مأساة النجاح

3k
2 دقائق
التصنيف:
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

الإنسان مولودٌ راغباً في تحقيق كلِّ ما يريده ، و ساعياً في تحسين حياته ، و هذه جِبِلَّةٍ, من الجِبِلاَّت التي غرزها الله في النفس البشرية .

و هي ممتعةٌ مُؤنِسَةٌ إذا كانت مُتَمَشِّيةً على قواعد النجاح و أصولِه ، و في خِلاف ذا لا يكون له أيَّةُ متعةٍ, و أُنسٍ,.

لكن هل هو مأساةٌ و حسرة ؟!

نعم !!!

لكن كيف ؟ و متى ؟ و لمَ ؟

أما عن كيفَ ؟

فالجواب :

إن الإنسان إذا كان سالِكاً دروب الطُموح ، طارقاً أبواب الفلاح و النجاح يعتوِرُه الفشل في حينٍ, من أحايينه، و يؤذيه البذلُ من نفسه في أزمنته، فإذا جاءه ذلك كان مُحطماً له، مدمراً لهمته، و هذا لا يأتي إلا الأنفسَ الضِّعافº التي تجعل الكأس دائماً فارغاً مع امتلاء نصفه.

هذه الحال تجعلُ تحقيق النجاح في كلِّ شيءٍ, أمراً مُلِحَّاً لا يتخلله خللٌ أبداً.

و هذه النظرة من النظرات اللاتي تحصرُ الهمَّ، و تُفَتِّرُ العزمَ.

فهنا يكون للنجاح مأساة لعدم تحقيق الرغبة في تمام النجاح.

و أما متى ؟

فالجواب:

فذلك حينَ يكون المرءُ دقيقاً في جزئيات عمله و هدفه، فذاك طموحٌ في كمال صعبٍ, لا يُنال، ففي تلك الحالة عند عدم تحققِ الغاية بإتمام و إكمال و إتقان إن شعرَ بالفشل التام فهي مأساة النجاح.

يذكرُ د. طارق السويدان _ وفقه الله _ أنه قد اشترى حقولَ بترول في أمريكا، و في أحداث 11 سيبتمبر دُمرت و جرى عليها ما جرى، و أسِفَ على ذلك، و لكن تمتَّعَ بالنجاح حيث تأهل لتلك الحالة من شراء حقول.

فلو اعتبرَ ذلك النجاح الكبير مع الخلل و الفشل الذي فيه مأساةً لكان داخلاً في موضوعنا.

فهنا ظرفية المأساة النجاحية، فتنبَّه.

و أما عن لمَ ؟

فقد مرَّ الجواب عنها في أعطاف الكلام الآنف.

بعد هذا كلِّه إن مأساة النجاح إنما هي جائِيَةٌ من صنيع الرجل نفسِه، و ليست من الهدف.

و ربما تكون من آليةِ السعيº و هي من اختيار الرجل.

فحتى نتجنَّب الوقوعَ في مأساة النجاح لنتعلَّم حقيقة النجاح، و لنعرف لذته، و لنتفهم حالنا معه.

عندها نعرف مدى ملابسات النجاح: متعةً و مأساةً .


أضف تعليق