بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فلا شك أن مهنة الطب من أشرف المهن لولا أن بعض الأطباء - هداهم الله- في زماننا قد أساءوا إليها على النحو التالي:
1- بسبب الرغبة الجامحة في الثراء السريع تجد بعض الأطباء يوهمون المريض بحاجته لإجراء عملية جراحية لاستئصال اللوزتين أو لاستئصال الزائدة الدودية أو غير ذلك دون ضرورة، بل ربما يكون إجراء تلك العملية في غير مصلحة المريض، لذا ننصح إخواننا المرضى في مثل هذه الحالات بضرورة استشارة أكثر من طبيب مع اشتراط المهارة والتدين في الطبيب الذي يتعاملون معه.
2- أخبرني أحد أساتذة الطب بأنه كان يعمل في أحد المستشفيات فجاءه مريض عنده خُرَّاج بسيط أمكنه علاجه بتكلفة بسيطة، وإذ بمدير المستشفى يعنف ذلك الطبيب الأمين قائلاً له: كان ينبغي أن تحجز المريض بالمستشفى لمدة يومين لإجراء بعض الفحوصات والتحاليل الطبية والأشعات ومراقبة حالته بالمستشفى حتى يدفع في مقابل ذلك ألفين من الجنيهات لزيادة دخل المستشفى، فهل هذا يرضي الله؟ أليس هذا أكلاً لأموال الناس بالباطل؟ ومن ذا الذي أخبر مدير المستشفى أن هذا المريض يستطيع دفع هذا المبلغ؟ ثم لماذا يربكه ويربك أسرته ويعطله عن عمله؟ بل ربما تسبب له في شيء من الوهم الذي يسيء إلى حالته النفسية، بل وحالة أسرته.
3- ذهب أحد المرضى إلى أستاذ في الجراحة فطلب منه ألفًا وخمسمائة جنيه مقابل إجراء عملية جراحية له، فعاد المريض إلى بيته، ورجع إلى الطبيب ليعطيه الألف ويتعهد له بأن أسرته ستدبر له الخمسمائة جنيه قبل خروجه من المستشفى، ولكن الطبيب رفض بشدة وأخبره بضرورة دفع الأتعاب كاملة مقدمًا وأنه محتاج لإجراء تلك
العملية في خلال أسبوعين، وإلا فمصيره الموت المحقق!!
وخرج المريض من عيادة الطبيب في حالة نفسية سيئة، ولكن فوَّض أمره إلى الله تعالى، وتذكر قوله - تعالى -: لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفسًا إِلاَّ مَا آتَاهَا [الطلاق: 7].
ودخل المسجد لأداء صلاة العشاء مع الجماعة الأولى، وبعد الصلاة وجد مريضًا آخر بالمسجد يحتاج إلى صمام في القلب ويناشد ذوي القلوب الرحيمة مساعدته، فأعطاه الألف جنيه التي كانت في جيبه عسى أن ينقذ حياة أخيه المسلم بعد أن يئس هو من حياته! وكانت النتيجة أن أرحم الراحمين شفاه شفاءً تامًا وأذهب مرضه تمامًا، وبعد شهر قابله طبيبه وأصابته الدهشة عندما وجده لا يزال على قيد الحياة! فأخبره بأن أرحم الراحمين قد أنعم عليه بالشفاء التام وأنه لم يعد في حاجة إلى إجراء العملية الجراحية.
ونحن نناشد أمثال هذا الطبيب أن يرحم إخوانه المرضى عسى الله أن يرحمه ويبارك له في صحته وفي ماله وعياله.
4- وتصل تجاوزات بعض الأطباء إلى درجة الإفساد في الأرض حينما يقوم أحدهم بسرقة كلية المريض أثناء إجراء عملية جراحية أخرى له، إن مثل هذا الطبيب لا يستحق قطع يده فحسب، بل يستحق قطع رقبته!
5- وهناك الإهمال الجسيمº ينسى الطبيب فوطة (أو غيرها) في بطن المريض أثناء إجراء عملية جراحية له! وهناك كذلك الخطأ الجسيم حينما يعطي طبيب التخدير جرعة من المخدر للمريض (قبل الجراحة) تزيد بكثير عن حاجته أو عن طاقة تحمله فتستحيل إفاقته بعد الجراحة، وربما يتسبب في موته!
وغير ذلك كثير مما نرى ونسمع ونقرأ، والمريض وأهله هم الضحية غالبًا، أما الطبيب الآثم فعادة ما يجد محاميًا يدافع عنه، أو تسانده النقابة، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
يقول - تعالى -: هَأَنتُم هَؤُلاَءِ جَادَلتُم عَنهُم فِي الحَيَاةِ الدٌّنيَا فَمَن يُجَادِلُ اللَّهَ عَنهُم يَومَ القِيَامَةِ [النساء:109].
6- ويصل بعض الأطباء إلى درجة النصب في كثير من حالات أطفال الأنابيب في حالة عقم الزوج حيث يقوم بتلقيح بويضة الزوجة بسائل منوي من عند الطبيب، وهذه خيانة ونصب واختلاط أنساب وأكل لأموال الناس بالباطل، وهذا يذكر بحالات الدجل التي كان يمارسها بعض الفجار فيما مضى (قبل اكتشاف فكرة أطفال الأنابيب)، حيث كان الواحد منهم يعطي الزوجة صوفة مبللة بنطفة رجل أجنبي، فإذا وضعتها الزوجة في محل الولد حدث لها الحمل (سفاحًا)، وحسبنا الله ونعيم الوكيل. إنها نفس الفكرة الخبيثة، ولكن بتكنولوجيا جديدة وبتكاليف عالية، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
7- ومن الجرائم التي يجب الحذر منها قيام بعض الأطباء الفساق بتصوير المرأة أثناء الكشف عليها وهي عارية (أو شبه عارية)، وذلك بواسطة التليفون المحمول (أو غيره)، ولذلك نهيب بأولياء أمور النساء، وبكل امرأة أنعم الله عليها بنعمة الحياء والتقوىº مراعاة أن يكون علاج المرأة المسلمة عند طبيبة مسلمة تقية لا تكشف منها إلا ما تستدعيه الضرورة.
8- في بعض الأحيان يقوم الطبيب الكافر بتعقيم مريضه أو مريضته أثناء إجراء عملية جراحية، وذلك بغرض منع الإنجاب لتقليل نسل المسلمين، بل ربما يعطي المريض المسلم أدوية تضر بصحته أو تصيبه ببعض الأعراض الجانبية أو الأمراض بغرض الإضرار به، ومن ثم يجب الحذر من التداوي عند طبيب غير مسلم إلا للضرورة القهرية (والضرورة تقدر بقدرها)، وبشرط حسن سمعة ذلك الطبيب ومهارته في مهنته.
9- بعض الأطباء يخونون شرف المهنة ويخونون الأمانة ويتقاضون عمولات من بعض شركات الأدوية في مقابل الترويج زورًا لمنتجاتها، بل ويتقاضون عمولات من زملائهم في التخصصات الأخرى في مقابل تحويل مرضاهم إليهم وذلك لعمل بعض التحاليل الطبية غير اللازمة أو للفحص بالأشعة دون مبرر - أو غير ذلك، فحسبنا الله ونعم الوكيل.
10- من المخالفات العديدة خلوة الطبيب مع الممرضة (أو السكرتيرة) التي تعمل معه في عيادته، وكذلك مع المريضة التي يقوم بالكشف عليها، وأحيانًا يجرد مريضته تمامًا من ملابسها دون مبرر أو يأمرها بكشف أجزاء من جسمها بلا ضرورة، بل إن بعض الأطباء إذا كان في زيارة زميل له في أحد المستشفيات وأعجبته مريضة زميله استأذنه في أن يقوم هو بالكشف عليها ليطلع منها على ما لا يحل له، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
بل يحدث أحيانًا أن فني الأشعة يأمر المريضة أن تتجرد من معظم ملابسها قبل فحصها بالأشعة، مع أن ذلك لا يلزمº لأن الأشعة تخترق الملابس الخالية من الأجزاء المعدنية.
11- حتى نعرف الفرق بين أطباء الأمس وأطباء اليوم - أذكر أن إحدى طالبات كلية الطب كان عندها مشكلة في عظامها فذهبت إلى عيادة أستاذ كبير في جراحة العظام، وكان وقتها رئيسًا لإحدى الجامعات، ولما علم أنها طالبة في كلية الطب (في جامعة أخرى)، أعاد لها أجرة الكشف، وقال لها: أنت زميلة المهنة ولا يصح أن آخذ أجرًا على الكشف على زميلتي!! بينما كان هو في عمر والدها.
أما الآن، فإن نقابة الأطباء تساهم في نفقات علاج الأطباء (عند زملائهم)، وهذا معناه أن غير المشتركين في مشروع النقابة يدفعون لزملائهم نفقات العلاج كاملة، بل وصل الأمر إلى أن بعض الأطباء يخدعون زملاءهم المرضى (إذا كانوا في تخصص مخالف) ويبتزونهم، ولكن الطبيب المريض في كثير من الأحيان يكتشف خيانة زميله
لشرف المهنة ولواجب الزمالة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
12- بل إن الطبيب أحيانًا يبتز المريض وأسرته إذا شعر بأن مريضه ميسور الحال - أو أن أسرته ملهوفة عليه - كأن يكون ابنهم الوحيد (مثلاً) أو في غير ذلك من الحالات.
الجوانب المشرقة: وفي مقابل ذلك نجد بعض الأطباء الأفاضل يرفقون بمرضاهم، فمن استطاع من المرضى دفع أجرة الكشف قبلوها منه، ومن لم يستطع سامحوه، بل وربما أعطوه الدواء مجانًا من العينات المجانية التي تصل إليهم. بل إن أكثر من طبيب نصحني بعدم الانسياق وراء توجيهات معظم الأطباء التي تكلف الكثير من المال دون ضرورة، بل ربما تسيء إلى صحة الإنسان وإلى معنوياته.
وفي الحقيقة أن الشافي هو الله، والله - تعالى -يقول: وَإِن يَمسَسكَ اللَّهُ بِضُرٍّ, فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ [الأنعام: 17، يونس: 107].
والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاءً». [رواه البخاري]
وأسباب الشفاء كثيرة لا تقتصر على الدواء وحده، بل تتعداه إلى ما يلي:
أولاً: التداوي بقراءة القرآن، قال - تعالى -: وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ [الإسراء: 82]، ويقول أيضًا: قُل هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ [فصلت: 44].
ثانيًا: التداوي بالحجامة: روى البخاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن أمثل ما تداويتم به الحجامة والقُسط البحري». قال العلماء عليهم رحمة الله:
القسط البحري هو العود الهندي.
ثالثًا: التداوي بالعود الهندي: روى البخاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية».
رابعًا: التداوي بعسل النحل، يقول - تعالى -عن عسل النحل: فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ [النحل: 66]. ويقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الشفاء في ثلاثة: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، وأنهي أمتي عن الكي». [رواه البخاري ومسلم]
خامسًا: التداوي بالتلبينة، يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «التلبينة مجمة لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن». [رواه البخاري ومسلم]
سادسًا: التداوي بالحبة السوداء، يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا من السام». قيل: وما السام؟ قال: «الموت». [رواه البخاري ومسلم]
سابعًا: التداوي بالعجوة، يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من تصبح كل يوم سبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر». [رواه البخاري ومسلم] وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن في عجوة العالية شفاءً». [رواه مسلم]
ثامنًا: التداوي بالكمأة: يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الكماة من المن الذي أنزله الله على موسى، وماؤه شفاء للعين». [رواه مسلم]
تاسعًا: التداوي بماء زمزم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما شرب من ماء زمزم: «إنها طعام طعم وشفاء سقم». [رواه البخاري مسلم] وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ماء زمزم لما شرب له». [رواه ابن ماجه والبيهقي وأحمد وصححه الألباني]
عاشرًا: التداوي بالدعاءº لقوله - تعالى -: أَم مَن يُجِيبُ المُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكشِفُ السٌّوءَ [النمل: 62]ولقوله - تعالى -: وَقَالَ رَبٌّكُمُ ادعُونِي أَستَجِب لَكُم [غافر: 60]. ولقوله - تعالى -عن أيوب - عليه السلام -: فَاستَجَبنَا لَهُ فَكَشَفنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ, [الأنبياء: 84].
ويتعين تخير أماكن إجابة الدعاء (في المسجد الحرام وفي عرفة)، وأوقات إجابة الدعاء (قبيل مغرب يوم الجمعة وأثناء السجود، وأثناء الصيام، وعند الفطر من الصيام، وغير ذلك)، كذلك يشرع طلب الدعاء من الصالحين.
حادي عشر: التداوي بالرقية: عن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «أمر أن يسترقى من العين». [رواه البخاري ومسلم] وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول عند رقية المريض: «اللهم رب الناس أذهب البأس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا». [رواه البخاري ومسلم]
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «ضع يدك على الذي تألَّم من جسدك وقل: «بسم الله» (ثلاثًا)، وقل سبع مرات: «أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر». [رواه مسلم]
وقد ورد في صحيح مسلم رقية اللديغ بأم القرآن (سورة الفاتحة). ويستحب أن يتطوع بعض الصالحين برقية المريض دون انتظار أن يطلب المريض أو أهله ذلك. لقوله - صلى الله عليه وسلم - عندما عاد سعد بن أبي وقاص: «اللهم اشف سعدًا، اللهم اشف سعدًا، اللهم اشف سعدًا». [رواه مسلم] ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من عاد مريضًا لم يحضره أجله فقال عنده سبع مرات: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عافاه الله من ذلك المرض». [رواه أبو داود وصححه الألباني].
ويجب على المسلم ألا ينتظر حتى يقع البلاء ثم يرقي نفسه أو عياله، بل عليه أن يبادر يوميًا بالتعوذ من المرض ومن السحر ومن الحسد ومن الآفات، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُعَوِّذ الحسن والحسين - رضي الله عنهما - بما كان أبو الأنبياء إبراهيم - عليه السلام - يُعَوِّذ به إسماعيل وإسحاق - عليهما السلام -، كان يقول: «أُعِيذُكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامَّة، ومن كل عين لامَّة». [رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني] كذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قل: «قل هو الله أحد والمعوذتين حين تصبح وحين تمسي ثلاث مرات تكفيك من كل شيء». [رواه أبو داود وغيره وحسنه الألباني]
ثاني عشر: التداوي بالصدقة: لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «داووا مرضاكم بالصدقة». [حسنه الألباني في صحيح الجامع].
ثالث عشر: التداوي بالتقلل من الطعام والشرابº لقوله - تعالى -: وَكُلُوا وَاشرَبُوا وَلاَ تُسرِفُوا [الأعراف: 31].
ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: «ما ملأ آدمي وعاءً شرًا من بطن، بحسب ابن آدم أُكلاتٌ (يعني لقمًا) يُقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه». [رواه الترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني]
ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة». [رواه مسلم]
رابع عشر: التداوي بماء السماء وبزيت الزيتونº لقوله - تعالى -: وَنَزَّلنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا [ق: 9].
ولقوله - تعالى -: يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ, مُبَارَكَةٍ, زَيتُونَةٍ, [النور: 35]. والماء المبارك (ماء المطر) كثير المنافع، والشجرة المباركة (شجرة الزيتون)، كثيرة المنافع، والله - تعالى -يقول: وَجَعَلنَا مِنَ المَاءِ كُلَّ شَيءٍ, حَيٍّ, [الأنبياء: 30]. وكما قال أبو الأنبياء إبراهيم - عليه السلام -: وَإِذَا مَرِضتُ فَهُوَ يَشفِينِ [الشعراء: 80]، فإن الشافي هو الله، والله - تعالى -يقول: وَإِن يَمسَسكَ اللَّهُ بِضُرٍّ, فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ [الأنعام: 17، يونس: 107]. والله أعلم، والحمد لله رب العالمين.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد