التدريب الفعال


 

بسم الله الرحمن الرحيم

سؤال مهم ينبغي معرفة الجواب عنه لكل من أراد الالتحاق بدورة تدريبية ولكل شركة تريد الاستثمار بأفضل الطرق في موظفيها: ما هي العوامل التي ينبغي البحث عنها لكل من أراد أن يستفيد من الدورات التدريبية الإدارية؟     
هناك ثلاثة أركان للعملية التدريبية متى ما توفرت غلب على الظن أن التدريب سيؤتي ثماره بإذن الله تعالى.

 الأول هو المادة العلمية التي تقدم للمتدرب والتي ينبغي أن يضعها متخصصون وألا تكون مجرد نقل لما في الكتب المنشورة في الأسواق.. كما ينبغي أن تكون محدثة مواكبة للمستجدات.. ولذلك تتعجب من كون بعض الجهات تقدم مادة علمية في موضوع إداري متجدد لمدة خمس سنوات كاملة أو تزيد من غير أي تحديث. ولا بد من مراعاة أن تحتوي المادة العلمية أيضاً على عدد من التمارين والتطبيقات العملية وحالات النقاش ولعب الأدوار ومشاهدة الأفلام العلمية ذات العلاقة بالموضوع ونماذج للتقويم وتحليل النتائج، الأمر الذي يمثل فرقاً جوهرياً بين مصطلح التعليم ومصطلح التدريب.

 الركن الثاني من أركان التدريب هو المدرب المتمكن المتخصص القادر على إيصال المعلومة والمهارة. وهنا ينبغي الإشارة إلى أن المسألة ليست مجرد أسماء لامعة يعتقد المرء أن مجرد الحضور عندها كفيل بإنجاح التدريب، وليس مجرد قدرات عرض متميزة بالخفة والمتعة والقدرة على الإبهار.. نعم هذه عناصر مطلوبة ولكن الأهم منها وجود التخصص والخبرة العملية الكافية عند المدرب لضرب الأمثلة ومناقشة المشاكل وطرح الحلول العملية.. من العجيب وجود مدرب واحد يقدم في مجالات كبيرة التباعد فهو يتحدث في علم النفس ويدرب على إنجاح العلاقات الزوجية ثم يحاضر في فنون التسويق والبيع والإعلام وغير ذلك.. وهذا له أثره الخطير في إفساد الذوق والمنهج التدريبي السليم المطلوب. إن ستيفن كوفي على سبيل المثال الذي يعد أحد عشرة أشخاص صنعوا التاريخ الأمريكي وصاحب النظرية المشهورة والكتاب المنتشر (العادات السبع للقادة الإداريين)مكث 25 عاماً للخروج فقط بهذه النظرية.

 الركن الثالث في العملية التدريبية هو توفير بيئة متكاملة تسهم في نجاح الدورات مثل توفر قاعة مناسبة بمقاعد مريحة وإضاءة موزعة وتقنيات حديثة مساعدة، والعدد المثالي للدورات الناجحة عادة بين 12– 15 مشاركاً ليسهل النقاش والتعارف وتبادل الخبرات.

يبقى بعد ذلك التفاعل وحرص المتدرب على الاستفادة وليس على مجرد اقتناء شهادة.. وهذا البعد يعنى به كثيراً الراغبين في إنجاح الدورات ويتم من خلال تجانس المجموعة وأخذها التدريب لا على سبيل التكليف من الشركات.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply