بسم الله الرحمن الرحيم
قلب الطبيب نظراته وتأمل الطفل، \"...هذه المشكلة العويصةº هذا المسكين الصغير\"º فإذا هو طفل سنه يتراوح ما بين الأربع والخمس سنوات تقريباً، ويبدو في كامل صحته، وكانت ابتسامته البريئة تتراقص على محياه، وفجأة ما إن سمع كلمات أمه المتوترة حتى تلاشت الابتسامة، وحلت محلها نظرة عميقة إلى أمه وكأنها رسالة استعطاف، مفادها:
أرجوك يا أمي، من فضلك أيتها الحبيبة، لا تفضحيني، أرجوك لا تناديني بهذا اللقب الذي تطلقينه كلما رأيتِ فراشي مبتلاًº فلا تخبري هذا الرجل الغريب بلقبي الجديد البغيضº لا تقولي: تعال يا أبو (... )!.
فهم الطبيب بخبرته التربوية -وليست الطبية- نظرات هذا المسكين الصغير، وقال له بابتسامة عريضة: \"أهلاً بصديقي الحبيب، كيف حال الحضانة، ما أخبار أصحابك.. \"؟!.
انفرجت أسارير الطفل عن ابتسامته البريئة وكأنها ملأت كل الدنيا، وقال في براءة: \"إنها حضانة جميلة، وبها ألعاب كثيرة مثل الألعاب التي في الصالة هنا! \".
قال الطبيب وهو يشد على يديه الصغيرتين: \"ما رأيك في أن تلعب بها قليلاً وتعود\"!.
انطلق الطفل خارج الغرفة ثم نظر الطبيب إلى الأم، وقال: \"الآن يمكنك أن تتكلمي دون أن تجرحي شعور هذا البريء\"، ومن هنا بدأت الأم تسأل والطبيب يجيب:........
متى يكون التبول اللاإرادي عادياً؟
يتبول الأطفال الرضع لاإرادياً في أثناء فترات النوم واليقظة، ويستمرون في ذلك إلى أن يصلوا إلى مرحلة يمكنهم فيها التحكم في المثانة، ومن ملاحظة النمو الطبيعي للأطفال لوحظ أنه:
· خلال السنة الأولى: يتبول كل طفل صغير في ثيابه أو في سريره.
· خلال السنة الثانية: يبدأ بعض الأطفال مرحلة عدم التبول اللاإرادي في أثناء ساعات النهار وتنخفض نسبة تبولهم أيضاً في الليل.
· خلال السنة الثالثة: تصبح الليالي التي لا يتبول فيها الطفل أكثر تكراراً ويبدأ الوالدين بملاحظة ظاهرة استيقاظ الطفل عند امتلاء مثانته فيناديهما ليأخذاه إلى المرحاض.
ويبدأ معظم الأطفال في الحفاظ على جفافهم في الليل عند بلوغهم سن الثالثة، وعندما يكون لطفل معين مشكلة في التبول أثناء النوم بعد هذا السن يصاب الوالدين بالقلق.
متى يتمكن الطفل أو الطفلة من التحكم في التبول و التبرز؟
يُذكر أن بحثاً جديداً نُشر في الدورية العلمية التابعة للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال والمعروفة باسم \" Pediatrics\"، قد وجد أن أغلب الأطفال لا يتقنون السيطرة على عمليتي التبرز والتبول إلا بعد تجاوزهم السنة الثانية من عمرهم، كما أثبت ما تعرفه الكثير من الأمهات من تمكن البنات من إتقان جميع المهارات الخاصة بذلك قبل الأولاد. وقد حدد البحث متوسط عمر الأطفال الذي يتم فيه عملية التحكم بين سن 24 إلى 30 شهراً)، ومن أجل اطمئنان الأمهات، فلا بد من ذكر أن الكثير من الأطفال يعانون من التبول اللاإرادي كجزء طبيعي من عملية نضجهم وتكوينهم. فحسب الإحصائيات في هذا المجال فإن التبول اللاإرادي يختفي في الأطفال بعد سن الخامسة بمعدل 15% من الحالات كل عام، بينما يعاني 10% من الأطفال في سن الخامسة من التبول اللاإرادي بشكل طبيعي، وفي بعض الإحصائيات تصل تلك النسبة إلى 20% ثم 5% من الأطفال في سن العاشرة و1% من الشباب في سن الثامنة عشرة.. ! يُذكر أيضاً أن التبول اللاإرادي منتشر بين الأولاد بمعدل مرتين عنه في البنات.
يقول د. \"فهد ناصر المطوع\":
يستطيع أغلب الأطفال التحكم في بولهم بعد بلوغهم السنة الثانية من العمر ويستطيعون ذلك نهاراً بمدة تسبق تحكمهم به ليلاً وتكتسب البنات القدرة على ذلك قبل الصبيان.
ما هي العوامل المساعدة على سرعة التحكم في البول؟
- نمو الجهاز العصبي ونضجه بدرجة تمكن الطفل من التحكم في البول.
- تأثير الوراثة عن طريق الأم أو الأب أو كليهما معا حيث نجد أن الطفل الذي تأخر أحد والديه في التحكم في بوله يتأخر هو أيضا، وبالعكس.
-توفير العطف والمحبة والاعتناء بالطفل من قبل أهله.
-صحة الطفل ولياقته البدنية.
-تعويد الطفل على التبول والتحكم في البول.
وفي معظم الأحوال فإن الطفل يبدأ من السنة الثانية من عمره بالتحكم في التبول نهاراً وليلاً، وقد يتأخر التحكم في البول ليلاً بضعة أشهر أخرى، ولكن حالة الطفل الذي يبلغ الثالثة من عمره ولا يستطيع التحكم ببوله تستدعي المعالجة حيث يعتبر الطفل عندها مصاباً بحالة التبول اللاإرادي.
متى أذهب بطفلي إلى الطبيب؟
كما ذكرنا فالمثانة تكون قادرة على القيام بوظيفتها الطبيعية عندما يكون عمر الطفل بين 2 - 5 سنوات، إذن فيجب عرض الطفل على الطبيب:
1. إذا استمر الطفل في التبول لا إرادياً لدى بلوغه السادسة أو السابعة من عمره.
2. إذا استمر الطفل في التبول لا إراديا نهاراً.
3. إذا عاود الطفل التبول لا إرادياً بعد الانقطاع لأكثر من عام.
وهل يمكن أن يتحكم الطفل في البول ثم يفقد هذا التحكم؟
نعم هذا ممكن ولذلك فالتبول اللاإرادي ينقسم إلى قسمين:
1. تبول لاإرادي أولي:
وهو النوع الذي لم يتم فيه التحكم في البول منذ الولادة بل يستمر الطفل في تبليل فراشه، وهذا النوع الأكثر حدوثاً، ويكون أكثر في الذكور، ويوجد عامل وراثي، إذ أن ثلاثة أطفال من بين أربعة مصابون به كان آباؤهم يبللون فراشهم وهذا النوع يمثل 80% من الحالات.
2. تبول لاإرادي ثانوي:
وهو الذي يحدث بعد فترة من التحكم في البول وغالباً ما يكون نتيجة إصابة الطفل بالتهاب في الجهاز البولي أو أسباب نفسيةº لذلك يجب استشارة الطبيب وهذا النوع يمثل 20 % من الحالات.
وفي هذه اللحظة أقبل الطفل فسكت الطبيب وانصرفت الأم وهي تنوي أن تعود لتعرف من الطبيب أسباب التبول اللاإرادي.............
-------------------------------------------------
1. واحة النفس المطمئنة د. محمود جمال ماضي أبو العزائم.
2. علمي طفلك التبول اللاإرادي بحنان. د. نادية العوضي. www.balagh.com
3. موقع طريق الإيمان. د. فهد ناصر المطوع.
4. التبول اللاإرادي مشكلة حلها في يد الأبوين.
5. مجلة المجتمع.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد