تمكّن علماء في الولايات المتحدة الأمريكية من تصميم دراسة، استطاعوا من خلالها إثبات وجود ما يشبه \"الذاكرة\" عند فئران المختبر، الأمر الذي يمنح الأمل بتطوير أسلوب البحوث التي تهدف إلى إيجاد عقاقير جديدة لعلاج مرض الزهايمر.
وكان العلماء قد قاموا بإجراء دراسة هدفت إلى تحديد ما إذا كانت الفئران قادرة على تذكر الأحداث وربطها ببعضها البعض، حيث عملوا على تصميم متاهة شعاعية الشكل، تحوي ثماني أذرع تلتقي في المنتصف، يفصل كل ذراع منها عن محور المتاهة باب، يمكن للفئران الدخول من خلاله إلى تلك الذراع.
كما يساعد محور المتاهة الفأر على تحديد مكانه وذلك عند المرور به.
وقد وضع في كل من الحجرات التي تفضي إليها الأذرع الثماني أطعمة مختلفة، بعضها ذو نكهة مميزة كالتوت البري والعنب، والبعض الآخر يحوي طعاماً ذا نكهة اعتيادية، كالغذاء الذي تتناوله الفئران في المختبر، وذلك بهدف مساعدتها على التمييز بينها.
وقد تمت إعادة تقديم بعض الأصناف ذات النكهات المميزة بعد فترة زمنية ليست بالقصيرة، فيما لم تعَد تعبئة الطعام ذي النكهة الاعتيادية. حيث استطاعت الفئران تذكر مكان الأطعمة المختلفة وأوقات تقديمها، الأمر الذي تبيّن من خلال سلوكها داخل المتاهة.
وتشير الدراسة التي نُشرت نتائجها في دورية علم البيولوجيا المعاصر في عددها الأخير، إلى أهمية هذا الاكتشاف، حيث يتم إثبات هذا الأمر، ولأول مرة، فيما يتعلق بالثدييات التي يمكن استخدامها في إجراء تجارب مخبرية (باستثناء بعض أنواع الطيور من الغرابيات)، ما يعطي أملاًًً في إيجاد نوع من الحيوانات يصلح كنموذج يستخدم في دراسات تهدف إلى تطوير عقاقير تحسن من أداء الذاكرة لدى البشر، والتي يؤمل استعمالها في علاج مرضى الزهايمر.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد