بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه أما بعد:-
يعتبر النشاط الطلابي ركيزة أساسية من ركائز المنهج المدرسي بل يعتبر العمود الفقري في بناء شخصية الطالب، حيث أن وظيفة المدرسة تغيرت عبر المسيرة التربوية والتعليمية فهي لم تعد مكاناً لحشو أذهان التلاميذ بالمعلومات، بل أصبحت تهدف إلى تنمية الفرد عقلياً ووجدانياً وجسمياً وانفعاليا واجتماعياً لإعداده للحياة ويتحقق ذلك من خلال الممارسة الفعلية لألوان الأنشطة الطلابية المتخلفة.
ويعرف حمدي شاكر (1418هـ) في كتابه (النشاط المدرسي) أن النشاط المدرسي هو عبارة عن: (خطة مدروسة ووسيلة إثراء المنهج وبرنامج تنظمه المؤسسة التعليمية يتكامل مع البرنامج العام يختاره المتعلم ويمارسه برغبة وتلقائية بحيث يحقق أهدافاً تعليمية وتربوية وثيقة الصلة بالمنهج المدرسي أو خارجه، داخل الفصل أو خارجه، خلال اليوم الدراسي أو خارج الدوام مما يؤدي إلى نمو التعلم في جميع جوانب نموه التربوي والاجتماعي والعقلي والانفعالي والجسمي واللغوي مما ينجم عنه شخصية متوافقة قادرة على الإنتاج) وباعتبار أن النشاط جزء هام من المنهج المدرسي فإن وزارة المعارف قد حددت أهدافه وذلك على النحو التالي:
1- تعميق قيم ديننا الإسلامي الحنيف وترجمتها إلى أفعال ومواقف وسلوك.
2- بناء الشخصية المتكاملة للطالب ليصبح مواطناً صالحاً.
3- تنمية قدرات الطلاب على التفاعل مع مجتمعهم المسلم بما يحقق لهم التكييف الاجتماعي السليم في ظل التطورات المعاصرة السريعة.
4- ترسيخ القيم الاجتماعية البناءة كالتعاون والمنافسة الشريفة وخدمة المجتمع.
5- اكتشاف القدرات والمهارات والمواهب وصقلها وتنميتها وتوجيهها خدمة الفرد والجماعة والمجتمع.
6- استثمار أوقات الفراغ فيما يجدد معلومات الطلاب وينمي خبراتهم وينوعها ويؤدي إلى إثرائها ثقافياً وينشط قدرتهم العقلية.
7- احترام العمل والعاملين وتقدر قيمة العمل اليدوي والاستمتاع به لأن الممارسة الحركة والحسية تجعل من النشاط مادة ممتعة ومرغوبة تفيد في الترويح والترفيه عن النفس وتسهل عملية الإدراك والإتقان.
8- خدمة المادة العلمية حتى يتمثلها الطالب فيسهل استيعابه لها ويؤكد تثبيتها في الأذهان لاعتمادها على أكبر عدد من الحواس خلال المجسمات والرسوم التوضيحية وإجراء التجارب.
9- تدريب الطلاب على الاستفادة مما تقلوه من معارف وعلوم في حل مشكلات مجتمعهم.
10- الارتباط الوثيق بتاريخ الأمة الإسلامية وحضارتها والإقتداء بسير السلف الصالح.
11- تربية الطالب على الاعتماد على النفس والخشونة وتحمل المسئولية والتعود على القيادة والطاعة في المعروف وتحقق الذات والتقدير ومساعدة الطالب على التخلص من بعض ما يعانيه من مشاكل كالقلق والاضطراب النفسي والانطواء.
إن المتأمل لواقع تنفيذ الأنشطة في مدارسنا يجدها تنفذ بصورة شكلية روتينية بعيدة عن الأهداف التي تسعى الوزارة إلى تحقيقها من خلال ممارسة الطلاب للأنشطة المختلفة حيث أن الوقت الذي يخصص لمزاولة النشاط في مدارسنا يضيع هدراً دون الاستفادة الفعلية منه وهذا يرجع بسبب وجود العديد من الصعوبات والمعوقات وهنا يقع على جميع القائمين بالعملية التعليمية والتربوية عبء كبير يتمثل في السعي الجاد والعمل المثمر لتذليل هذه الصعوبات والتغلب عليها حتى يحقق النشاط الطلابي أهدافه المنشودة في بناء الشخصية المتكاملة للطالب ويجدر بنا في هذا المقام الإشارة إلى أبرز هذه المعوقات حتى نستطيع تلمس الحلول المناسبة لها وذلك على النحو التالي:-
1- عدم إدراك بعض مديري المدارس والمعلمين لأهمية النشاط وأهدافه وقيمته العلمية التربوية.
2- عدم إلمام بعض رواد النشاط بكيفية التخطيط للنشاط وأساليب التنفيذ.
3- عدم تعاون إدارة المدرسة مع المعلم المكلف بالنشاط حيث قد تقوم بتكليفه بالإشراف على نشاط معين دون وجود الرغبة لديه إضافة إلى أنها لا تساعده في توفير ما يلزم من إمكانات مادية لتفعيل النشاط بالصورة المطلوبة.
4- عدم تقديم إدارة المدرسة حوافز تشجيعية للمشرفين المبدعين على الأنشطة والبرامج داخل المدرسة وخارجها مما يؤدي إلى إحباط المعلم والتقليل من فاعليته نحو ممارسة النشاط
5- عدم قيام إدارة المدرسة بالتقويم المستمر للأنشطة من أجل تقديم تغذية راجعة للرفع من مستواها ووضع الحلول المناسبة لما يعترض جماعات النشاط في المدرسة من مشاكل.
6- ضعف الإعداد التربوي للمعلمين المكلفين بالنشاط.
7- نظرة بعض المعلمين إلى أن النشاط يشكل عبئاً إضافياً عليهم.
8- عدم التزام المعلمين بحصص النشاط والدقة في تنفيذ برامجها.
9- عدم وجود دليل مستقل للأنشطة وطرق تنفيذها يساعد المعلم على الاسترشاد به.
10- اقتصار تقويم التلاميذ على المواد الدراسية فقط وإغفال تقويمهم عند مساهمتهم في الأنشطة المدرسية.
11- ضعف الصلة بين المدرسة والمنزل أدى إلى عدم وضوح أهداف الأنشطة المدرسية لدى ولي أمر الطالب.
12- عدم إتاحة الفرصة للتلاميذ للتعبير عن رغبتهم في مزاولة الأنشطة المدرسية.
13- عدم وجود البيئة المدرسية الملائمة لمزاولة الأنشطة في معظم المدارس.
14- قلة الإمكانيات المادية والأدوات اللازمة للممارسة النشاط.
وحتى نستطيع التغلب على هذه المعوقات والصعوبات السابقة ذكرها أود أن أطرح فيما يلي بعض التوصيات والمقترحات حتى يمكننا القيام بممارسة الأنشطة بالصورة المأموله وذلك كما يلي:
1- من المهم جداً إطلاع مدير المدرسة على أهداف النشاط الطلابي التي وضعتها وزارة المعارف وصممت البرامج المختلفة لتنفيذها
2- يجب على مدير المدرسة بالتعاون مع رائد النشاط توضيح أهداف النشاط وأنواعه وأهميته التربوية والعلمية لجميع المعلمين والطلاب وأولياء الأمور عبر وسائل الإعلام المتاحة من إذاعة صباحية أو مجلات حائطية أو مطبوعات متنوعة والاهتمام بمناقشة جميع المعوقات التي تواجه المدرسة في ممارسة أنشطتها وطرح الحلول المناسبة في مجالس الآباء أو مجلس المدرسة وإطلاع أولياء الأمور على بعض أعمال أبنائهم وإنجازاتهم لتوثيق الصلة بين البيت والمدرسة.
3- أن تقوم وزارة المعارف بإعداد دليل شامل لجميع الأنشطة يوضح فيه كيفية التخطيط السليم لكافة أنواع الأنشطة المدرسية والطرق الجيدة لتنفيذها
4- أن يساهم مدير المدرسة بالتعاون مع رائد النشاط في وضع الحلول المناسبة لجميع المشكلات التي تعترض كل جماعة من جماعة النشاط الطلابي بالمدرسة وتسهيل مهمتهم وتسخير إمكانات المدرسة بين أيديهم لتنفيذ خطط النشاط بنجاح.
5- أن تقوم إدارة المدرسة بعمل تقويم مستمر لمختلف الأنشطة لاستدراك السلبيات وتعزيز الإيجابيات مبكراً ومعرفة الجهد الذي بذله العاملون في النشاط وتقديم الحوافز التشجيعية ماديا ومعنويا لجميع المعلمين البارزين في الأنشطة حتى تزيد دافعيتهم نحو التجديد والإبداع والابتكار
6- على قسم النشاط الطلابي بإدارة التعليم تنظيم دورات تدريبية مكثفة لجميع المعلمين المشرفين على الأنشطة في المدارس.
7- أن يقوم المعلمون بتحليل محتوى المناهج الدراسية بغرض التعرف على أنواع الأنشطة الصفية واللاصفية والتي تتناسب مع المقرر الدراسي مع دراسة الإمكانيات المادية اللازمة لممارسة هذه الأنشطة.
8- تقديم حوافز تشجيعية مادية و معنوية للطلاب الموهوبين والبارزين في الأنشطة.
9- أن تحدد إدارة التعليم مخصصات مالية كافية لقيام الأنشطة الطلابية وعدم الاعتماد على دخل المقصف.
10- ينبغي على وزارة المعارف مواصلة المباني الحكومية التي تتوفر بها جميع الإمكانات اللازمة ولأماكن الجيدة لمزاولة الأنشطة الطلابية.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد