بسم الله الرحمن الرحيم
مفهوم إشراف الأقران:
يعتبر هذا الأسلوب من أساليب الإشراف التربوي الهامة، والذي يسعى لتحسين مهارات المعلمين التعليمية، وتطوير أدائهم الصفي.
ويشير الأدب التربوي إلى أن مفهوم هذا الأسلوب الإشرافي قد ورد تحت مسميات كثيرة وكلها ترى الغاية نفسها وأهمها:
إشراف الرفاق، الإشراف من قبل الزملاء، التدريب من قبل الزملاء، الملاحظة من قبل الزملاء، تقييم الرفاق، تبادل الزيارات بين المعلمين، النمو المهني المشترك.
ولعل أكثر هذه المسميات تداولاً هو تبادل الزيارات بين المعلمين وقد وردت العديد من التعاريف لهذا الأسلوب من أبرزها ما يلي:
1- هو \"برنامج ينظمه المشرف التربوي لمعلمي مادة تخصصه ينفذ داخل المدرسة الواحدة أو خارجها لتبادل الخبرات بين المعلمين والاستفادة من الأعمال التي يقوم بها بعض المعلمين البارزين\".
2- هو \"وسيلة يخطط لها المشرف التربوي بالتنسيق مع المعلمين من أجل تمكينهم من زيارة زملائهم الأكثر تأهيلاً والأطول خبرةً، فيقوم معلم أو عدة معلمين، بزيارة معلم آخر في فصله وبين طلابه في نفس المدرسة أو بمدرسة أخرى لمشاهدة كيفية تدريس نفس المادة أو مواد أخرى لنفس الصف، أو لصفوف أخرى بهدف تنويع الأساليب لتحقيق الأهداف\".
أهميته:
يعد هذا الأسلوب من الأساليب التي تساعد على تقوية علاقات المعلمين بعضهم البعض وتبادل الخبرات والتجارب فيما بينهم ويعمل على تشجيع الأكفاء منهم ويحفزهم على بذل جهود متميزة أمام زملائهم، وقد ثبت أن المعلمين يتعلمون من بعضهم البعض الكثير من المعارف والخبرات لأن العلاقات التي تسود بينهم غالباً ما تشجعهم على تبادل الرأي ووجهات النظر بحرية إزاء المشكلات التي يواجهونها حيث يطرحون العديد من الأفكار والحلول الجيدة.
ومن هنا يمكن القول بأن هذا الأسلوب من الأساليب الإشرافية الفعالة التي تجعل إمكانية تطبيق التوجيهات الإشرافية واقعاً معايناً حيث يجعل المعلم عاملاً أساسياً في عملية الإشراف يقوم بإثراء زملائه ويترك أثراً في نفوسهم لأنه يحدث في مواقف غير مصطنعة. لذا فأنه من أعظم الوسائل التي تساعد المعلم على النمو أثناء الخدمة حيث يتعرف المعلم المبتدئ على كيفية تنظيم الفصل وإدارة مجموعة من الطلبة والتخطيط بفاعلية لدرس من الدروس وكذا يستطيع المعلم الضعيف أن يتقوى من خلال ملاحظته لإدارة الفصل وأساليب التدريس الحديثة، كما يستطيع المعلم المزار أن يطرح أفكاره مع زملائه من خلال تجاربه ويتبادل الرأي معهم في كيفية مواجهات الصعوبات والعراقيل التي تواجه المعلم أثناء قيامه بالتدريس.
أهدافه:
1- رفع كفاءة المعلمين وتحسين أدائهم في العملية التعليمية.
2- وقوف المعلمين على ما يدور حولهم من تجديد وابتكار في ميدان التربية والتعليم.
3- إيجاد جو من المودة والعلاقة الحسنة بين المعلمين.
4- مناقشة مشكلات المنهج المدرسي ووضع الحلول المناسبة له.
5- الإطلاع على طريقة المعلم في تعامله وتفاعله مع طلابه من أجل تحقيق الأهداف السلوكية المحددة في خطته اليومية.
6- تقويم المعلم عمله من خلال مقارنة أدائه بأداء الآخرين.
7- تقريب وجهات النظر بين معلمي المادة الواحدة والمعلمين بوجهٍ, عام.
8- تشجيع المعلمين على التشاور والاستئناس بآراء بعضهم البعض في حل بعض المشكلات أو معالجة بعض المهارات.
9- تشجيع المعلمين المبدعين على ابتكار وتطبيق طرائق تدريسية حديثة.
10- تعميق فهم المعلمين واحترام بعضهم بعضاً.
11- الاستفادة من طرائق التدريس المختلفة بغية الوصول إلى مستويات أفضل.
12- التعرف على كيفية تطبيق بعض النظريات التربوية والنفسية.
13- الإطلاع على كيفية استخدام بعض الوسائل التعليمية والتقنيات التربوية.
14- العمل على مقارنة تفاعل التلاميذ في صفوف مختلفة.
15- التعاون على توحيد الخطط الدراسية لمعلمي مادة معينة أو صف معين.
إجراءات تنفيذ هذا الأسلوب:
1- ينبغي تحديد الغرض من الزيارة ومناقشته في اجتماع يضم المعلمين الزائرين والمشرف التربوي.
2- اختيار المعلم المزور عن طريق التشاور بين المشرف والمعلم الذي سيقوم بالزيارة، ثم يشعر المشرف المعلم المزور ويقنعه بقبول هذه الزيارة، فإذا كان المعلم المعني بالزيارة في مدرسة غير مدرسة الزائر، يقوم المشرف التربوي حينئذٍ, بالاتصال بمدير المدرسة لأخذ موافقته على الزيارة، ثم يتفق على موعدها مع المعلم المزور، ويوضح له الغرض منها ليستعد لها.
3- يتعاون المشرف مع المعلم الزائر على وضع خطة لنواحي النشاط، والأساليب التي ينبغي أن يلاحظها الزائر أثناء الزيارة.
4- يعد المعلم الزائر قائمة بما يواجهه من مشكلات في عمله، ليناقشها مع المعلم الآخر قبل الزيارة ليستفيد من خبرته في حل مثل تلك المشكلات.
5- أن يعقد المعلم الزائر، والمشرف اجتماعاً يحللان فيه ما شاهده الزائر للتوصل إلى ما يمكن تطبيقه في مدرسته حسب الظروف والمواقف التعليمية الخاصة به وبطلابه.
6- أن يعد المعلم الزائر تقريراً عن مشاهداته في هذه الزيارة ويعرضه في اجتماع عام لهيئة التدريس في مدرسته لبحثه، ومناقشته، والتعاون على تطبيق ما يلائم المدرسة منه.
7- أن يقوم المشرف التربوي بعملية المتابعة المناسبة للوقوف على مدى الاستفادة من هذه الزيارة.
مستويات تنفيذ هذا الأسلوب:
1- معلمو المادة الدراسية الواحدة:
ينظم المشرف التربوي برامج تبادل الزيارات بين معلمي المادة الواحد من خلال اجتماع يوضح فيه أهمية الزيارات، وطريقة الإعداد لها وطريقة تعبئة التقرير الخاص بهذا البرنامج.
2- معلمـو الصـف الواحد:
وفيه يقوم معلمو الصف الواحد بزيارة زملاء لهم متخصصين بتدريس الصف نفسه، وعلى هذا المستوى يمكن أن يتباحثوا في طرق إدارة الصف، وتوزيع البرنامج اليومي والأسبوعي والتخطيط للنشاطات المختلفة.
3- معلمو الصفوف المجمعة:
وفيه يقوم معلمو الصفوف المجمعة بزيارة زملاء لهم يدرسون صفوف مجمعة مماثلة، وعلى هذا المستوى، يمكن أن يتباحثوا في إدارة الصفوف المجمعة، وكيفية تدريسها وتخطيط نشاطاتها يومياً وأسبوعياً بحيث لا يطغى صف، على صف أو نشاط على نشاط.
4- معلمو المرحلة التعليمية:
وفيه يقوم معلمو المرحلة الواحدة بزيارة زملاء له يدرسون بالمرحلة نفسها. وهنا يمكن أن يتباحثوا في خصائص النمو والتطور والعوامل النفسية التي تؤثر على طلاب تلك المرحلة بشكل عام، والمشكلات التي تعيق تحصيلهم العلمي والمسلكي بشكل خاص.
5- معلمو المدرسة الواحدة لغيرها:
وفيه يقوم معلمو المدرسة بزيارة مدرسة أخرى، وعقد لقاء يوم واحد بين المعلمين، بحيث يجتمع كل مع نظيره في المدرسة الأخرى، ويتباحثون في الأمور كافة، العلمية والمسلكية التي تهم المدرسين.
6- زيارات حسب الحاجات الفردية للمعلمين:
ينظم المشرف التربوي بعض الزيارات التي يقوم بها المعلمون لزملاء لهم بالإطلاع على فكرة ما أو أسلوب ما. وتكون هذه الزيارات بناءً على حاجات المعلمين.
7- زيارات المعلمين القدامى للجدد وبالعكس:
يستطيع المشرف التربوي أو مدير المدرسة أن يضع ترتيباً يتبادل فيه قدامى المدرسين الزيارات مع الجدد منهم، والعكس بالعكس.
8- زيارات المعلمين المتبادلة على مستوى المحافظة:
وقد تسهم إدارة الإشراف التربوي على مستوى المحافظة بتنظيم مثل هذه الزيارات ووضع إطار عام لها حسب حاجة الميدان التربوي.
ضوابط تنفيذ هذا الأسلوب:
1- أن يكون المعلم المزار ذا مستوى فني متميز فعلاً، بحيث يتمكن من ترك الأثر الحميد المنشود في نفوس الزائرين.
2- أن يوافق المعلم المزار على زيارة زملائه له دون أن تتسبب هذه الزيارة في عرقلة البرنامج المدرسي.
3- أن يكون الهدف من الزيارة محدداً وواضحاً.
4- أن يقوم المشرف التربوي توضيح الأسباب الكامنة وراء اختيار الهدف المنشود.
5- أن تتم الزيارة ويخطط لها وفق خطة معدة سلفاً بحيث تراعي حاجات المعملين الزائرين.
6- أن يتم دخول المعلمين الزائرين مع بداية الحصة وخروجهم مع نهايتها.
7- أن يعقب الزيارة جلسة مناقشة بين المعلمين والزائرين والمعلم المزار حول فعاليات الحصة ومدى تحقيق أهدافها ومن ثم الخروج بالعديد من التوصيات التي من شأنها رفع مستوى أداء المعلمين مستقبلاً.
8- أن يأخذ المعلمون والمشرف التربوي بعين الاعتبار اختلاف الظروف لمراعاة ذلك من أجل تجنب النقد الخارج أو التقليد الأعمى.
______________________________
قائمة المراجع:
1- البدري، طارق عبد الحميد (1421هـ) تطبيقات ومفاهيم في الإشراف التربوي، عمان-الأردن، دار الفكر، الطبعة الأولى.
2- الحبيب، فهد إبراهيم (1417هـ) التوجيه والإشراف التربوي في دول الخليج العربي، الرياض، مكتبة التربية العربي لدول الخليج.
3- السعود، راتب (1423هـ) الإشراف التربوي (اتجاهات حديثة)، عمان، مركز طارق للخدمات الجامعية، الطبعة الأولى.
4- طافش، محمود (1408هـ) قضايا في الإشراف التربوي، عمان، دار البشير، الطبعة الأولى.
5- متولي، مصطفى (1983م)الإشراف الفني في التعليم، القاهرة، دار المطبوعات المصرية الجديدة.
6- الخطيب، إبراهيم بن عبد الكريم (1422هـ) تقويم أداء مشرفي العلوم الشرعية في ضوء ممارساتهم الأساليب الإشرافية ومدى استفادة معلمي المرحلة المتوسطة منها، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة الملك سعود، الرياض.
7- الضويلع، سالم مبارك سالم (1417هـ) دراسة تقويمية لأساليب الإشراف التربوي المطبقة في المرحلتين المتوسطة والثانوية بمنطقة النماص التعليمية من وجهة نظر المعلمين والمشرفين التربويين، رسالة ماجستير منشورة، جامعة أم القرى، معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي، مكة المكرمة
8- المفرج، عبد الرحمن بن سعد (1418هـ) أساليب الإشراف التربوي التي يتبعها مشرفو اللغة العربية مع معلميها في المرحلتين المتوسطة والثانوية (دراسة وصفية تحليلية)، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة الملك سعود، الرياض.
9- وزارة المعارف (1419هـ( دليل المشرف التربوي، الطبعة الأولى.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد