين الموجودة في السيجارة تؤثر سلباً على عضلة القلب والدماغ والرئة وتسبب السرطانات، وللحقيقة للتدخين تأثير كبير في سلب الجمال من الرجل والمرأة.
وقد أكدت الدراسات والبحوث العلمية أن التدخين أثناء الحمل يمكن أن يؤثر على جهاز المناعة في الجنين، وهو ما قد يفسر لماذا الربو ومشكلات التنفس أكثر شيوعاً لدى الأطفال الذين تدخن أمهاتهم. فأطفال الأمهات المدخنات أكثر عرضة للإصابة بالأمراض التنفسية من أطفال غير المدخنات، لكن سبب ذلك لم يتضح حتى الآن.
وقد يُعزى ذلك إلى تغيرات في أعضاء الحس البيولوجية في جهاز مناعة الطفل المسئول عن تمييز ومكافحة الأمراض التي تنتقل بالعدوى والبكتريا.
فالأبحاث الحديثة أكدت أنه من بين (60) طفلاً حديثي الولادة كانت أمهاتهم تدخن أثناء الحمل، و(62) طفلاً آخرين ولدوا لأمهات غير مدخنات أو لنساء أقلعن عن التدخين، تم اكتشاف ضعف إنتاج مركبين هامين لنظام المناعة لدى أطفال الأمهات المدخنات.
كما أظهرت النتائج أن تعريض الجنين لدخان السجائر مرتبط بإحداث تغيرات تضعف دفاعات المناعة الفطرية وتبطئ تطوير نظام المناعة المكتسب.
الرياضة والغذاء مفتاح الصحة
والملاحظ أن بعض السيدات اللاتي ينجبن لأول مرة، يكون لديهن انطباع بأنه بمجرد خروجهن من غرفة الولادة سيعدن تسعة أشهر إلى الوراء كما لو كان الحمل لم يحدث، لكن د. مي محمود، استشارية أمراض النساء والتوليد، تؤكد أنه على الرغم من أن هذا لن يحدث إلاّ أن الوالدة يجب ألاّ تنزعج، خوفاً من ألاّ تعود كما كانت.
وتنصح الوالدات بأن يستسلمن للراحة، لأن كلاً من الحمل والولادة يستهلكان الكثير من الجهد والمشاعر، فلا تتوقع الوالدة أن التغيرات التي حدثت خلال تسعة أشهر ستتبخر في الهواء بمجرد الولادة، فلتحاول أن تنام بعض الوقت كلما نام طفلها أو حتى ترفع قدميها وتسترخي.
وتؤكد د. مي محمود أن الرياضة ستساعد الوالدة على استعادة رشاقتها وسترفع من روحها المعنوية، ومن المهم أن تبدأ برنامجاً رياضياً منتظماً، ولكن في الوقت المناسب، وبعد أن تأخذ موافقة الطبيب لكي تتأكد من أنها قد استعادت قوتها مرة أخرى، ويكون ذلك عادةً بعد (4 -6) أسابيع من الولادة (4 أسابيع بالنسبة للولادة الطبيعية و6 أسابيع بالنسبة للولادة القيصرية). وعندما تمارس الوالدة التمرينات الرياضية يجب أن يُعطى اهتمام أكبر لمنطقة البطن وعضلات القاع الحوضي (مما يساعد على عودة الرحم لحجمه الطبيعي).
وبعد أن تحصل على بعض الراحة، وتشعر بعدم الرغبة في النوم أثناء نوم طفلها، فلتستغل هذا الوقت في القيام بشيء كانت تستمتع به قبل الحمل مثل الرسم، القراءة، التطريز، أو حتى حمّام لطيف. أهم شيء هو أن تأخذ الوقت الذي يكفيها للقيام بما تفعله لكي تسترخي وتعيد شحن همتها.
بالإضافة إلى ذلك، فلتحرص على أن يحتوى غذاؤها اليومي على الكالسيوم. وخلال فترة الرضاعة الطبيعية، عليها التأكد من أن طفلها يحصل على ما يكفيه من الكالسيوم من الأطعمة التي تتناولها، وإلا سيسحب جسمها من عظامها احتياجات الطفل من الكالسيوم، وهذا يقلل بالتالي من كثافة عظامها وقوتها، وهو ما قد يعرضها في المستقبل للإصابة بهشاشة العظام. ويساعدها الكالسيوم أيضاً على الحماية من الكسور الشديدة للعظام، كما يقلل احتمال الإصابة بالسكتات والأزمات القلبية وبعض أنواع السرطان. ويوجد الكالسيوم في منتجات الألبان بالإضافة على سبيل المثال إلى الجرجير، التين المجفف، اللوز، والبرتقال. تأكدي أيضاً من احتواء غذائك على كميات كبيرة من الحديد، فيتامين \"C\"، فيتامين \"E\"، حمض الفوليك، البوتاسيوم، والماء.
مشكلة الدوالي
وينبه د. رءوف زايد أخصائي الجراحة إلى مشكلة الدوالي، ويقول إنها مشكلة شائعة عند معظم نساء العالم، وتظهر باللون الأحمر أو البنفسجي أو الأزرق على الفخذ وعجل الساق وعظام الكاحل بالدرجة الأولى. وهنالك عوامل مختلفة متعلقة بظهور الدوالي، منها الوراثة أو الحمل أو زيادة الوزن، بالإضافة إلى نشاطات الجسم التي تشمل الجلوس لساعات طويلة يومياً أو الوقوف لساعات طويلة يومياً، بالإضافة إلى تأثيرات بعض الأنواع من الأدوية. ونحن نعالج الدوالي بتقنية (سكلروثيرابي) إذ يتم حقن العروق الظاهرة بمحلول خاص يعمل على تحطيمها واختفائها، وهي عملية دقيقة، ولا تسبب الألم.
السجود يحمي من تشوهات الأجنة
ومن ناحية أخرى أكدت دراسة علمية أُجريت في مركز تكنولوجيا الإشعاع القومي بالقاهرة أن السجود لله يحمي الإنسان من الإصابة بالأورام السرطانية، كما يحمي الحامل من تشوهات الجنينº علاوة على العديد من الأمراض الجسدية والنفسية.
وعن الأسباب التي دعته لإجراء هذه الدراسة، قال الدكتور محمد ضياء الدين حامد، أستاذ العلوم البيولوجية ورئيس قسم الأغذية في مركز تكنولوجيا الإشعاع، أن الإنسان يتعرض لجرعات زائدة من الإشعاع خاصة في هذا العصر الذي يعيش فيه محاصرًا من كل الجهات بالمجالات الكهرومغناطيسية.
وحول كيفية تفريغ هذه الشحنات الكهرومغناطيسية الزائدة خارج الجسم يقول: لقد توصلت من خلال الدراسة إلى أن عملية التفريغ تتم عن طريق السجود لله - سبحانه وتعالى -، وهو ما أمرنا به الله - تعالى -وأوصانا به الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (أقرب ما يكون أحدكم من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء فيه).
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد