بسم الله الرحمن الرحيم
الإنسان مولودٌ راغباً في تحقيق كلِّ ما يريده ، و ساعياً في تحسين حياته ، و هذه جِبِلَّةٍ, من الجِبِلاَّت التي غرزها الله في النفس البشرية .
و هي ممتعةٌ مُؤنِسَةٌ إذا كانت مُتَمَشِّيةً على قواعد النجاح و أصولِه ، و في خِلاف ذا لا يكون له أيَّةُ متعةٍ, و أُنسٍ,.
لكن هل هو مأساةٌ و حسرة ؟!
نعم !!!
لكن كيف ؟ و متى ؟ و لمَ ؟
أما عن كيفَ ؟
فالجواب :
إن الإنسان إذا كان سالِكاً دروب الطُموح ، طارقاً أبواب الفلاح و النجاح يعتوِرُه الفشل في حينٍ, من أحايينه، و يؤذيه البذلُ من نفسه في أزمنته، فإذا جاءه ذلك كان مُحطماً له، مدمراً لهمته، و هذا لا يأتي إلا الأنفسَ الضِّعافº التي تجعل الكأس دائماً فارغاً مع امتلاء نصفه.
هذه الحال تجعلُ تحقيق النجاح في كلِّ شيءٍ, أمراً مُلِحَّاً لا يتخلله خللٌ أبداً.
و هذه النظرة من النظرات اللاتي تحصرُ الهمَّ، و تُفَتِّرُ العزمَ.
فهنا يكون للنجاح مأساة لعدم تحقيق الرغبة في تمام النجاح.
و أما متى ؟
فالجواب:
فذلك حينَ يكون المرءُ دقيقاً في جزئيات عمله و هدفه، فذاك طموحٌ في كمال صعبٍ, لا يُنال، ففي تلك الحالة عند عدم تحققِ الغاية بإتمام و إكمال و إتقان إن شعرَ بالفشل التام فهي مأساة النجاح.
يذكرُ د. طارق السويدان _ وفقه الله _ أنه قد اشترى حقولَ بترول في أمريكا، و في أحداث 11 سيبتمبر دُمرت و جرى عليها ما جرى، و أسِفَ على ذلك، و لكن تمتَّعَ بالنجاح حيث تأهل لتلك الحالة من شراء حقول.
فلو اعتبرَ ذلك النجاح الكبير مع الخلل و الفشل الذي فيه مأساةً لكان داخلاً في موضوعنا.
فهنا ظرفية المأساة النجاحية، فتنبَّه.
و أما عن لمَ ؟
فقد مرَّ الجواب عنها في أعطاف الكلام الآنف.
بعد هذا كلِّه إن مأساة النجاح إنما هي جائِيَةٌ من صنيع الرجل نفسِه، و ليست من الهدف.
و ربما تكون من آليةِ السعيº و هي من اختيار الرجل.
فحتى نتجنَّب الوقوعَ في مأساة النجاح لنتعلَّم حقيقة النجاح، و لنعرف لذته، و لنتفهم حالنا معه.
عندها نعرف مدى ملابسات النجاح: متعةً و مأساةً .
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد