بسم الله الرحمن الرحيم
العلاج بالروائح..حقيقة علمية وطبية لها جذور تاريخية، حيث استخدمت الحضارات القديمة العلاج بالروائح ويعتقد أن عمره ستة آلاف عام.
فاليونانيون القدماء استخدموا الزيوت والعطور للتداوي والزينة، واستخدم زيت اللافندر في تعطير حمامات الرومان ولأكثر من مائة عام مضت في العلاجات العشبية، كما استخدمها الطب الهندي للتدليك العطري، واستعمل هنود أمريكا الشمالية الزيوت العطرية للعلاجات الشعبية.
العلاج بالروائح هو نوع من العلاج المعتمد على الروائح والذي يكون الأنف والجلد والدماغ هم الأساس فيه، وهو فن قديم تستخدم فيه العطور أو الزيوت الأساسية والمطلقة وغيرها من المواد لتحقيق فوائد بدنية ونفسية، ولكل رائحة أو زيت قوته العلاجية الخاصة مثل تخفيف التوتر ومقاومة العدوى الميكروبية وزيادة الإنتاجية، أو كمنشط جنسي.
وقد أكدت الكثير من التجارب على صحة هذا العلاج، فمن خلال استخدام تقنية التخطيط الموجي للدماغ، أمكن تحديد فعالية الكثير من الروائح والعطور على تغير أو إلغاء موجة ألفا Alpha wave. وقد قسمت الروائح تبعا لهذه الدراسة إلى روائح مستثيرة لكونها تغلق هذه الموجة، وروائح مهدئة لكونها تزيد من قوة وطول هذه الموجة.
وقد أكتشف الباحثون أنه عندما ترتبط بمستقبلات خاصة تنتج شحنات كهربائية تصعد من خلال أعصاب الشم إلى المخ والهدف النهائي هو الجهاز الطرفي بالمخ.. والذي يقوم بمعالجة مشاعرك وذاكرتك.
علاج اضطراب حاسة الشم
العلاج بالروائح يستخدم في علاج أمراض كثيرة والمفارقة هنا أن العلاج بالروائح يمكن أن يساهم في علاج اضطرابات حاسة الشم حيث تعتمد أغلب أنواع العلاج على الحالة نفسها، إذ تحمل بعض الروائح للعديد منا ذكريات حسنة أو سيئة، وعلى الرغم من ذهاب هذه الذكرى إلا أن الرائحة مازالت عالقة في أذهاننا كلما عادت إلينا تذكرنا بالحادثة المرتبطة بها. وقد لوحظ هذا كثيرا خلال العمليات الجراحية، فآخر رائحة يشمها المريض أو رائحة آخر وجبة طعام قبل العملية تظل عالقة في ذاكرته. مما جعل البعض يذهب إلى تطوير هذا النوع من الذاكرة ليكون طريقة علاجية جديدة، تعتمد على رائحة معينة خلال العلاج، وتكرار هذه الرائحة سيكون له تأثير إيجابي كبير في الشفاء.
واحدة من أكثر الدراسات المثيرة للفضول والتي نشرت مؤخرا، تم خلالها حقن مجموعة متطوعين من الذكور الأصحاء بحقنة أنسولين مرة واحدة ولمدة أربعة أيام، بحيث يصل مستوى الأنسولين إلى أعلى مستوى ممكن من دون حدوث انخفاض في سكر الدم، وفي الوقت نفسه كان يشمون رائحة معينة. في اليوم الخامس من التجربة تم إطلاق الرائحة ولم يتم حقنهم بالأنسولين، وعند قياس مستوى السكر وجد انه مشابه لتركيزه عند حقن الأنسولين.
وفي تجربة أخرى قام فريق الباحثين بأخذ مسحة من تحت إبط بعض النساء في أوقات مختلفة من الدورة الشهرية، وتم بعد ذلك استخلاص إحدى المواد التي عملت عند شمها من قبل نساء أخريات على تأخير أو تقديم الدورة الشهرية عندهم، تبعا للوقت الذي أخذت منه المسحة من النساء الأوليات.
الروائح العطرية وتأثيرها على الجسد:
أثبتت مئات الدراسات العلمية أن للروائح العطرية علاقة بالحيوية والانتعاش، حيث ترسل خلايا حاسة الشم بالأنف نبضات إلى المخ مع كل نفس (حوالي 23000 مرة يوميا) وقد لوحظ أن العطور المنشطة تتميز بجزئيات صغيرة سريعة الحركة لها القدرة على استثارة إفراز الأدرينالين داخل الجسد، فيزداد ضغط الدم وضربات القلب والتنفس مما يبعث على التيقظ والانتباه.
أشهر العطور المنعشة
تتمتع الروائح العطرية المنعشة بطبيعة نفاذة، وطبقا للدراسات والأبحاث العطرية والنفسية لكبرى مصانع العطور العالمية، هناك عطور معينة لها تأثيرات قوية على بعث الحيوية والنشاط في جسم الإنسان وهي مكونة عادة من:
1- الأعشاب وأوراق الشجر.
2- الحمضيات: الجريب فروت والبرتقال واليوسفي والليمون.
3- البيئة البحرية: أعشاب بحرية ومكونات مختلفة برائحة البحر والهواء المطلق.
4- الشاي والبهار: الشاي الأخضر والقرفة والهيل.
5- النعناع: النعناع وشاي الأعشاب.
روائح عطرية أخرى أثبتت الدراسات والأبحاث فوائدها للجسم الإنسان منها:.
1- اليانسون: ففي دراسة أجراها المركز العلمي للتجميل والعطور في اليابان، جرى رش عطر يحتوي على اليانسون في القاعات التي يعمل فيها الأشخاص الخاضعون للدراسة، فسجلوا زيادة في إشعاع الفا المنطلق من أجسادهم وشعورا متزايدا بالرغبة في العمل.
2- الزنجبيل: استخدم منذ زمن بعيد في الحضارة الشرقية لتدفئة وتنشيط العضلات المجهدة، فهذا النوع من التوابل ساخن على الجلد ولاذع على اللسان.
3- الصودا: من منا لا يحب الفوران والشعور بالفقاقيع مع الرشفة الأولى من زجاجة الصودا فور فتحها فهو شعور منعش بالتأكيد سيجعلك أكثر حيوية.
4- الخيار: يمتاز قلب الخيار ببرودة 20 درجة اقل من الهواء المحيط به ويبدو أن هذه البرودة قد ترجمت إلى رائحة معينة تثير الشعور بالانتعاش وتعيد إلى جسم الإنسان حيويته.
5- النعناع: أثبتت دراسة قام بها معهد حاسة الشم بنيويورك ان رائحة النعناع تقلل الإحساس بالإجهاد وتبعث في الجسم النشاط والحماس خاصة أثناء أداء التمارين الرياضية، و زيت النعناع: يفتح الجيوب الانفية فيزداد الاوكسجين داخل جسدك، ويساعدك على التيقظ والتركيز. استخدميه حين تجدين صعوبة في الاستيقاظ صباحا فتشعري بتحسن عام.
6- زيت الجريب فروت: له قدرة على رفع معنويات وتبريد الاضطرابات المزاجية، من المفيد استخدامه في فترة النقاهة من مرض ما.
7- زيت الروز ماري: معروف بقدرته على تقوية الذاكرة والشجاعة والثقة بالنفس، ويساعد على تخفيف الصداع والتوتر والإجهاد العصبي. استخدميه عندما تتوترين بسبب العمل أو الأزمات الأسرية.
إرشادات هامة حول كيفية استخدام الزيوت العطرية والأعشاب.
طرق استخدام الزيوت العطرية في العلاج:
تستخدم الزيوت العطرية في علاج الكثير من الاضطرابات الصحية الشائعة، وتكون الطريقة الأفضل لعلاج العديد من الاضطرابات هو الجمع بين عدة طرق. على سبيل المثال: نزلات البرد يمكن علاجها بالطريقة المستخدمة في الاستنشاق، أخذ حمام، ودهان الصدر واستخدام الكمادات.
من الطرق المستخدمة الطرق الفعّالة لتخفيف الزيوت العطرية يكون بالزيوت الوسيطة (carrier oils)، ويكون الزيت الوسيط هذا أي نوع من زيوت الخضراوات له جودة عالية مثل زيت اللوز، المشمش، البندق، الزيتون، بزور العنب أو السمسم.
والتخفيف الآمن والفعال لمعظم استخدامات العلاج بالعطور هو نسبة 2 % والتي تترجم إلى نقطتين من الزيوت العطرية لكل مائة نقطة من الزيوت الوسيطة. وينبغي ألا تتعدى النسبة 3 % لأي غرض من الأغراض، لأن الزيادة في التخفيف لا يعنى أنه الأفضل أو يأتى بنتائج أكثر إيجابية بل العكس قد يأتي بنتائج عكسية. فبعض الزيوت العطرية مثل اللافندر تكون مهدئة إذا كان تخفيفها بنسبة بسيطة وتنقلب إلى مثيرة إذا كان التخفيف بنسبة كبيرة. ونسبة 1 % تستخدم للأطفال والسيدات الحوامل وكبار السن الذين لديهم مشاكل صحية.
يمكن استخدام نوع من الزيوت العطرية وحتى خمسة أنواع في آن واحد لأن استخدام أكثر من خمسة أنواع قد تؤدى إلى نتائج غير متوقعة وذلك بسبب الكيمياء المركبة التي تنشأ من تركيب هذه الزيوت واستخدامها مع بعضها.
وقد يتبادر السؤال إلى ذهن كل واحد \"ما حجم القطرة المستخدمة\"، وهذا سؤال جيد لأن حجم القطرة نفسها يعتمد على حجم فتحة القطارة والتي تختلف من واحدة لأخرى وبالمثل على درجة حرارة ولزوجة الزيت العطري، وسوف تكون قطارة الصيدلية هي الأفضل والأدق لأي غرض نريد أن نستخدمه من أجلها.
وهناك اختلاف بين الأشخاص حول سهولة استخدام أداة القياس، فالبعض يلجأ إلى استخدام القطارة والبعض الآخر يفضل استخدام الملعقة الصغيرة والاختيار الثاني يكون ملائماً أكثر عند تحضير الكميات الكبيرة.
وآياً كان اختيارك، فالجدول التالي توجد به إرشادات عامة يفي برغبة كل فرد في استخداماته. والنسب في تحويل القطرات إلى الملعقة الصغيرة ثم حسابها باستخدام المياه حيث لها لزوجة متوسطة بالمقارنة مع سلسة اللزوجات الموجودة في الزيوت العطرية.
التخزين ومدة صلاحيتها:
تخزن الزيوت العطرية بعيداً عن الحرارة والضوء للحفاظ على فعاليتها، وعندما يتم تخزينها بشكل صحيح يدوم استخدامها لفترة طويلة من الزمن تمتد لعديد من السنين أما الزيوت الحامضية لها أقصى عمر في الاستخدام عن باقي أنواع الزيوت العطرية الأخرى ومن الأفضل أن يكون في خلال عام واحد، أما أطولها وتكون أفضل بمضى الوقت عليها التي تكون (Thick resins)، ومن الأخشاب مثل الصندل، والمستخرجة من جذور النباتات مثل (vetiver) ومثلها بعض الزيوت الأخرى: (spikenard & patchquli).
تركيبات العلاج بالروائح مع الأعشاب:
من المفيد جداً استخدام الأعشاب في تركيبات العلاج بالروائح، فإذا كانت الزيوت العطرية المستخلصة من النباتات قوية في استخدامها على بعض الأشخاص والتي قد تكون حساسة لها فإن العشب نفسه في صورة شاي أو صبغة (Tincture) من المحتمل أن يكون بديلاً آمناً وفعالاً. وعندما نستخدم الزيوت العطرية مع النباتات والأعشاب يكونان لهما قوة فعالة في العلاج أفضل من استخدام كل واحد على حدة.
جودة العشب هامة جداً للقائمين على العلاج بالأعشاب مثل نقاء الزيوت العطرية في العلاج بالروائح. يمكنك زراعة الأعشاب بنفسك لكن مايحدث العكس حيث يلجأ العديد منا إلى شرائه.
وهذا يكون أسهل بكثير من الزيوت العطرية للحكم على نقائها. لا ينبغي أن تكون الأعشاب الجافة لونها بني أو غير طازجة، ينبغي أن تكون لها رائحة حلوة لون زاهي.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد